شوط كبير قطعته الدولة بتوجيهات من القيادة السياسية فى طريق الإصلاح الاقتصادى ورفع مصر إلى مصاف الدول المتقدمة، إلا أن الجهود الحكومية تستدعى تضافر جهود المواطنين لمساندة وطنهم لعبور تلك المرحلة من خلال ترشيد الاستهلاك سواء فيما يتعلق بالسلع والمنتجات الغذائية أو الطاقة بمشتقاتها المختلفة، والكهرباء والمياه وهو ما دعت إليه «حواء » عبر صفحاتها، واستمرارا لدورها فى دعم الوطن نظمت المجلة صالونها الشهرى تحت عنوان «هنرشد استهلاكنا ونوفر فلوسنا»

 أدارت الندوة الكاتبة الصحفية سمر الدسوقى، رئيس تحرير المجلة، بحضور الكاتب مجدى سبلة، رئيس مجلس إدارة دار الهلال، واللواء د. راضى عبد المعطى، رئيس جهاز حماية المستهلك، والنائبة البرلمانية هالة أبو السعد، سولاف درويش، عضوة مجلس النواب، و د. هدى يسي، رئيس اتحاد المستثمرات العرب، ود. رنيا يحيى، عضو المجلس القومى للمرأة.

بدأ الصالون بكلمة للكاتبة سمر الدسوقى، رحبت خلالها بضيوف الندوة الذين أثروا صفحات المجلة بآرائهم وقدموا حلولا لقارئاتها لمواجهة ارتفاع الأسعار والتلاعب بها من قبل بعض التجار، وأكدت أن المجلة اعتادت خلال صالونها الشهرى على طرح الموضوعات والقضايا الاجتماعية الخاصة بالمرأة والأسرة وإيجاد حلول جذرية لها، وقالت: لا شك أن الدولة قطعت شوطا كبيرا فى معركة النمو الاقتصادى رغم الصعوبات التى تواجهها، ما يستدعى حشد كافة الجهود لإنجاز ما بدأناه من مشروعات قومية وشبكة طرق وبنية أساسية خلال السنوات الأربع الماضية.

وتابعت: على المرأة المصرية أن تجد البدائل للسلع باهظة الثمن، إلى جانب المساهمة فى إنجاح الجهود الحكومية للتصدى لجشع بعض التجار وتلاعبهم بالأسعار من خلال الإبلاغ عن مخالفة أو غش تجارى.

ولفت الكاتب الصحفى مجدى سبلة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال خلال كلمة ترحيبه بالضيوف أن مجلة "حواء" تحرص خلال الفترة السابقة على عقد سلسلة من الندوات التى تهتم بالشأن الاجتماعى والعام فيما يخص المرأة المصرية وغيرها من الموضوعات المهمة المطروحة ، موضحا أن الدعوة التى تبنتها المجلة عبر صفحاتها "هنرشد استهلاكنا..." لاقت تفاعلا من قبل العديد من فئات المجتمع، بجانب كونها أهم الموضوعات المطروحة حالياً على الساحة .

المواطن شريك

من جانبه قال اللواء د. راضى عبدالمعطى، رئيس جهاز حماية المستهلك: إن دور الجهاز الرئيسي هو التصدى للتلاعب فى الأسعار من خلال الجولات الرقابية التى ينظمها بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة على مواقف السرفيس للتأكد من التزام السائقين بتعريفة الركوب المحددة، وسلاسل المحال التجارية الكبرى والأسواق والتأكد من عدم وجود مبالغة فى أسعار المنتجات المعروضة بها ومطابقتها للمواصفات، ونحن بصدد نشر تسعيرة استرشادية يومية عبر موقع الجهاز الإلكترونى حتى تتمكن المرأة من معرفة الأسعار الحقيقية للسلعة والتصدى لأى مغالاة من قبل تاجر التجزئة، إلى جانب توعية المواطن بأن دور الجهاز لن يكتمل إلا من خلال تعاونه وقد أطلقنا فى هذا الإطار خدمة "المواطن شريك" عبر "الواتس آب" على رقم 01281661880، إلى جانب ما يقدمه الجهاز من خدمات للمواطنين على مدار الأربع وعشرين ساعة لتلقى شكواهم والتعامل الفورى معها.

وتابع: استحدثنا عددا من الوسائل لنشر الوعى لدى المواطنين بدور الجهاز منها بروتوكول التعاون مع شركات الاتصالات لبث رسائل تعريفية عبر الهواتف المحمولة للمواطنين للتعريف بطرق التواصل مع الجهاز والإبلاغ عن أى مخالفات تجارية، بالإضافة إلى التواصل مع وزارة الأوقاف والكنيسة لتخصيص خطب الجمعة ودروس الوعظ لحث التجار على عدم المغالاة فى الأسعار باعتبارها مسئولية دينية ومجتمعية، وتشجيع المواطنين على التصدى لأى مخالفة من باب أداء الأمانة وتغيير المنكر، مؤكدا أن على المرأة الدور الأكبر فى إيجاد ثقافة الاستهلاك المعتدل فى المجتمع انطلاقا من علمها بجميع المنتجات ومتوسط أسعارها وما يمكن الاستغناء عنه.

الجمعيات الأهلية

ودعا د.عبدالمعطى الجمعيات الأهلية المنتشرة فى كافة ربوع مصر والتى تبلغ 52 ألف جمعية بالقيام بدورها فى توعية المواطن لترشيد الاستهلاك ومدى إسهام تلك الثقافة فى خفض أسعار السلع التى يتم تحديدها وفقا لنسبة العرض والطلب، لافتا إلى وجود عدد من المبادرات للاستغناء عن شراء ملابس العيد أو شرائها قبل موعده بمدة شهر، موضحا أن من شأن تلك المبادرات حماية المواطن من أن يقع فريسة للاستغلال من قبل التاجر، مؤكدا أن على المرأة دورا فعالا فى نشر ثقافة الترشيد.

وختم حديثه عن القانون الجديد للجهاز والمعروض حاليا على رئيس الجمهورية قائلا: يحمل هذا القانون العديد من الضمانات للمواطن التى حرص الرئيس على متابعتها منها الميزات التى يحصل عليها التاجر الملتزم من خلال إحصائيات دورية عن تعاملاته مع العميل وجودة المنتج وحق الجهاز فى إبلاغ وسائل الإعلام عن التاجر المستغل أو صاحب المنتجات الرديئة ليتجنب المواطن شرائها.

الاستهلاك المعتدل

حول كيفية وضع ميزانية اقتصادية تتمكن من خلالها المرأة إدارة شئون منزلها والادخار من ميزانيتها الشهرية قالت د. هدى يسي، رئيسة اتحاد المستثمرات العرب: أن دور المرأة المصرية فى الترشيد حاضر من زمن بعيد فهى دائما من كانت تحرص على تقسيم ميزانية المنزل إلى أربعة أجزاء لكل أسبوع مبلغ مخصص، وتستطيع الادخار منها لشراء بعض المستلزمات أو تنظيم رحلة خلال موسم فصل الصيف، ولا تعنى الدعوة إلى الترشيد مقاطعة ملابس العيد أو العادات الاجتماعية التى ارتبطت بالمناسبات العامة لكن على المرأة اختيار الأنسب سعرا والأعلى جودة، فعلى سبيل المثال توفر منافذ البيع التابعة للقوات المسلحة والشرطة المنتشرة فى كل محافظات الجمهورية السلع الاستهلاكية ومنتجات اللحوم بأسعار مناسبة وجودة مضمونة، مع التأكيد على دور المرأة فى تعليم أبنائها الاستهلاك المعتدل التى دعت إليه جميع الأديان.

العدالة الاجتماعية

دعت النائبة سولاف درويش، خلال كلمتها المواطنين إلى دعم الوطن ومساندته خلال الفترة الراهنة من خلال تحمل المسئولية وترشيد الاستهلاك، لافتة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى اتخذ العديد من إجراءات الإصلاح الاقتصادى دون النظر إلى شعبيته معليا فى ذلك مصلحة الوطن ومستقبل المصريين، وقالت: إن الوطن العربى ومصر بالتحديد تواجه الجيل الرابع من الحروب والذى يتمثل فى تحويل المجتمعات العربية نحو الثقافة الاستهلاكية وتشجيعها على الشراء بشراهة لاستنزاف اقتصاد الدولة، لافتة إلى وجود بعض العادات الخاطئة فى المجتمعات الريفية والصعيدية كالحرص على شراء أنواع بعينها من شاشات التليفزيون عند تجهيز العروسة أو أكثر من غسالة، إلى جانب انتشار عادات شراء العديد من الملابس خلال فصول السنة الزائدة عن الاحتياج بين الشباب، داعية الحكومة إلى تطبيق العدالة الاجتماعية التى هدفت إليها حزمة القوانين والعلاوات التى أقرها المجلس مؤخرا كقوانين الحماية الاجتماعية  والعلاوة الدورية والتى بلغت 7% بحد أدنى 65 جنيها، والاستثنائية التى ضمت إليها بما لا يقل عن 180 جنيها بخلاف زيادة المعاشات بحد أدنى وأقصى.

قالت النائبة البرلمانية هالة أبو السعد: يتمثل دورنا كنواب داخل المجلس فى الموازنة بين المواطن واحتياجاته والتشريعات التي تناسب الإصلاحات الاقتصادية المهمة في هذه المرحلة، والسير بخطى ثابتة نحو إصلاح تشريعي حقيقي يمكن تنفيذه على أرض الواقع عبر سلسلة من القوانين تخص الاستثمار والتراخيص الصناعية، وقوانين أخرى تعيد صيانة البيئة التشريعية فيما يتعلق بالشق الاقتصادي وتهيئة المناخ العام للمنتج المصرى لمنافسة المستورد، مثمنة من دور المرأة فى المرحلة الحرجة التى يمر بها الوطن، مؤكدة أنها القادرة على قيادة مسيرة التنوير والتنمية باعتبارها العمود الفقري للمجتمع، داعية إلى تكاتف كل العناصر من تعليم ومجتمع مدني ووسائل إعلام واتحاد صناعات ومستثمرين لدعمها فى دورها الوطنى المنوط به.

وتابعت: هناك مهمة صعبة تواجهنا حكومة وشعبا لنتحول من مجتمع مستهلك إلى منتج في ظل ثقافة تسويقية عالمية تعزز من غريزة الاحتياج، لذا فنحن فى حاجة إلى تنمية الاقتصاد متناهي الصغر الذي يبرز دور المرأة الريادي فيه، ورغم حجم مشاركة المرأة في التمويل متناهي الصغر إلا أنها تأخذ تمويلا أقل مقابل الرجل وهنا يبرز دور المجلس القومي للمرأة وجمعيات سيدات الأعمال لاستغلال قدرات النساء ودعم فكرة المرأة المنتجة.

التساهل فى الحقوق

من جانبها أكدت د. رانيا يحيي، عضو المجلس القومى، أن حملات طرق الأبواب تقوم بجهد كبير لإحداث التغيير الثقافي ورفع الوعي لدى نساء مصر بكيفية التعامل مع الأزمات وتوفير بدائل أرخص للمنتجات مرتفعة الأسعار، وترشيد الموارد المتاحة لديها من أجل حجم إنفاق أقل، وقالت: لا شك أن تكاسل المواطن عن الشكوى أو التبليغ عن التجاوزات أو الغش التجارى وهو ما أسميه "التساهل فى الحقوق" ساهم كثيرا فى تجرأ التجار على التلاعب بالأسعار واستغلال زيادة الطلب على السلع ورفع سعرها، لذا يجب أن نعلم أننا شركاء في هذا الوطن مسئولين ومواطنين خاصة المرأة ما يحتم علينا دعم الصناعة الوطنية بتحسين جودتها لتستطيع المنافسة، كذلك تقنين البطالة المقنعة من خلال حث الشباب على العمل.

أسئلة ومداخلات

على هامش الندوة كان للحضور عدد من المداخات والتساؤلات، حيث طرحت د. دينا الجندى عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومى للمرأة سؤالا على اللواء د. راضى عبد المعطى، حول كيفية الرد على تساؤلات المواطنن فيما يخص ترشيد الاسته اك وبخاصة ل فى المناطق الأكثر احتياجا فقال: نستخدم كافة الوسائل المتاحة

للتواصل مع المواطنن والرد على تساؤلاتهم والتعامل مع شكواهم، كما نحرص على تبسيط المعلومات التى نقدمها إليهم وبخاصة فى المناطق الأكثر احتياجا وذلك لتنمية الوعى لديهم بصورة كبيرة.

وتساءلت مها حسن، أمن نقابة المستثمرين بالسام والعبور، عن وجود قانون ينظم الرقابة على الأسواق، فأكد رئيس جهاز حماية المستهلك على أن مجلس النواب أقر قانونا بهذا الشأن يتضمن لائحة تنفيذية وإجراءات إدارية تفصل بين التاجر الجيد والسيئ وتطبق سياسة الثواب والعقاب، وهو فى طريقه للظهور للنور، لافتا إلى أن القانون يعظم من دور جهاز حماية المستهلك فى ضبط الأسواق، وأنه سيكون هناك تنسيق بن كل الأجهزة المعنية لضبط السوق فى الفترة المقبلة.

وكان للواء ناصر قطامش، مداخلة تساءل خلالها عن كيفية توعية المستهلك بدوره فى حماية نفسه، فأجابه د. عبد المعطى قائا: نعول كثيرا على وعى المواطن بضرورة الإبلاغ عن التجاوزات من قبل التجار حتى نتمكن من القيام بالدور المنوط بنا، وحاليا نقوم بدراسة كل ذلك من أجل وضع السياسة الملائمة لتوفير أفضل حماية للمستهلك من جشع التجار.

إمكانية التوعية بثقافة الاستهلاك عبر الاتصال المباشر بالمواطنن من خال عقد دورات تدريبية عن كيفية التعامل مع التجار فى المواقف المختلفة كان محورا لمداخلة وفاء عبد الفتاح والتى أجابها د. راضى قائلا: يسير جهاز حماية المستهلك فى مختلف الاتجاهات بهدف نشر التوعية بالمشاركة الإيجابية من خال التواصل مع الجهاز حال التعرض لأى غش تجارى، ولا شك أن الدورات التدريبية هذه تأتى ضمن إطار اهتماماتنا.

قال لواء راضى عبد المعطى ردا على سؤال هايدى داوود حول الجهود التى يبذلها الجهاز للتصدى للمنتجات مجهولة المصدر: هناك إجراءات كثيرة نقوم بها فى هذا الشأن، وهو أمر خطير يحتاج تكاتفا من جميع الجهات وتنسيق كامل لمكافحته.

البيع عبر الانترنت من الأمور التى استحدثتها التكنولوجيا المتطورة ما دفع اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية الأسبق للمعلومات والتوثيق للسؤال عن الدور الرقابى للجهاز حول هذا النوع من التجارة، وعن هذا أكد رئيس الجهاز أن القانون الجديد لحماية المستهلك وضع ضوابط للشراء عبر شبكة الانترنت، بما يساعد فى حماية المستهلك.

وعن دور الإعلام فى نشر ثقافة الاستهلاك المعتدل أشار اللواء راضى عبدالمعطي فى إجابة على سؤال للواء منير حافظ، إلى أن هناك مسئولية مجتمعية وليست وظيفية للإعام فى هذا الصدد، قائا: نحن كجهاز لحماية المستهلك نحتاج إلى تكاتف كل مؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية من أجل نشر هذه الثقافة فى كافة المدن والقرى والنجوع.

وفى تعقيب لها عن أبرز الطرق التى يمكن من خلالها ترشيد الاستهلاك ومواجهة ارتفاع أسعار بعض السلع أشارت د. وهاد سمير عضو المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة إلى أنه لا بد من العمل علي وضع الأسعار على المنتجات فى المصنع لحماية المواطن من جشع التجار، ونشر الوعى الاستهلاكى بن طلبة الجامعة عن طريق الندوات التوعوية، والإعان عن المنتج المصرى وأسعاره وأماكن تواجده بكافة أشكال الإعلان المتاحة، بالإضافة إلى إشراك شباب الجامعات وطلبة المدارس الفنية فى المبادرات التى تنظمها المؤسسات الحكومية والمجتمعية والتى تهدف إلى نشر ثقافة الاستهلاك المعتدل، وأخيرا تعويد الأبناء على الاكتفاء بالاحتياجات اللازمة والاستغناء عن الزائدة عن الحاجة ما يغرس بداخلهم ثقافتى الاستهلاك المعتدل والادخار.

المصدر: متابعة : محمد عبدالعال - أمانى ربيع – تصوير : إبراهيم بشير
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 934 مشاهدة
نشرت فى 18 يوليو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,207,075

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز