مع انتهاء فترة الامتحانات وبداية الأجازة الصيفية قد يرغب أفراد الأسر المصرية فى قضاء بعض الأيام بالمدن الساحلية، ولأن المرأة هى وزيرة مالية الأسرة تسعى دائما لتحقيق رغبات أفرادها جنبا إلى جنب مع توفير متطلباتهم واحتياجاتهم ما يستلزم منها وضع خطة اقتصادية لقضاء هذه الأجازة..

فى الجولة التالية حاولت «حواء » أن تساعد المرأة فى وضع هذه الخطة لقضاء أجازة ممتعة من خلال الاستعانة ببعض خبراء الاقتصاد وعرض تجارب النساء الناجحة فى هذا الإطار..

في البداية تقول عبير عبدالناصر، موظفة بالشهر العقاري: اعتدت وزوجي اقتطاع جزء من الراتب قدره 300 جنيه شهريا للفسح والتنزه في الإجازة حتي لايكون التنزه على حساب ميزانية الأسرة فبذلك نكون قد وفرنا عند قدوم الصيف مبلغا ماليا يساعدنا على السفر لمدة أسبوع في أي مكان دون الاقتراض من أحد.

أما صابرين رضا، ربة منزل فتقول:أرتب أولوياتي وفقا لدخل زوجى الشهرى، وأقتطع جزءا منه لعمل جمعية مع جيرانيلأى ظرف طارئ وشراء الملابس الجديدة مع بداية كل موسم إلى جانب قضاء بعض الأيام بالغردقة أو الإسكندرية.

بينما تستعد لطيفة محمد وأفراد أسرتها لموسم الصيف بالادخار فى "حصالة" قبل قدومه بستة أشهر حتى تتمكن من توفير الملابس اللازمة لأبنائها وزوجها, بالإضافة إلى تنظيم فسحة أسبوعية سواء بالذهاب للسينما والمتنزهات العامة،أو شهريةبالسفر لمدة يومين إلى الإسكندرية.

وترى رقية محمود أن ما يرهق ميزانية الأسرة خلال الفسح والتنزهات شراء الوجبات الجاهرة لذا تحرص على استبدالها بالأطعمة المعدة بالمنزل، وتقول: أما عن التصيف فأتفق مع إخوانى على تأجير شقةبرأس البر لقضاء أسبوع فيها وبذلك يتم تقسيم تكاليف المسكن بيننا.

حسن التدبير

هذا عن حيل ربات البيوت لقضاء إجازة صيفية ممتعة، لكن ماذا عن نصائح الخبراء فى وضع ميزانية اقتصادية لذلك؟ يقول د. عبدالغني محمود، عميد كلية التربية النوعية بجامعة المنصورة وأستاذ الاقتصاد بها:يعتمد وضع ميزانية للإجازة الصيفية على حسن التدبير والتفكير الجيد من ربة الأسرة  لأنها هي عماد الاقتصاد في المجتمع، لذاعليها أن تحدد ماتنفقه وتوفره, وأن تضع 5%من ميزانية الأسرة للتنزه وحدوث أمر طارئ كمرض,زيارة طارئة, أو عطل بأحد أجهزة المنزل, بينما تحدد 60% من الدخل لشراء الأطعمة ومستلزمات المنزل، أما الملابس فيتم تحديد 25% من الراتب الشهرى لها حتى لا تضطر إلى الاقتراض مع بداية موسم الصيف أو قرب الدراسة.

وتابع: أنصح ربات المنازل بتوظف ملابس الصيف للشتاء والعكس بمعنى شراء الملابس التي تناسب الفصلين مع تبديل الإكسسوارات الخارجية كارتداء الكوفيات أثناء الشتاء, كما يمكنها تطوير تصميم الملابس القديمة بنفسها أو الاستعانة بغيرها كصبغ اللون, ولا أنصح بشراء الملابس أثناء الأوكازيون فقد ترهق الميزانية بشراء ملابس رخيصة الثمن لا تستعملها الموسم القادم بسبب زيادة فى وزنها أو انتهاء موضتهاخاصة وأن ميزانية الأسرة لا تتحمل المخاطرة والمجازفة.

وينصح أستاذ الاقتصاد بالاحتفاظ ببواقي الأطعمة واستخدامها فى عمل الشاورماأو سندوتشات أو وصفات أخرىسريعة مضافا إليها الصوص الأحمر أو سلاطة طحينة وتقديمها لأفراد الأسرة بشكل جديد أثناء الفسح والتنزهات، كما يمكن للمرأة استبدال المشروبات الغازية بالعصائر المنزلية، أما عن اختيار أماكن الفسح فعلى المرأة أن تختار الحدائق العامة كحديقة الأزهر, الأندلس,الفسطاط, وحديقة الحيوانات,بالإضافة إلى الذهاب إلىالمصايف الاقتصادية مثل بلطيم, ورأس البر, والإسكندرية.

ضرورة ليست رفاهية

يتفق د. رشاد عبده، المفكر الاقتصادي, ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية مع الرأي السابق ويقول : يعد قضاء أوقات ممتعة أثناء الإجازة ضرورة وليست رفاهية لأنها جزء من تشكيل وجداني للأسرة واستعادة الحيوية وتغيير الحالة النفسية، وحتى يحقق الفرد ذلك عليه الادخار قبل قدوم الصيف بستة أشهر عن طريق الجمعيات أو ادخار النقود بـ"حصالة".

تخطيط مستقبلي

يمكن للمرأة الاقتطاع من نفقاتها الشهرية والادخار تحسبا لأى ظرف طارئ أو شراء ملابس جديدة لكن كيف يمكنها إقناع أبنائها بضرورة ترشيد الاستهلاك؟ تقول د. سامية خضر،أستاذة الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس: على الأم  تعويد أبنائها منذ الصغر على الادخاروالتخطيط المستقبلي عن طريق شراء "حصالة" يدخرون بها جزءا من مصروفهم اليومى لشراء ما يرغبون فيه, وبذلك تعود الأم أبناءها على الادخار وإدارة شئونهم الخاصة منذ الصغر، وعلى وسائل الإعلام خاصة برامج الأطفال أن تدعم الأم فى هذا الجانب من خلالسرد قصص غير مباشرة تعلمهم قيمة الادخار.

وهو ما تؤكد عليه د. عزة أحمد صيام، أستاذة الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها قائلة: يقع على وسائل الإعلام الدور الأكبر فى نشر هذه الثقافة ومدى إسهامها فى دعم الاقتصاد القومى، وعلى الأسرة إكمال هذا الدور من خلال اتفاق ضمنى بن أفرادها بالبعد عن الإسراف أثناء التنزه، والاستمتاع بالأجازة من خلال أسلوب التجمعات العائلية التى يمكن من خلالها المشاركة فى النفقات مما يخفف العبء عليها.

المصدر: كتبت : سماح موسي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 736 مشاهدة
نشرت فى 18 يوليو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,920,715

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز