كتبت : سماح موسي
حدد الكتاب العزيز فترة تمام الرضاع الطبيعي للطفل عند بلوغه السنتين من عمره ودليله قوله تعالى: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ " 233 ـ البقرة. وقوله ـ سبحانه: "وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا" (الأحقاف ـ 15).
ويستغرق الحمل الطبيعي للمرأة عادة تسعة شهور فيكون موعد فصال الطفل من رضاعها بعد 21 شهرًا..
فماهي مميزات الرضاعة وكيفية فطام الطفل بشروط صحية لا تؤثر علي الطفل سلبا .
في البداية تقول د.صافيناز المراغي - أستاذ طب الأطفال وحديثي الولادة بجامعة القاهرة- : إن للرضاعة الطبيعية مزايا كثيرة بالنسبة للطفل الرضيع وهي أن مكونات لبن الأم يوفر النمو الطبيعي له ويحتوي علي أجسام مناعية لحماية الطفل من الأمراض ، كما أن الرضاعة الطبيعية تساعد علي الاكتمال العاطفي والنفسي والذهني ، حيث أن أطفال الرضاعة الطبيعية أكثر ذكاء من غيرهم علي العلم بأن لبن الأم متوفر باستمرار طوال اليوم ومعقم وأسهل هضما ، كما أنها تساعد علي تقليل فرصة الإصابة بسرطان الثدي والمبيض والوقاية من السمنة .
أما عن فطام الطفل فتضيف د.صافيناز علي أنه يقصد بفطام الطفل تعويده علي أغذية أخري غير لبن الأم وتعتبر فترة الفطام مرحلة انتقالية يتحول فيها غذاء الطفل من لبن الأم فقط الي غذاء الأسرة .
وتؤكد أستاذة طب الأطفال علي أن الطفل في فترة الفطام يصاب بأعراض كثيرة منها رفض الأكل مع حدوث إسهال وقئ وحساسية جلدية مع حالة نفسية سيئة .
وعن الشروط الصحية للفطام تقول د.صافيناز : إن فترة الفطام يقدم الطعام الجديد للطفل وهو جائع قبل الرضاعة ثم بعد تعوده عليه يقدم بعد الرضاعة ، وإذا كان الطفل مريضا تؤجل عملية فطامه كما يجب تغذية الطفل بكمية كافية من مصادر الطاقة مثل الحبوب ومنتجاتها والزيوت النباتية وقليل من السكريات وإعطاء الطفل كمية كافية من البروتين مثل البقول (عدس ، فول ، حمص ) أو من مصدر حيواني إن أمكن مثل الألبان ومنتجاتها مع إمداد الطفل بنصيب وافر من الخضراوات المطهية والفاكهة أو عصيرها لضمان حصوله علي الفيتامينات والأملاح المعدنية مع إعطاء الطفل من (4_5)وجبات خلال اليوم وتعويده علي عادات غذائية سليمة ، وتجنب إعطائه الأطعمة الصغيرة الصلبة قبل عمر 3سنوات ، وتجنب إعطائه الحلوي بين الوجبات ، كما يجب تجنب إعطائه الأطعمة المحلاة أو المضاف إليها التوابل .
وتضيف المراغي علي أن تغذية الطفل الرضيع لمن الأمور البالغة الأهمية التي يجب أن تعطي عناية خاصة، حيث ينمو الطفل نموا سريعا في هذه المرحلة فيتضاعف وزنه في الخمسة شهور الأولي من عمره وفي نهاية السنة الأولي يكون وزنه ثلاثة أمثال وزنه عند الولادة. لذلك يجب علي الأم متابعة وزنه فالزيادة الطبيعية بالنسبة لسنه وإلا فلابد من استشارة الطبيب ، كما أن أحسن مؤشر للتأكد من أن الطفل يحصل علي احتياجاته الغذائية هي متابعة الوزن والتأكد أنه في حدود المعدلات الطبيعية بالنسبة للسن ونجد أن الطفل الذي يتناول لبناً صناعياً يكون سهل فطامه عن الطفل الذي يرضع من ثدي أمه لعدم ارتباطه الشديد بأمه .
وتتفق د.هنادي جابر - مدرس التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية - مع الرأي السابق ، وتضيف بأنه عند البدء بتقديم وجبات للطفل الرضيع ينبغي أن يتم الفطام بصورة تدريجيه أي بعد( 4_6شهور من الرضاعة ) حتى لا تحدث صدمه نفسيه للطفل ولايقدم أكثر من طعام جديد خلال أسبوع .
كما نبدأ بتقديم الأطعمة التي تعوض نقص اللبن الطبيعي بعنصر الحديد , فيتامين ج , فيتامين د وحمض الفوليك.
ومرعاة خلط الأطعمة المقدمة بنسبة من حليب الرضاعه الصناعي.
بالإضافة إلي تقديم نوع واحد فقط للطفل كل يوم لإعطائه فرصة للتعرف عليه وقياس مدى تقبله واستجابته له.
ويقدم الطعام في بداية الأمر مثل ملعقة شاي أو أقل.
وعند البدء بتغذية الطفل أغذية صلبة يراعى تخفيفها حتى يتعود الطفل على مضغ وبلع الطعام بلسانه للخلف.
أما إذا رفض الطفل طعاما ما فيجب حذفه من قائمته لأسبوع أو أسبوعين ومعاودة تقديمه في وقت لاحق أو تبديله ببديل آخر .
مع مراعاة استخدام الخلاط أو الكبة في هرس الطعام مبدئيا إلى أن يتعود الطفل على تناول الأطعمة الصلبة.
ومرعاة مزج أكثر من صنف غذائي حتى نتجنب رفض الطفل لمذاق طعم معين ، ومثال ذلك خلط الخضار بالبشاميل والجزر بعصير البرتقال والبيض مع الحبوب
وعدم تكرار الأصناف المحببه للطفل كثيرا حتى لا يملها ، وكذلك مراعاة التنويع وبخاصة الخضراوات والحبوب.
تقليد الكبار
وتنصح مدرس التغذية العلاجية الأم أو من يقوم بتقديم الغذاء للطفل عدم إظهار استيائه وكراهيته لصنف معين من الطعام ، وذلك لأن الطفل يميل بطبعه لتقليد الكبار .
وتضيف د.هنادي أنه تزداد فرصة إصابة الطفل بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد نتيجة:
عدم كفاية الحديد الغذائي المتناول وبخاصة ذو المصدر الحيواني ويرجع ذلك لكراهية الاطفال للحوم والبيض.
والإفراط في تناول الأغذية التي تعيق امتصاص الحديد كالشيكولاته والأرز وبعض البقول الغنية بحمض الأوكساليك والفيتيك ، فارتباط هذه المواد بالحديد يحوله لمادة غير قابلة للهضم والذوبان ، فيخرج مع البراز.
كما أن زيادة تعرض الطفل للطفيليات التي تحرم الجسم الاستفاده من الوجبات الغذائية الغنية بالحديد .
اعتماد بعض الأطفال على الحليب ومنتجاته كبديل للحوم الحمراء وهو أفقر منها في نسبة الحديد.
إصابة بعض الأطفال ببعض أمراض تتعلق بالوراثة مثل حساسية القمح والتي تتدخل في امتصاص وهضم الحديد.
ساحة النقاش