أخطاء ليلة الامتحان سهر.. قهوة.. توتر

كتبت : أسماء صقر

ليلة الامتحان من أكثر الأيام صعوبة علي الأصدقاء فهى السباق الأخير لتحقيق النجاح والنتيجة المبهرة مما يكون له تأثير سلبي علينا.. فكيف ننجو من الوقوع في أخطاء ليلة الامتحان؟! >>

فى البداية يحكى لنا الأصدقاء عن الأخطاء التى يقعون فيها فى تلك الليلة.

> يقول أحمد شعبان - الصف الثالث الإعدادى: ليلة الامتحان بالنسبة لى هلع وخوف من الغد لتصورى للامتحان فى حالة فشلى وأسرتى وشعورها باليأس والحزن تجاهى لذلك ألجأ لشرب القهوة بكثرة ففى ذات مرة لم أستطع المذاكرة من أول العام الدراسى فى أحد المواد الدراسية وكانت مادة الإنجليزى وفى ليلة الامتحان كنت محتاجا لمذاكرة المادة بشكل جيد وخاصة القصة والترجمة فاضطررت لشرب أكثر من 10 فناجين قهوة مما أتعب معدتى وتقيأت فى لجنة الامتحان.

مجموع عال

تقول نرمين مسعد - الصف الثالث الثانوى -: باعتبارى ثانوية عامة (المرحلة الثانية) ووالدتى تضغط على نفسياً بضرورة حصولى على مجموع عال كى ألتحق بكلية الطب كابنة خالتى وأنا أريد الالتحاق بكلية الألسن ومع ذلك إرضاء لرغبتها تخصصت فى القسم العلمى وأسعى لأحقق أملها وأسهر ليلاً ونهاراً كى أحقق حلمها وعندما يقترب موعد ليلة الامتحان أشعر بالفزع ولا استطيع النوم نهائياً وأظل أذاكر طوال الليل مع عدم رغبتى فى تناول الطعام مما أدى إلى شعورى بالدوخة وإصابتى بالإغماء قبل دخول لجنة الامتحان فى الصف الثانى الثانوى.

> أما باسم حسنى - الفرقة الأولى بكلية الحقوق جامعة المنوفية - يقول: رغم قدرتى على تنظيم الوقت إلا أننى فى هذه الليلة وقبل الامتحانات بأسبوع أشعر بعدم التوازن وقدرتى على ترتيب وتقسيم وقتى فغالباً ما أشعر بالارتباك ودراسة القانون تحتاج إلى تركيز وفهم واستيعاب، وعندما ارتبك أفقد التركيز لذلك أخشى هذه الليلة وتعرضى للارتباك والتوتر أثناء إجابتى على الأسئلة داخل اللجنة وهذا يعتبر خطئى الوحيد والذى أدى لعدم التحاقى بالكلية التى كنت أرغب الالتحاق بها وهى كلية الإعلام.

> وتوضح مها عبدالفتاح كلية الآداب جامعة بنها: أن مذاكرة ليلة الامتحان لا تعتمد على مذاكرة تفاصيل المادة ولكن على العناصر فقط وخطئى الوحيد أثناء مذاكرتى ليلة الامتحان هو الاعتماد على الحفظ والتلقين، فالمفروض أننى أركز على العنصر وأفهم مايتضمنه بتفاصيله، لذلك لم استطع الحصول على تقدير لمدة عامين بسبب هذا الخطأ.

> أما ياسمين إبراهيم - كلية دار العلوم جامعة القاهرة - فترى أن ليلة الامتحان من أكثر الليالى التى أتمنى أن يمر فيها الوقت بسرعة فلا استطيع المذاكرة بتركيز فى هذه الليلة حيث لا أجد أحداً من أفراد أسرتى يتحدث معى ويسألنى عن مخاوفى ومذاكرتى وأظل أذاكر طوال الليل لذلك أضطر للتحدث تليفونياً مع أصدقائى ليلة الامتحان وفى ساعات متأخرة من الليل حيث لا استطيع النوم إلا بعد الانتهاء من الامتحان مما يشعرني أثناء الامتحان بعدم التركيز واضطراب الأفكار والعناصر داخل ذاكرتى.

فكرة الامتحان

 وبعد الاستماع لآراء الأصدقاء توجهنا للمتخصصين لمعرفة نصيحتهم وتجنب أخطاء ليلة الامتحان.

تقول د. مارى عبدالله أستاذة علم النفس التربوى بجامعة عين شمس: فكرة الامتحانات ذاتها محتاجة للتعديل فمفهوم الامتحان ذاته بين الطالب والمدرس هو نوع من التقويم وبه يستطيع أن يكتشف المدرس مدى قدرته أيضاً على توصيل أفكاره للطالب وبخاصة فى توصيل المعلومة وهذا هو الجزء الخاص والدور الذى يقوم به المدرس، ويأتى دور الطالب بعد ذلك فى فهم واستيعاب هذه المعلومات بتركيز والعمل على مذاكرة هذه المعلومات بشكل مستمر ومراجعتها حتى ليلة الامتحان.

وتشير إلى ضرورة إدراك المدرس أثناء طرحه للأفكار التى تحتويها المادة الدراسية بأن الطالب يستوعب المعلومة أم لا؟

وفى حالة عدم استيعاب الطالب بشكل كبير بالنسبة التى تحقق الرضا لجهد المدرس ، عليه أن يقوم بشرح هذه الأفكار بطريقة مبسطة ومجزئة.

> وتوضح أن التقويم النهائى يكون مرتبطا بالفكرة الأساسية التى يركز عليها المدرس ولابد من أن الامتحان يمثل الأهداف الأساسية والنقاط التى تم التركيز عليها.

> وترى أن أسوأ نوع من التقييم الذى يأتى عن طريق الحفظ والتلقين.

وبالنسبة لليلة الامتحان يجب على الطالب أن يضع ملخصاً نهائياً فى ذاكرته للمادة ذاتها قبل آدائه الامتحان.

> وتنصح د. مارى أنه من ضرورة النوم المبكر والأعصاب الهادئة وهذه ليست مسئولية الطالب فقط بل مسئولية الأسرة أيضاً فلها دور فى توفير جو أسرى هادىء.

كما أنه من الضرورى أن يتعامل المدرس مع الطالب بشكل سوى وطبيعى .

وتحذر من الارتباك والإجهاد وتحذيرات وتهديدات بعض الأساتذة ، فهذا يعبر عن عدم نجاح الأستاذ فى توصيل أفكاره.. وتعيب علي المدرس أكثر من الطالب.

وترى أن أول تقويم للطالب يكون من خلال المحاضرة وعلى الأستاذ الجامعى أو المدرس قبل أن ينتقل لفكرة أخرى أن يدرك الأهداف الأساسية للمادة وعناصرها ويتقنها وعند تلخيص المادة ومراجعتها يجب تقسيم الأفكار والعناصر بحيث يسهل اختزانها فى الذاكرة ويستوعبها بسهولة.

الجوع

> وتؤكد د. چرسون أحمد أستاذ التغذية بالمعهد القومى للتغذية.

أن التوتر يستهلك جزءاً كبيراً من الطاقة التى لابد من تعويضها بتناول الغذاء.

وهناك بعض الطلاب يشعرون بالجوع الشديد أثناء فترات المذاكرة والامتحانات ويستمر هذا الشعور مهما تناولوا من طعام وهذا له عدة أسباب مختلفة منها عدم انتظام «الأيض»الداخلى للجسم نتيجة عدم الانتظام فى تناول الوجبات المتزنة أو بذل المجهود الشديد لدى البعض مع عدم تعويضه بالطاقة اللازمة من خلال الوجبات وقد يكون السبب نفسياً من خلال الشعور بالهم والاكتئاب والتوتر.

> وعلى العكس من ذلك هناك طلاب يعانون من فقدان الشهية أيام الامتحان وبالنسبة لهؤلاء الطالب يجب أن يعتمدوا على الفواكه والعصائر الطبيعية كمصدر غذائى غنى جداً بالفيتامينات والسكر الطبيعى الذى يمد الجسم بالطاقة وكذلك الجبن ومنتجات الألبان مع تشجيع الطالب على تناول وجبات خفيفة كالسندويتشات.

> وتشير إلى الأطعمة التى تساعد على التركيز أثناء المذاكرة وهى التى تحتوى على عنصر الحديد مثل العسل الأسود والكبد والفول والخضراوات الورقية الداكنة اللون مثل الملوخية والسبانخ والجرجير والبقدونس وكذلك الأطعمة التى تحتوى على فيتامين (C) كالموالح مثل البرتقال واليوسفى والليمون والبروتينات مثل البيض واللحوم والأسماك بجميع أنواعها حيث تحتوى على مادة الأوميجا (ثلاثة) المفيدة جداً للمخ حيث ترفع نسبة الذكاء مثل سمك السلامون والماكريل والتونة والسردين.

وبالنسبة للطلاب الذين يعانون من الصداع أو الإسهال والقىء أحياناً ننصح بتناول مشروب «الحلبة» فهى من المشروبات المهمة التى تطهر البطن وتدفىء المعدة ولها القدرة علي التخلص من التقلصات ومشروب مغذى مع ضرورة الابتعاد عن شرب المنبهات كالشاى والقهوة والنسكافيه والكولا مع شرب كمية من الماء لا تقل عن 3 لتر يومياً والحرص على تناول وجبات متزنة