على الرغم من صعوبة التغلب على شبح السمنة الذى يهدد صحة الصغار إلا أن هناك نماذج لآباء وأمهات استطاعوا إنقاذ أطفالهم من مخاطرها الصحية والنفسية.
«حواء » تعيش معهم هذه التجربة حتى نستطيع جميعا أن ننجح فى قهر هذه الآفة...
فى البداية تقول سهى محمود، موظفة: عانيت مع ابنتى بسبب وزنها الزائد رغم صغر سنها وكان السبب هو تناولنا الكثير من الوجبات السريعة، لكننى تنبهت للأمر سريعا وذلك بعد زيادة وزنها بشكل ملحوظ، فقررت المتابعة مع دكتور تغذية متخصص والذى ساعدنى كثيرا فى التخلص من وزنها الزائد من خلال تناول الأكل الصحى والابتعاد عن الوجبات السريعة، وأصبحت ابنتى فتاة ذات جسم رشيق وصحة جيدة.
"كنت السبب فى تغذية طفلى الخاطئة" بهذه الكلمات حملت فاطمة السيد، ربة منزل نفسها مسئولية إصابة ابنها بالسمنة، وتقول: كانت لدى معلومات خاطئة عن تغذية الأطفال، لكننى تداركت الموقف وتابعت مع أخصائى تغذية والذى وضع لى برنامج تغذية متكامل لطفلى وبدأت بالفعل بالابتعاد عن إعطائه أكثر من حاجته للطعام وتناول المفيد والمغذى منه، وأنصح كل الأمهات ألا يتسببن فى سمنة صغارهن من خلال حرصهن الزائد على تناولهم أكبر قدر ممكن من الأطعمة.
نجحت رحاب مصطفى، محاسبة فى إنقاص وزن ابنتها بعد استشارة الطبيب الذى أخبرها بأنها تعانى مرضا عضويا تسبب فى زيادة وزنها بشكل ملحوظ، وتقول: أجريت لابنتى الكثير من التحاليل وفى النهاية اكتشف أن السبب قصور فى أحد الغدد التى تجعلها فى زيادة وزن مستمرة، وبعد المتابعة مع طبيب الأطفال تحسنت حالتها كثيرا وخسرت الكثير من وزنها.
وتقول مريم محمد - 15 سنة - طالبة: تعرضت للكثير من المواقف المحرجة بسبب وزنى الزائد إلا أننى قررت أن أتبع نظاما غذائيا وشجعتنى على ذلك أمى، وبالفعل وضعت لى نظاما للوجبات التى أتناولها وكانت تحفزنى للاستمرار حتى نجحت فى إنقاص وزنى ليتناسب مع طولى وأصبحت أكثر نشاطا واندماجا مع أصدقائى.
أما عبد الرحمن محمود، 16 سنة فحبه للمشروبات الغازية كان السبب الرئيسى وراء إصابته بالسمنة إلى جانب الإكثار من تناول الوجبات الجاهزة والسريعة، ويقول: بعد زيادة وزنى بصورة ملحوظة قررت الذهاب إلى إحدى صالات الرياضة مع تنظيم وجباتى والابتعاد عن كل مسببات السمنة وشجعنى على ذلك أخى الذى كان يعانى نفس المشكلة، وكان الدافع هو فقدان الوزن الزائد لنتمكن من ممارسة الرياضة بشكل أفضل، وهو ما نجحنا فيه بالفعل، لذا أتمنى أن ينتبه كل طفل وأيضا الآباء لصحة وأجسام أبنائهم لأن ذلك يؤثر سلبا على حياتهم.
التغذية السليمة
بعد استعراض بعض النماذج الناجحة فى التغلب على السمنة توجهنا إلى د. جيهان أحمد الدمرداش، أخصائية التغذية العلاجية والسمنة والنحافة للتعرف منها على أساليب القضاء على السمنة فى مرحلة مبكرة وتقول: تعد متابعة نمو الأطفال وعلاج أمراض سوء التغذية بداية مواجهة زيادة الوزن قبل تفاقم المشكلة، فتغذية الطفل السليمة تبدأ منذ الصغر بداية من إدخال الطعام إلى وجباتهم حتى المرور بكل مراحل النمو للجسم وبنائه حتى لا يتعرض للسمنة أو النحافة فى المستقبل, لذا يجب تنويع الأطعمة المقدمة للطفل حتى لا يصاب بالملل مثل الأسماك والحليب والجبن وغيرها وتجنب الوجبات الدسمة وتقديم شوربة الخضار المنوعة له، وحتى نحافظ على صحة الطفل يجب تجنب المواد الصناعية ومكسبات الطعم والألوان.
وتضيف: لا شك أن سمنة الأطفال أزمة كبيرة لأنها تتسبب فى العديد من الأمراض مثل أمراض الكبد والمرارة وآلام المفاصل وضيق التنفس الذى يعيق قدرة الأطفال على أداء النشاط البدنى ويزيد من فرصة الإصابة بالربو، إلى جانب مشكلات التنفس أثناء النوم، كما أن السمنة تجعل الطفل أكثر قابلية للإصابة بأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والسكرى.
وتنصح د. جيهان بالاهتمام بنوعية الغذاء وأوقاته ومكوناته، جنبا إلى جنب مع النشاط الحركى والبدنى المنتظم, مع الاهتمام بعدد ساعات نوم الطفل بحيث لا تقل عن 6 ساعات، بالإضافة إلى الحرص على عمل الأكلات التى يحبها الطفل في المنزل لتكون أفضل من الوجبات السريعة الأخرى المليئة بالدهون, وتعويده عند الشعور بالجوع أن يتناول الخضراوات أو الحليب أو الفاكهة أو العصير الطازج بدلا من المشروبات الغازية والأكلات عديمة الفائدة, كما يجب إجراء فحوصات طبية شاملة للطفل للتأكد من عدم إصابته بأي مرض يسبب السمنة.
تغلبى على السمنة
أما سارة ممدوح، استشارى الصحة النفسية ومدربة التنمية البشرية، فترى ضرورة متابعته حالة الطفل بشكل مستمر لتجنيبه تناول الأدوية أو خضوعه لعمليات جراحية, وتنصح بتجنب الأسباب التى تدفع الطفل لتناول الأطعمة بشراهة، مع تعليم الأبناء كيفية الاهتمام بصحتهم وضرورة الحفاظ على شكل أجسامهم الرياضة، ومشاركتهم الغذاء الصحى السليم، مع مراعاة كمية الطعام ونوعيته وذلك من خلال اتباع عادات صحية كتناول الماء بشكل مستمر والخضراوات وممارسة الرياضة التى تساعد على حرق الدهون, وتجنب تناول الطعام أمام التليفزيون، مع ضرورة رفع وعي الأبناء بفائدة الخضراوات والفاكهة وكذا مخاطر السكريات والأطعمة السريعة.
ساحة النقاش