دفعتها غيرتها الوطنية والعلمية إلى التساؤل لماذا إلى اليوم نقوم باستيراد مكونات الأعلاف ما يؤثر على اسعار منتجاتنا الغذائية فانهمكت في معملها تبحث عن اجابة لهذا السؤال وبالفعل توصلت إلى تركيبة يمكن أن تكون نواة لعلف مصنوع من مكونات محلية خالصة يسهم في خفض اسعار اللحوم ومنتجات الالبان المشتعلة.
ضيفتنا الدكتورة جيهان المغازي مديرة المعمل المركزي للأغذية والأعلاف بمعهد أبحاث البساتين تحدثنا عن تجربتها الرائدة وسبل تحويلها من حلم قابع في معمل الى مشروع على أرض الواقع.
*دكتورة جيهان المغازي هل لنا أن نقترب من شخصيتك أكثر ؟
-  حصلت على بكالوريوس العلوم الطبية البيطيرية من جامعة القاهرة عام1988 ثم الماجستير 1993 وناقشت الدكتوراه عام 1998، والتحقت بمعهد بحوث صحة الحيوان وبعد ثلاث سنوات عينت على درجة طبيب بيطيري ثالث ثم نقلت لمعهد البحوث بالهرم ثم إلى المركز الاقليمي للأغذية والأعلاف عام 1996 .
وسافرت في بعثة إلى الدنمارك وعند عودتي قمت بعمل معمل سلامة الغذاء سنة 2000,وعام 2003 أنشأت معمل البيوتكنولوجي وفي عام 2010 اسست معمل المتبقيات،وأخيرا في عام 2013 أصبحت مديرة المركز الاقليملي للأغذية والأعلاف.
*هل يمكن أن تحدثينا أكثر عن المركز الاقليمي للأغذية والأعلاف واختصاصاته؟
- هو الجهة الرسمية الوحيدة المسئولة عن الأعلاف المصرية وخاماتها واضافاتها سواء المستوردة أو المصنعة محليا ،ولقد أنشئ المعمل باتفاقية مصرية دنماركية للرقابة على الأعلاف ,لينضم اليها في عام 1985 المركز الاقليمي لمعهد البحوث الزراعية ونقوم من خلاله بدور تدريبي هام جدا يخدم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تحليل الأعلاف.
*ماالأوسمة التي حصلت عليها؟
- حصلت على تكريم من منظمة الأغذية والزراعة في يوم الغذاء العالمي العام الماضي وحصلت في العام نفسه على تكريم من نقابة الطب البيطيري, ، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي،كما حصلت على درع التميز من قطاع تنمية الثروة الحيوانية عام 2013وحصلت على أفضل بحث في المؤتمر العلمي الرابع لمعهد بحوث الانتاج الحيواني ,وشهادات تقدير وشكر من العديد من الشركات المتعاملة مع المركز لدورنا الرقابي على شحنات الأعلاف القادمة من الخارج ونحن نرى هل هي مطابقة للمواصفات أم لا؟
*ما مشاكل الشحنات المستوردة من الخارج وهل تكون عادة مطابقة للمواصفات والجودة أم أن هناك شحنات  غير صالحة تدخل إلى البلاد ؟
- حدثت هذه المشكلة العام الماضي في ثلاث شحنات وكانت هناك شحنتين من أمريكا واخرى من النمسا وأصر الجانب الأمريكي والنمساوي على سلامة الشحنات لكني كنت متأكدة من المعامل المصرية ومن رقابتنا وجودتنا فسافرت لأمريكا وللنمسا وشرحت لهم أوجه القصور في الشحنات وأخطاء التصنيع والتحليل وبناء على توصيتي قاموا بتغيير خط الانتاج والتصنيع  بما يتوافق مع الرقابة والجودة المصرية .
*نسمع عادة عن مشاكل في أعلاف الحيوانات المصرية و الهرمونات المضافة اليها والتي كانت سببا رئيسيا لانتشار السرطان ..ماهو دوركم وكيف تتصرفون تجاه ذلك؟
- المشكلة الرئيسية في الأعلاف هي ارتفاع سعرها وهي مشكلة تؤرق المنتجين لأنها تتسب في رفع أسعار اللحوم والدواجن لغلاء ثمن المواد الخام المكونة له كالذرة الصفراء وفول الصويا وكسب عباد الشمس ومساحيق اللحم والعظم،ونحن نحاول من خلال الأبحاث التي نقوم بها أن نجعل هذه الخامات منتجة محليا من مخلفات المزارع أو مصانع الأغذية واستطعنا بالفعل عمل خامات محلية الصنع بدلا من الاستيراد من الخارج .
المشكلة الثانية هي الجودة التي تتحدثين عنها وسلامة العلف نفسه فنحن نقوم بأخذ عينات دورية باستمرار من المزارع ،والهرمونات المضافة إليه سلوك سييء من بعض المزارع الصغيرة تحت السلم والتي تضيفها إلى العلف لتسمين الدجاج ومن المستحيل أن تستخدم هذه الهرمونات المزارع الكبيرة صاحبة الاسم في السوق ،ونحن نقوم بأخذ عينات في جميع مراحل التصنيع للتأكد من سلامة المنتج.
* هل هناك أبحاث أو دراسات لإيجاد بدائل للخامات المستوردة من الخارج بأسعار غالية؟
- طبعا هناك أبحاث كثيرة للاستفادة من قش الأرز ومن قوالح الذرة وإضافتها إلى العلف كي تعطي مردودا غذائيا جيدا .
*هل لكم دور في السيطرة على أسعار اللحوم التي ترتفع أسعارها بشكل مخيف ؟
- منتج الأبقار يرتبط ارتباطا وثيقا بأسعار السوق العالمية ويقوم باستيراد العلف بالدولار الذي يرتفع سعره ,واذا نجحنا أن ننتج أعلاف بخامات مصرية سنستطيع  تخفيض سعر اللحوم  وليس لنا دور أبدا في السيطرة على سعرها وليس حلما أن ننتج علفا مصريا 100%.
*إذا تحدثنا عن البحث العلمي المصري هل انت راضية عنه والميزانية التي تنفق على الابحاث وكيف توفرون التمويل لابحاثكم؟
- لنا دور رقابي وتدريبي وخدمي لتحليل الأغذية والأعلاف للتاكد من جودتها كما نحلل الغذاء من ناحية البروتينات والكربوهيدرات والاملاح المعدنية لنكشف عن البكتيريا والسموم والألوان غير المصرح بها في انتاجه،ولدينا 27 معمل معتمد وتلجأ إلينا الشركات الخاصة في تحليل أغذيتها مقابل اجر وهوما يساعدنا في الانفاق على ابحاثنا ,لكن بالطبع نحن بحاجة إلى تمويل كبير لنتطور ونعتمد على أنفسنا .
*هناك فجوة كبيرة بين ماندرسه ومانحتاج إليه في السوق على ارض الواقع ,هل تقومون بالاتصال بكليات الزراعة على مستوى الجمهورية والاستفادة من الأبحاث وتطبيقها على المستوى العملي؟
- لدينا 600 متخصص في المركز مابين بكالوريوس طب بيطيري وبكالوريوس علوم وبكالوريوس زراعة وحملة ماجستير ودكتوراه وأساتذة ،ونحن نختار موضوعات أبحاث كثيرة مما يقدم في الرسائل العلمية في الكليات ونقوم بتطبيقها عمليا ،وهناك بحث خاص بالمخلفات قمنا بتحويله لمشروع لانتاج المخلفات باستخدام عش الغراب ،ولاحظنا أن أن هذا النبات تخرج منه إفرازات أضفناها لقش الأرز ثم إلى عليقة الحيوان وثبتت قيمته الغذائية العالية ،واقمنا ورش عمل كثيرة جدا وسافرنا إلى البلاد والقرى لتعليمهم كيف يستفيدون من مخلفات المزرعة.
ثاني هذه الأبحاث المتميزة هو انتاج علف من خامات نباتية 100%،ولأن العلف يدخل في تركيبه مكونات حيوانية مثل مساحيق اللحم والعظم والسمك ،لكن رسالة الدكتوراة هذه نجح صاحبها في عمل عليقة متكاملة من الانتاج النباتي دون الحاجة إلى الخامات الحيوانية وطلب منا أن نقوم بعمل خط لانتاجه وأصبح لدينا بالفعل خط انتاج متكامل يعتمد على هذه العليقة يضيف 16ألف دجاجة كل شهرين الى الاسواق،
هذا بالإضافة لأبحاث استخدمنا فيها البكيتريا لانتاج عليقة منها كعلف للحيوانات والدجاج .
*ما الجهات التي تتعاون معكم ؟
- نتعاون مع قطاع انتاج الثروة الحيوانية،ومعهد الري والمياه في الرقابة على الأسمدة ،وشرطة المسطحات لضبط أي مخالفات ،وبالطبع وزارة الداخلية .
* ما هي أحلامك ؟
-أحلم أن تتعاون الدول العربية كلها في إنتاج الأعلاف لنصبح مثل الاتحاد الأوربي فدوله تضع مواصفات موحدة  للأعلاف واللحوم والألبان ،وأتمنى أن نتكامل لإنتاج أعلاف عربية أو افريقية لتحقيق اكتفاء غذائي وهذا هو الحلم الأكبر لأي انسان يعمل في مجال انتاج الغذاء.