«طوف وشوف أجمل أماكن بلدك وبالتقسيط المريح »، شعار رفعته الكثير من مكاتب وشركات السياحة العاملة فى مصر للترويج للسياحة الداخلية وتشجيع المواطنين على تنظيم رحلات سياحية من خلال دفع مقدم بسيط يليها مجموعة من الأقساط تمثل التكلفة الإجمالية لبرنامج سياحى كامل، وقد لاقت تلك الفكرة قبولا وانتشارا واسعا على صفحات التواصل الاجتماعى خاصة مع توافر المصداقية والالتزام بين الشركات وعملائها.
فى البداية تقول وفاء طارق، موظفة: فكرة تقسيط المصايف والرحلات السياحية جيدة جدا، لذا أحجز كل عام من خلال الشركة التى أعمل بها والمتعاقدة مع إحدى شركات السياحة على توفير شقق مصيفية للعاملين لمدة أسبوع كامل بقسط شهرى 300 جنيه تخصم من المرتب لمدة 6 شهور مع دفع مقدم حجز 500 جنيه، وبهذه الطريقة أستطيع وعائلتى السفر سنويا بعد نهاية الامتحانات وبدء الإجازة.
أما أشرف السيد، فيرى أن توفير بند لمصروفات المصيف أصبح غاية فى الصعوبة خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية وارتفاع الأسعار ما يجعل من تلك الفكرة حل مناسب بشرط أن تكون الأقساط بدون فوائد.
تشجيع السياحة
لكن كيف تنظم الشركات السياحية تلك الرحلات وما الخدمات التى تقدم خلالها، والأهم ما الذى دفع تلك الشركات لإطلاق تلك الفكرة، وهل تسهم هذه الفكرة فى تنشيط السياحة الداخلية؟
يقول ياسر مختار، مسئول التسويق بإحدى شركات السياحة: مع تناقص أعداد السياحة الأجنبية فكرت شركات السياحة فى تقديم عروض جيدة موجهة للمواطن المصرى لتشجيع السياحة الداخلية، لافتا إلى أن الشركة التى يعمل بها من أوائل الشركات التى قدمت عروضا لبرامج سياحية وذلك منذ 3سنوات تقريبا، بشرط أن يكون العميل أكبر من 21 عاما ولديه مفردات مرتب أو فيزا بها مبلغ من المال يغطى تكلفة الرحلة، بالإضافة إلى الحجز قبل موعد الرحلة بمدة كافية لإعطائه فرصة لسداد المبلغ بالكامل قبل القيام بها.
بداية الفكرة
عن دور الفكرة فى تنشيط السياحة الداخلية تقول آيات السيد، مدير عام هيئة تنشيط السياحة: بدأت فكرة تقسيط المصايف فى مصر منذ عدة سنوات حيث قدمتها النقابات المهنية لأعضائها والمؤسسات والشركات المختلفة للعاملين بها لكنها لم تكن شاملة الانتقالات الداخلية والوجبات الغذائية، ومنذ 4 سنوات تقريبا جرى التوسع فى تطبيق هذه الفكرة من خلال العروض التى تقدمها الشركات السياحية للعملاء بشكل مباشر، حيث تقدم برنامجا سياحيا متكاملا يشمل الانتقالات ووجبتي إفطار وعشاء بنظام "الأوبن بوفيه"، وهو بذلك يقدم ما هو أكثر من مجرد مصيف، والآن أصبحت الكثير من فنادق فئة الخمس نجوم تشترك فى هذا النظام بالتنسيق مع شركات السياحة والبنوك حيث يتم التقسيط من خلالها، موضحة أن نجاح هذا النظام واستمراره يعتمد على توافر المصداقية من جانب شركة السياحة والتزام العميل بتسديد ما عليه فى وقته مع مراعاة السلوك السياحى الحضارى المناسب الذى يحافظ على المنشأة السياحية التى يتعامل معها.
المجموعات السياحية
من جانبه يبدي الخبير السياحى سامى محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة الأسبق، موافقته على أى مبادرة أو نظام يهدف للترويج للسياحة الداخلية حتى يتمكن المواطن المصري من التعرف على جميع الأماكن السياحية فى مصر، ويقول: يحقق نظام تقسيط البرامج السياحية نسبة جيدة من الترويج بما يساهم فى رفع نسبة الإشغالات والحفاظ على العمالة بالمناطق السياحية، وتعد أكثر الوجهات السياحية التى تقدم برامج جيدة للمواطنين خاصة فى شهرى يوليو وأغسطس مدينتى شرم الشيخ والغردقة، ويشترك بهذا النظام مختلف فئات الفنادق وصولا لفئة الخمس نجوم، علما بأن كل فندق يحدد مصروفات برنامجه السياحى وعلى السائح الاختيار من بينها بما يتناسب مع ظروفه وإمكانياته الاقتصادية، ناصحا المواطنين بالاشتراك فى مجموعات سياحية بدلا من التحرك منفردا أو مع أسرته الصغيرة حيث تقدم الفنادق تسهيلات وخصومات جيدة للجروب المكون من 15 فردا فأكثر.
ويضيف: كما يساهم نظام التقسيط فى تقوية السياحة الداخلية خاصة مع تراجع بند السياحة والسفر والترفيه لدى المواطن المصرى، لذا فكل محاولة للترويج السياحى تسهم بدرجة كبيرة فى وضع بند السياحة على أجندة المواطن بما يعود بالنفع على حركة السياحة وبما ينعكس بالخير على الاقتصاد القومى بشكل عام.
ساحة النقاش