بعد أيام يهل علينا عام 2019 وأدعو من كل قلبى أن يكون عاما سعيدا على مصر وأهلها، وعلى رئيسها عبدالفتاح السيسى وأسرته، وعلى كل العرب والمسلمين فى كافة ربوع الأرض بالأمن والأمان والاستقرار، وأدعوه سبحانه وتعالى أن ينصرنا على من يعادينا وألا يشمت فينا عدوا وأن يحبط كل مؤامرات أعدائنا، وأن يسبغ علينا الهدوء والسكينة والرضا والثقة فى أولى الأمر منا فى ظل ترابط وتماسك ومحبة واحترام وتقدير بين أهل مصر وبعضهم البعض وبينهم وبين رئيسهم عبدالفتاح السيسى الرجل الوطنى المخلص المحب لمصر والمكافح والمناضل من أجل رفعتها ورقيها ووصولها إلى الريادة والقمة!

***

قالت السيدة حنان: أنا سيدة على قد حالى سنى 22 سنة من أسرة فقيرة للغاية، فأبى عامل فى مزرعة ولى خمس إخوة وأخوات، وقد كافحت أمى وكانت ربة بيت لا حول لها ولا قوة وليس لها دخل خاص أو عام سوى كفاحها فى المنزل فى تربية بعض الدواجن وبعض الماعز وبقرة واحدة، وكان ذلك هو كل ثروتنا علاوة على بيت من الطوب اللبن أى الطين، ومع ذلك كافح والدى ووالدتى من أجل أن نتعلم، فوصلت إلى الفصل الإعدادى الثانى ثم توقفت عن التعليم وحمدت الله سبحانه وتعالى أننى أستطيع أن أقرأ وأكتب ونفس الشىء حدث مع إخوتى، فلم يتعد تعليم أحد منهم المدرسة الإعدادية!

وكنت أنا الابنة الثالثة فى البنات، أما الأخوان الكبيران فقد خرجا من المدرسة والتحقا بالعمل فى نفس المزرعة التى يعمل بها والدى، وبناء على أوامر والدى ووالدتى كانا يدخران راتبيهما من أجل المساهمة فى نفقات زواجهما وزواج أختاى، وببركة من الله سبحانه وتعالى ومساعدة بعض الأقربين تم زواج الأختين الكبيرتين إلى شابين من الأقرباء أيضا، وظل والدى ووالدتى يدفعان ثمن الجهازين ولوازم الزواج من قوتنا لعدة سنوات مع مساعدة أخواي الكبيرين اللذين كانا يتجهان إلى التجارة فى الخضر والفاكهة والبلح فى موسمه بعد ساعات العمل فى المزرعة مما مكنهما من مساعدة أبى وأمى أيضا من الزواج هما الآخرين!

***

وتستطرد حنان.. وبعد أن جلست فى المنزل بعد خروجى من ثانية إعدادى تقدم لى الكثير من العرسان من القرية لكننى كنت صغيرة السن وكان أبى مكبلا بالديون من أجل جهاز أختاى الكبيرتان، وقررت أن أجد عملا حتى أساعد والداى وأساعد نفسى فلجأت إلى كبير فى قريتنا ألحقنى بالعمل فى مصنع يبعد عدة كيلومترات عن قريتنا، وفعلا كانت لى يومية لا بأس بها، وكنت أعطى )ما أقبضه( كل أسبوع إلى أبى ليسدد ديونه ولا أبقي معى سوى مصاريف المواصلات من المنزل إلى المصنع والعكس!

***

واستطردت حنان.. وفى المصنع التقيت بشاب ليس من قريتنا بل من قرية مجاورة وارتبطت معه بقصة حب بريئة لا تزيد عن اللقاءات بعد العمل فى حديقة المدينة وما بيننا كلام فقط، وكان أول وآخر حب فى حياتى وتعلقت به تعلقا شديدا ولم أكن أعرف أى شىء عن أسرته، فقط أعرف أنه غلبان مثلنا وأسرته لا يتميزون عنا فى شىء!

وتقدم علاء لأسرتى للزواج منى وكانت أول مرة أرى فيها والده ووالدته وجدتهما فى غاية )الغلب( مثلنا وزيادة، وعرفت أنه ابنهما الأصغر، وقالت أمه بكل صراحة وصدق أنهم لا يملكون أى شىء أكثر مما عندنا، وأن زواجنا سيكون فى بيت الأسرة مع أمه وأبيه، وأنه ليس فى الإمكان سوى تجهيز غرفة نوم وعلينا نحن أن نشترى ما نريد من جهاز، أما هم - أسرة العريس - فليس لديهم إلا شراء غرفة نوم وإقامة حفل زفاف على الضيق جداً!

***

واستطردت حنان.. جهزنى أبى أكرمه الله بكل ما استطاع من مفروشات وأجهزة كهربائية بعد أن رفضت كل العرسان وتمسكت بعلاء وتمسك هو بى أيضا، وفعلا تزوجنا فى بيت العائلة المبنى بالطوب اللبن أيضا أى الطين، وفى اليوم الثالث لزواجنا نادت على حماتى وطلبت منى أن أكنس الدار و)أترب( أى أنثر التراب الجاف تحت البهائم، وأن أطعم الدجاج وأنظف العشة وأن أغسل )المواعين( وأعجن وأخبر الخبيز وأن أقوم بباقى أعمال النظافة والطهى؟! وقلت ربما ستقوم هى أو غيرها بهذه الأعمال عندما أعود للعمل بالمصنع الذى كنت أعمل به قبل الزواج، ثم كانت المفاجأة التى واجهنى بها زوجى قبل انتهاء أسبوع الإجازة الذى أخذته من المصنع!

الأسبوع المقبل أكمل لك الحكاية!

المصدر: بقلم : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 365 مشاهدة
نشرت فى 3 يناير 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,751,707

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز