حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا من حكاية قارئتى سناء المعيدة بالجامعة التى نالت شهادة الماجستير فصار الجميع ينادونها يا دكتورة سناء وهى الآن فى الواحد والثلاثين من عمرها, وهى من أسرة عريقة والدها مهندس ميسور الحال ووالدتها خريجة الآداب وناظرة مدرسة إعدادية ولها أخت تصغرها بعدة سنوات, وبدأت حكايتها عندما قابلت شابا يعمل محاسبا بأحد البنوك ضمن شلة أصدقاء وصديقات عند صديقة لها وشعرت بالحب نحوه فكان أول رجل وأول حب فى حياتها, وتطورت الأمور بعد ذلك إلى تدخل بعض أفراد المجموعة وإقناعها بالزواج العرفى منه نظرا لعدم وجود إمكانيات لديه للزواج - ولا مليم - كما قال أمام الناس ووعد بأن يتقدم لأسرتها بعد أن تتحسن الأحوال وظلت معه أربع سنوات فى حب وحياة زوجية كاملة.

وخلالها ذاكرت شهادة الماجستير وصارت الدكتورة سناء حتى صارحها بأنه حصل على وظيفة محترمة بالكويت وأنه سوف يسافر بعد أسبوعين, ولما بكت وصرخت وذكرته بوضعها المزرى لأن أحدا من أسرتها لا يعرف أى شيء عن خبر زواجها العرفى, قال لها إنه لا يعرف متى يعود والأكيد أنه لن يعود قريبا وعليها أن تتزوج إذا تيسر لها ذلك, وذكرته بزواجها منه, فقال اعتبريه كأن لم يكن وانهارت وأكدت له أنها سوف تنتظره ولن تتزوج غيره, لكن الأمور تدهورت إذ أنه بعد عام واحد امتنع عن مراسلتها وغير رقم هاتفه ولما سألت صديقه الصدوق أشرف قال لها: إنه نسى مصر ومن فيها وعليها أن تمزق ورقة الزواج ذات الشهود, ولما سألته عن ورقة الزواج التى معه قال لها: أكيد سوف يمزقها وعليك أن تراعى مصلحتك وتتزوجى ولا تتشبثى بالمجهول!

وقالت سناء: ظللت أرفض كل عريس يتقدم لى حتى ثار والدى ووالدتى وصار الأمر مشكلة ضخمة بالنسبة إليهما فهم لا يعرفون شيئا عن زواجى العرفى ثم أخيرا بعد ثلاث سنوات علمت أن حسين زوجى عاد إلى القاهرة وعندما طلبت هاتفه الأرضي فى منزل والده سمعت صوته وقلت له: حمد الله على السلامة يا حسين.. مصر نورت.. وحشتنى قوى قال: أنتِ مين؟

قلت له: نسيت صوتى ولا إيه؟

أنا سناء مراتك يا حسين؟

قال: لا أعرف أحدا بهذا الاسم.. معرفش حد بالاسم ده! النمرة غلط!

وتشبثت بالمائدة التى فوقها التليفون حتى لا أقع فقد أذهلتني المفاجأة وأذهلنى أنه وضع المسماع بعد أن سمعت من خلفه صوتا نسائيا شابا يقول له..

-  مين على التليفون يا حسين؟

ورد قائلا: نمرة غلط وأغلق السكة فى وجهى!

***

وتستطرد الدكتورة سناء وجريت أقابل أشرف صديقه فى النادى فقال: أنا قلت لك المفيد.. هو تزوج من أخرى وخلاص وأنا نصحتك أن تنسيه وتتزوجى فقلت له:

-  كيف أتزوج وأنا مازلت زوجة لحسين ومعه ورقة الزواج الثانية؟

قال: فعلا سألته عن الورقة العرفية فقال أنه تركها فى مصر قبل أن يسافر ولا يعرف طريقها الآن, وقال إنه يعتبرك مطلقة ولا تحاولى مقابلته لأن زوجته غيورة وتلازمه, ودعت وربنا يرزقك بزوج أحسن منه ألف مرة.. يا ستى من باعك بيعيه وانسى الموضوع!

***

واستطردت سناء - إذا ظهرت الورقة العرفية يا سيدتى أصير مهددة بالجمع بين زوجين وأدخل السجن هذا خلاف أنه لم يطلقنى فى وجهى ولا فى وجه أى أحد وأنا منهارة وعلى وشك الإصابة بالانهيار العصبى التام كما قال لى الأطباء فهل أنا متزوجة أم مطلقة؟ وكيف أتزوج وأنا ما زلت أحبه ولا أرى أمامى رجلا غيره؟ صحيح أن كرامتى جرحت وأهينت وأنا لم أقترف ذنبا سوى أننى أحببته ورضيت زواجنا العرفى حتى لا أرتكب الحرام لكن مأساتى أننى فعلت كل ذلك من خلف أمى وأبى وأختى ولا أعرف كيف أخرج من هذه المأساة علما بأننى أرفض رفضا باتا ما يقوله بعض زميلاتى اللائى ينصحنني بإجراء جراحة بسيطة وسهلة أعود بعدها عذراء وأتزوج!

أعتبره غشا يا سيدتى ولن أبنى حياتى على أكذوبة وفى نفس الوقت ماذا أقول لأبى إذا عقد قرانى على آخر هل أقول له أننى البكر الرشيدة أم المرأة المطلقة التى مارست حياتها الزوجية لمدة أربع سنوات كاملة؟

أرى أن الأفضل أن أنتحرت وأترك الدنيا القبيحة التى لم تنصفنى وربما أجد سعادتى فى الآخرة؟

***

ماذا تقولين أيتها الدكتورة المتعلمة؟ إنها ليست نهاية الدنيا فكلنا يخطئ ويصيب والبشر كلهم خطائين وخير الخطائين التوابون, الحل الوحيد عندى هو مصارحة والدتك أولا بما جرى هذا إذا توفر العريس وتفاهما فى الأمر وبعدها يمكن أن يعرض الأمر على والدك وعلى العريس نفسه فإذا وافق فعلى خيرة الله وإن لم يوافق فأمرك إلى الله وهذا جزاء من ألا تأخذ مشورة أهلها ربنا يستر.

إياكن.. إياكن والزواج العرفى والزواج السرى, أرجوكن أن تعشن فى النور ولا تخفين أى شيء عن الأهل, ويا دكتورة سناء لك وظيفتك المحترمة العالية وجمالك وشبابك وحياتك ومن حبنا حبيناه وصار متاعنا متاعه ومن هجرنا هجرناه يحرم علينا اجتماعه والله يوفقك ويسدد خطاك.

المصدر: بقلم : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 495 مشاهدة
نشرت فى 2 مايو 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,879,301

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز