كتبت: هايدي زكي

لم تعد العلاقات العاطفية اليوم مجرد مشاعر خاصة بين طرفين فقط، فبمجرد أن يبدأ خلاف بسيط أو لحظة شك، تتحول القصة إلى موضوع للنقاش العام على مواقع التواصل الاجتماعي، فما تأثير تلك الصفحات على العلاقات العاطفية.. وكيف أصبحت طرفا ثالثا فيها؟ 

البداية مع آية إبراهيم، طالبة جامعية وتقول: عندما تحدث مشكلة بيني وخطيبي، أكتب منشورا عبر صفحتى على أحد مواقع التواصل الاجتماعي وأسأل عما هو التصرف الأمثل لأننى أشعر أن هناك من يسمعنى ويفكر معي من خلال التعليقات والنصائح لأننى أخاف أن أشارك عائلتى فى مشاكلى مع خطيبى  حتى لا تتعقد الأمور أكثر.

أما كريم خليل، مهندس فيرفض هذا السلوك تماما، ويرى أن العلاقات العاطفية مساحة خاصة بين شخصين وليس استفتاء، وعندما يتدخل الأشخاص فيها من هنا يفتح باب للمقارنات والتدخل وتنتهى الثقة بين الطرفين.

وتحكي مي الحسينى، تجربتها مع النشر عبر صفحات التواصل الاجتماعى وتقول: كنت أنشر صورى الخاصة باستمرار، واكتشفت موخرا أن علاقاتى العاطفية دائما فاشلة بسبب أننى دائما أنشر كل ما يخصنى سواء مشكلة أو مناسبة على صفحات التواصل، وبسبب التعليقات والصور كانت علاقاتى العاطفية تنهار.

الجروبات.. عيادة للعلاقات

تنتشر على مواقع التواصل مجموعات ضخمة مخصصة لمشاكل الحب والارتباط تضم آلاف الأعضاء، يكتب فيها الشباب تفاصيل دقيقة عن حياتهم الخاصة بحثًا عن النصيحة، وعنها يقول أحمد مروان، مدرس: تأثرت خطوبتي جدا بسبب "جروبات" البنات، فخطيبتي كانت تحكي كل خلاف صغير وتسألهم ماذا تفعل، وكل شخص يعطى النصيحة من وجهة نظر مختلفة، ومع اختلاف الشخصيات والطباع بدأت المشاكل حتى انتهت الخطوبة بالفشل. 

في المقابل ترى سارة الزينى، 21 سنة، طالبة أن تلك المجموعات مفيدة أحيانا لأن هناك أوقات كثيرة يصعب علينا حل الكثير من المشاكل وخاصة فى العلاقات العاطفية، ومن خلال تلك المجموعات ممكن أن نرى الكثير من المشاكل والحلول لها ما يزيد من خبراتنا في طرق التعامل مع الأزمات والمواقف الصعبة.

وترى نورا حسين، 22 سنة أن المشكلة في الاعتماد الزائد، فقد أصبحنا نشارك ونسأل مواقع التواصل الاجتماعي في كل الأمور، من أول خطوة في العلاقة العاطفية حتى مرحلة الانفصال، كأننا نسينا أن نفكر بأنفسنا أو نكلم الطرف الثاني بوضوح، فاختيار مواقع التواصل هو الاختيار الأسهل لكثير من الشباب اليوم والبعد عن التفكير فى حل المشاكل أو اللجوء إلى أشخاص على ثقة وخبرة. 

الخوف من المواجهة

تعلق د. سوسن فايد، أستاذ علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية على لجوء الشباب إلى مواقع التواصل الاجتماعي كمستشار عاطفي وتقول: يعكس اللجوء المستمر لمواقع التواصل الاجتماعي في قضايا الارتباط ضعف مهارات التواصل المباشر، فبدل أن يتحاور الطرفان يبحث كل منهما عن دعم خارجي من متابعين لا يعرفون تفاصيل الموقف، فالأغلب يدخل هذه المجموعات العاطفية بأسماء مستعارة لعرض المشكلة وإيجاد حل لها بعيدا عن الإفصاح عن الهوية لأن معظمهم يميل إلى السرية فى العلاقات العاطفية، فأصبحت الصفحات وسيلة سرية للعديد من شباب اليوم لحل مشاكلهم وهو نتيجة تربية وتنشئة لا تقوم على الصراحة.

وتؤكد على ضرورة الوضوح والمواجهة ومناقشة المشكلات مع الطرف الآخر لحلها وعدم اللجوء إلى طرف ثالث، فهذه الطريقة تخلق تشويشا عاطفيا وتفقد العلاقة خصوصيتها، فالآراء المتعددة تشتت التفكير وتغذي الشكوك، والنصيحة الأساسية هي أن تبقى العلاقات الإنسانية داخل نطاقها الطبيعي بعيدا عن حكم العالم الافتراضي.

 


المصدر: هايدى زكى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 28 مشاهدة
نشرت فى 12 نوفمبر 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,843,469

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز