حكايتي عن بهية المصرية التي يرفض البعض فكرة أن تكون قائدة أو رئيسة وللأسف من يرفضون هذه الفكرة أكثر بكثير ممن يقبلونها وهنا تكمن المشكلة.
والبعض يرى في قيادة المرأة وزعامتها مخالفة حديث نبوي شريف يقول: "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" رغم أن هذا الحديث مرتبط بحادثة غير قابلة للتعميم.
وبالتأكيد تختلف المجتمعاتالعربية في مدى قابليتها للمرأة كقائدة ولكن يبقى دائما هناك غضاضة لقيادة المرأة وتفكير طويل قبلاتخاذ قرار بتقلدها مثل هذه المناصب.
دار بذهني كل هذا عندما تحدث البعض عن رئيسة كرواتيا- كوليندا غرابار كيتاروفيتش –ومافعلته مع فريق كرة القدم الرياضي وهي تسانده وتدعمه بكل قوة حتى وصل إلى الدور قبل النهائي, ليس هذا فقط ولكن قدرتها الفائقة في تطوير بلدها وتغيير خريطتها لتضعها في مكان آخر ينافس الدول المتقدمة.
وتذكرت دعم القيادة السياسية للمرأة المصرية, ففي الوزارة الأخيرة تم اختيار ثمان وزيرات لأول مرة في تاريخ مصر.
منهن السفيرة نبيلة مكرم عبيد وزيرة الهجرة والمصريين بالخارج والتي تميزت في السلك الدبلوماسي بعد تخرجها من كلية السياسة والاقتصاد بتقدير جيد جدا والتي تدير ملفات وزارتها بجدراة يشهد لها الجميع.
والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط وأول عميد منتخب لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والتي شغلت مساعد رئيس جامعة القاهرة لشئون البحث العلمي والعلاقات الخارجية لسنوات.
والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي والتي عملت كأستاذة جامعية وباحثة على مدى سنوات كثيرة.
والوزيرة ياسمين صلاح فؤاد وزيرة البيئة والتي شغلت منصب مساعد وزير البيئة للتنمية المستدامةوهي أستاذ مساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية, وشغلت منصب القائم بأعمال مدير مركز البحوث والدراسات الاقتصادية ومثلت مصر في العديد من المؤتمرات والفعاليات الدولية الخاصة بصندوق المناخ الأخضر.
هذه هي نوعية النساء اللائي يحملن لواء القيادة.. نساء يفخر بهن التاريخ بإمكانيات ثقافية وعلمية وقدرات تشير إلى تميزهن والأهم نجاحهن على أرض الواقع.
ويبقى السؤال مطروحا هل مازال البعض يرى أن القيادة يجب أن تحدد على أساس الجنس وليس الكفاءة؟
ساحة النقاش