<!-- <!-- <!-- <!-- [if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
"آخر أيام الصيفية.. آخر أيام المشاوير.. رجعت أيام الشتوية.. فى غيمة زرقا وبرد كتير.. رجعت الشتوية.. ظل افتكر فيه".
كلمات تمتعنا وتشجينا بها جارة القمر فيروز بصوتها الملائكى الذى يثير فينا كل المشاعر والأحاسيس فى هذه الأيام بعد أن بدأت نسائم الشتاء الباردة المنعشة وأمطاره تهل علينا، فالكثير منا يعشق أجواء الشتاء نلوذ بها من لهيب الصيف وحرارته التى لا تطاق فى هذه السنوات الأخيرة نتيجة ما نعانيه من التغيير المناخى على كوكب الأرض.. بفعل الإنسان وقسوته فى التعامل مع الطبيعة.
أيام الشتاء ولياليه الطويلة التى تلهم الشعراء والفنانين ويحبها العشاق والمحبين.. الشتاء واجتماع أفراد الأسرة من جديد داخل البيوت.. على عكس الصيف وحرارته الطاردة للهروب من المنزل.. فالناس لا تطيق ليس فقط بعضها بل حتى نفسها.. ولكن البعض منا لا يحب هذه الأجواء الرمادية الممطرة وسيولها التى تهدد أمن وأمان أهالينا فى البحر الأحمر والصعيد لتجرف فى طريقها مساكنهم وسكينتهم وأمانهم.. سيول تفاجئنا كل عام نحمد الله أنه بدأ الاستعداد لها مبكرا هذا العام، ولكن يظل علينا أن نأخذ الحيطة والحذر للوقاية من أخطارها منذ البداية.. فلنتعاون جميعا لتخفيف أضرارها الوخيمة ونتكاتف كما نحن دائما بكل الجهود المادية والبدنية وبتقديم الأفكار والمقترحات لحل هذه الأزمات التى تضر وتجلب المعاناة فى حلول تبنى وتحمى أهالينا من هذه الأخطار وللوقاية منها قبل وقوعها.
أجواء الخريف والشتاء التى يحذر علماء الطب النفسى من أنها تبعث إلى الاكتئاب عند البعض من النساء والرجال بل تمتد إلى الشباب خاصة من يقاسون من معاناتهم النفسية ومشاكلهم العاطفية.. وممن فرضت عليهم حياة الوحدة.. هنا عليهم أن يحاولوا بكل الطرق ألا يتركوا أنفسهم فريسة لمصيدة الاكتئاب التى تشكل نفقا بلا نهاية للخروج منه.. لهذا علينا أن نساعدهم لاستعادة بهجة الحياة وشغفهم بها، فمهما كانت معاناتنا ومرارة ما قاسيناه من مشكلات فلابد من الأمل باعث البهجة فى النفوس الذى يجعلنا نتغلب على الفشل فهو ليس نهاية الحياة بل هو دافع لإعادة إثبات وجودنا ولتحقيق المستحيل بعد تعرفنا على مواطن ضعفنا وأسباب قوتنا لنثبت لنا ولمن حولنا أننا قادرين على مواجهة الحياة من جديد حتى ولو لم نجد من يقدر حبنا وإخلاصنا، فهناك آخرون يسعدهم أن يجدوا من يمتلك هذه المشاعر الحقيقية فى هذا الزمن الصعب الذى نعيشه.. ولنخرج أحزاننا وشجوننا فى طاقات إبداعية جميلة من رسوم وأشعار وفنون وقصص روائية وموسيقى ومن اهتمام بالعناية بالنباتات والزهور نلون بها حياتنا وبيوتنا.. أشياء جميلة نبثها أحاسيسنا ومشاعرنا.. وتبقى المشاركة الإنسانية باعثة السعادة والدفء فى القلوب.
هل تدركون لماذا تهتم شعوب أوروبا وأمريكا وغيرهما بتربية الطيور والحيوانات الأليفة من القطط والكلاب.. ترافقهم فى بيوتهم وتصاحبهم خارجها يحبونها ويحافظون على حقوقها.. لأنهم اكتشفوا أنها من أهم وأنجح السبل التى تبدد مشاعر الوحدة وتملأ فراغ حياتهم.. بل أنها علاج فعال للاكتئاب والأمراض النفسية الناجمة عنه.. وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية والبحوث الاجتماعية والنفسية فهى تحمينا من الإصابة بأمراض العصر من ضغط الدم والقلب والسكر حيث إنها تخفف كثيرا من ضغوط الحياة العصرية علينا.. فلنستعد لأيام الشتوية.
ساحة النقاش