الحرب ضد الإرهاب ليست مجرد معركة تسيل فيها دماء أبرياء نأسى لفراقهم ونحزن لمصابهم،فالمعنى أكبر وأعظم من هذا، فقد قدم هؤلاء الأبطال دروسا في العطاء وحب الوطن، وجسدوامعنى الرجولة والفروسية والشجاعة ليستحقوا بجدارة لقب "أسود مصر" ويسطروا بتضحياتهم لوحات من الشرف والعزة والكرامة والعطاء اللامتناهي.
بالأمس القريب نالت يد الخسة والندالة 15 جنديا من خيرة شباب مصر لينفطر مع هذا الحادث الإرهابى قلوب المصريين التى لم تضمد جراحها فى فقدان هؤلاء الأبطال لينخلع من جديد مع عمل إرهابي خسيس استهدف حى الدرب الأحمر بمنطقة الأزهر, إلا أن رجال الشرطة ضربوا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية حينما جنبوا هذا الحيوسكانه كارثة مروعة ليتلقوا بأجسادهم وأرواحهم تفجير انتحاري تجرد من كل معاني الإنسانية وغلبه الشيطان فتناثرت أشلاء رجال عاهدوا الله علىالدفاع عن وطنهم حتى الموت.
لم تكن تلك النماذج الوحيدة على بسالة الجندى المصرى فى الشرطة والقوات المسلحة فقد ظفر غيرهم الكثير بالشهادة وسبقوهم إلى جنة رب العالمين التى أعدها الله لهم، ليؤكدوا فى كل مرة أن الأرواح والأنفس تهون أمام تراب الوطن الثمين الذى ارتوى - وما زال- بإكسير العزة والكرامة.
إننى حينما أرى مشاهدتشييع جنودنا البواسل وهم يزفون إلى الجنة لمرافقة أصحابهم الذين سبقوهم أشعر أنهم يرفرفون بأجنحة الشرف والفداء في سماء أبى نسورها أن يقتحمها طائر شارد أو غادر، وفضلوا أن يضحوا بأرواحهم ليرفع ذووهم رؤوسهمشامخة، بل والأكثر فخرا أن ترى فى عيون آبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم رضا بقضاء الله وقدره وفخر بأن جعل الله لهم في الجنة شهداء يشفعون لهم يوم القيامة رغم آلام الفراق التى يعتصر لها القلب ويشيب لها الرأس.
انظر دائما في عين كل أم فقدت ابنها أو زوجة ودعت سندها أوطفل يروي حكايات عن أب يجتهد ليتذكر ملامحه لأجد سرا من أسرار مصرولغز العشق الامتناهي لتراب الأرض الطيبة، عندها فقط اتساءل من أين تأتي شياطين الأرض الذين استباحوا قتل الأبرياء وإراقة الدمار وإرهاب الآمنين، ومن أي شيء صنعت قلوبهمالغليظة، وأي إله يعبدون، وأي آيات يتلون، فكبر مقتا عند الله ما يفعلون، ليقوى يقينى بأن المعجزات فقط يصنعها الأطهارالذين إذا غابت أقمارهم انتشرت في السماء وفوق الأرض أنوارهم..فسلام على شهداء الواجب.
ساحة النقاش