
ابتسام أشرف
بصورة تعكس عمق الانتماء الوطني ووعي المصريين في الخارج بدورهم في دعم المسار الديمقراطي، شهدت انتخابات مجلس النواب 2025 للمصريين المقيمين بالخارج مشاركة واسعة من أبناء الجاليات المصرية في مختلف دول العالم، وسط حضور لافت للمرأة والشباب والأسر، وتنظيم محكم من الهيئة الوطنية للانتخابات ووزارة الخارجية، حيث انطلقت عملية التصويت يومي الجمعة والسبت داخل 139 سفارة وقنصلية مصرية في 117 دولة، في أجواء سادها النظام والانضباط والتعاون، مع تأكيدات من المسئولين والمشاركين على أن هذا الحدث يجسد حرص المصريين بالخارج على ممارسة حقهم الدستوري في اختيار ممثليهم في البرلمان الجديد.
البداية مع القنصل العام لميلانو حيث أكد فى تصريحات لإحدى المحطات الإذاعية أن المشاركة الكبيرة من أبناء الجالية المصرية في إيطاليا تعكس مدى الوعي والمسئولية الوطنية لديهم، موضحا أن التنظيم داخل اللجنة الفرعية في ميلانو تم بانسيابية تامة، بفضل المتابعة المستمرة من الهيئة الوطنية للانتخابات ومكتب نائب وزير الخارجية ما ضمن انضباط الإجراءات وتطبيق التعليمات بدقة وجعل عملية التصويت تسير بسلاسة دون معوقات تُذكر.
وفي هولندا، برزت المرأة المصرية كعادتها في مقدمة الصفوف، حيث أكدت سحر رمزي، المتحدث الإعلامي باسم المجلس الأعلى للجالية المصرية أن المجلس الأعلى للجالية قام بحشد أعداد كبيرة من أبناء الجالية في أمستردام ومختلف المدن الهولندية للمشاركة في التصويت.
وقالت رمزي: إن المرأة المصرية لطالما كانت في طليعة المشاركات في الاستحقاقات الوطنية منذ ثورة 30 يونيو، مؤكدة أن حضورها اللافت هذه المرة لم يكن مفاجئًا، إذ باتت تمثل رمزًا للمسئولية الوطنية في الخارج، كما أن الإقبال الكبير من النساء والشباب يعكس الوعي السياسي المتنامي بين أبناء الجالية، وشددت على أن المصريين في هولندا يرون في المشاركة الانتخابية واجبًا وطنيًا ما يجعلهم يحرصون على الحضور بشكل جماعي، في مشهد يعكس ترابط العائلة المصرية حتى خارج حدود الوطن.
العائلة المصرية في مشهد وطني
من سلطنة عمان أكد د. عبد الرحمن عاصي، رئيس مجلس إدارة نادي الجالية المصرية أن الانتخابات شهدت إقبالًا كبيرًا من المصريين الذين حرصوا على ممارسة حقهم الانتخابي رغم بُعد المسافات، إذ قطع بعضهم مئات الكيلومترات للوصول إلى مقر اللجنة الانتخابية الوحيد في العاصمة مسقط، إذ يعتبرون المشاركة في الانتخابات ليست مجرد واجب دستوري فحسب بل تعبير عن الانتماء والولاء للوطن، لافتًا إلى أن المشهد كان مميزًا بوجود العائلات الكاملة والأسر والشباب والنساء الذين حضروا معًا في أجواء وطنية تعكس وحدة المصريين أينما كانوا، مؤكدا أن هذا الحضور الكثيف يعكس وعي الجالية بأهمية المشاركة في رسم خريطة البرلمان الجديد.
وفي المملكة الأردنية الهاشمية، شهدت مقار السفارة المصرية في عمان والقنصلية في العقبة إقبالًا ملحوظًا منذ الصباح الباكر لأيام الانتخابات، وقد اتسمت الأجواء بالانضباط والتنظيم، وسط تعاون مثالي بين الناخبين والقائمين على العملية الانتخابية.
من جانبها وفرت السفارة المصرية جميع التسهيلات اللوجستية والتنظيمية لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة، فيما قدمت السلطات الأردنية دعمًا كاملًا لتأمين وصول الناخبين إلى مقار الاقتراع وتيسير دخولهم وخروجهم، بما يعكس عمق العلاقات المصرية الأردنية وتعاون الجانبين في إنجاح هذا الحدث الوطني.
السعودية.. مشاركة غير مسبوقة
شهدت السفارة المصرية في الرياض إقبالًا كثيفًا وغير مسبوق منذ الدقائق الأولى لفتح باب التصويت، حيث توافد المئات من أبناء الجالية المصرية على مقر اللجنة الانتخابية في مشهد مهيب، حيث امتدت الطوابير لمسافات طويلة وسط أجواء من الحماس والانضباط، ما يعكس وعيًا متزايدًا لدى المصريين المقيمين بالمملكة بأهمية المشاركة السياسية، وهو وعي ترسّخ بعد مشاركتهم الفعّالة في انتخابات مجلس الشيوخ السابقة.
اللافت للنظر حضور العديد من الأسر المصرية للمشاركة، متحدّين بُعد المسافات بين المدن السعودية ومقر السفارة في الرياض، في صورة تعكس روح الأسرة المصرية المتماسكة، وحرصها على أن يكون لكل فرد فيها صوت في صناعة مستقبل الوطن.
متابعة دقيقة وسير منضبط
أوضح المستشار أحمد بنداري، مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات، أن عملية التصويت للمصريين بالخارج جرت في 139 مقرًا انتخابيًا موزعة على 117 دولة، وأن الدول العربية شهدت كثافات تصويتية ملحوظة، وأكد أن الهيئة الوطنية للانتخابات تابعت عن كثب سير العملية الانتخابية في الخارج من خلال غرف عمليات متصلة مباشرة بالسفارات والقنصليات المصرية، لضمان سير التصويت بانضباط وشفافية تامة.
وأشار بندارى إلى أن الانتخابات بالخارج عقدت يومى 7 و8 نوفمبر ومن المقرر إعلان النتيجة بشكل رسمي في 18 نوفمبر، على أن تجرى جولة الإعادة بالخارج يومي 1 و2 ديسمبر، فيما تعلن نتيجة الإعادة النهائية في 11 ديسمبر المقبل.



ساحة النقاش