كتبت / اميرة اسماعيل 

فى كل مرة بقعد فيها مع نفسى بنتخانق , بلاقى تصرفات كتيرة مش صح وتصرفات تانية لسه مقررتش هاعملها ولا لأ .. وبين حيرتى مع نفسى وقرارتى وتصرفاتى , سألت نفسى أنا راضى عن شخصيتى ولا شخصية الآخرين أفضل منى ؟ ولو أنا عايزة تعديل فى شخصيتى يبقى أعمل إيه وده ممكن ولا مستحيل ؟!

بس قبل أى إجابة هتقولها , فيه فرق كبير بين تغيير صفات فى شخصيتك وفرق بين تعديل سلوكك اللى بيترجم من خلال صفاتك .. من غير لخبطة .. اقرأ السطور القادمة .. >>

تقول منار سامى (24سنة) مترجمة: أنا راضية عن شخصيتى بنسبة 80% بس مشكلتى إنى أوقات بأخد الأمور بحذر زائد يصل لحد التعقيد والمفروض إنى أكون طبيعية فى التفكير ببعض الموضوعات والمواقف خاصة أن هناك مواقف لا تستدعى كل اهتمامى وتفكيرى الزائد بها, وألاحظ فى شخصيتى تغييراً بين السلب والإيجاب وذلك بفعل العمل والاحتكاك المستمر مع أنواع مختلفة من البشر.

"مشكلتى عدم الثقة بالنفس" هذا ما بدأت به منى الديب(22سنة) باحث مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة , وعندى سلوك سلبى جدا وهو الاستيقاظ فى وقت متأخر وهذا يسبب مشاكل فى العمل ولكنى لست بشخصية كسولة وأتمنى لو أكون نشيطة مثل باقى صديقاتى وأنظم وقتى وحياتى.

وترى بسنت أحمد (21سنة) طالبة أنها لا ترضى عن نفسها ولا مظهرها الخارجى ودائما ترى الأخريات أجمل وأفضل ، وتلقى بسنت اللوم على برامج التجميل والرشاقة التى توضح عيوباً كثيرة تتجاهلها الفتيات ولكنى بصراحة أتأثر بما يقولونه ، ورغم أننى على قدر من الجمال إلا أننى لا أشعر بذلك وهذا ما ينقص شخصيتى .. أن أضيف لنفسى أشياء جديدة وأن أشعر بقيمة ما أمتلكه من إيجابيات وصفات جميلة.. وتتسأل هل يأتى الوقت وأتصالح مع ذاتى؟

وتؤكد آمال حلمى (26سنة)مهندسة أنها لا ترضى عن تصرفاتها مع صديقاتها فهى سريعة الغضب ورغم قوة عاطفتها إلا أنها قد تفسد الأمور قبل أن تصلحها ومازالت تحاول جاهدة أن تفكر فى الكلام قبل إلقائه على الآخرين فيحدث الصدام الذى تتكرر نتيجته بالخصام لفترة!

واثق من نفسه

"أنا من الناس اللى بيأخروا أمورهم لآخر وقت ومشكلتى الأكبر إنى رغم طموحى إلا إنى سريع الإحباط والتراجع " هذا ما أشار إليه محمد مجدى (26سنة) ويضيف.. لازم أضغط فى شغلى عشان أنجز وفعلا بتمم شغلى فى وقت قصير ومن سلبياتى فى شخصيتى إنى مقدرش أرفض لحد طلب وده ممكن يخلينى آجى على حساب نفسى - فى بعض الأحيان - ومع كل ده أنا راضي عن نفسى بنسبة 70%.

ويرى وسام صلاح(28سنة) أعمال حرة , إن مشكلة العصبية أكبر سلبياته ورغم كدة أنا راضى عن نفسى بنسبة 100% ، ويضيف.. أوقات كتيرة بشعر بصعوبة فى التعامل مع الناس فالمجتمع الآن أصبح مشوشاً وغير ثابت فى آرائه ولا اتجاهاته وطبيعى إنى أتأثر بالسلب !.

"التردد " هذا ما بدأ به محمد يسرى- صاحب مطبعة - ويضيف , المشكلة إنى أحيانا لما بتكلم مع حد ممكن أتردد فى الرد بتاعى و لما أفكر فى موضوع باخد وقت علشان أفكر بس فى الآخر باخد قرار بيكون قرار نهائى صعب جدا تغييره, وأعتقد إن حل مشكلتى هيكون بزيادة خبرتى فى الحياة.

ابدأ بنفسك

ويحلل د. وائل الكوميلى - خبير التنمية البشرية- السطور السابقة قائلا : إن من الصعب تغيير السمات الشخصية لأى شخص ولكن يمكن تعديل سلوكياته فلو كنت تحب شخص ما أو تكره أعمال معينة قد يعصب تغيير هذا الشعور ولكن عليك العمل على تقويم رد فعلك تجاه الأشياء والمواقف حتى لا تخسر أشياء كثيرة فى لحظة انفعال أو رد فعل سلبى.

ويرى د. وائل أن تقويم السلوك أو رد الفعل قد يأتى أثره بناء على دور الأسرة والأصدقاء والبيئة المحيطة ككل ورغبة الشخص ذاته فى التطوير من نفسه ومعالجة سلبياته والبحث عن الإيجابى واتخاذه قدوة بالإضافة لدور التعليم والمؤسسات الدينية التى تعمل على تشكيل وتقويم السلوك ، والأهم من ذلك هو دور الإعلام الذى بات عاملا مؤثرا فى حياة الأشخاص {