المسحراتى والفانوس ومدفع الإفطار وموائد الرحمن كلها مكونات ارتبطت فى أذهان المصريين بشهر رمضان، فالأكلات التى تحرص الأمهات على إعدادها والمشروبات التى لا تكتمل مائدة الإفطار إلا بها، والفوانيس فى أيادى الأطفال تضيء الشوارع، وموائد الرحمن وما تحمله من معانى التكافلوالتراحم بينهم، والياميش الذى ينذر ظهوره أمام محال العطارة والبقالين بقرب قدوم هذا الضيف العزيز، وغيرها من الطقوس التى يحرص الشعب المصرى على التمسك بها والتى تضفى روحانيات على أيام هذا الشهر ولياليه، كلها لها ذكرى وقصة، لذا دعونا نتعرف على حكاية كل منها عبر صفحات هذا الباب على مدار شهر رمضان..

ليالى الحلمية

نجح مسلسل «ليالى الحلمية » بأجزائه الخمسة فى تحقيق نسب مشاهدة ليس لها مثيل طوال سنوات عرضه خلال المواسم الرمضانية المتتالية، ليصبح مع الوقت جزءا لا يتجزأ من طقوس شهر رمضان خلال فترة الثمانينيات، حيث نجح أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ فى خلق روح مصرية أصيلة فى قصة تتحدث عن مراحل من تاريخ مصر، وقد شارك فى المسلسل نخبة كبيرة من الفنانين المصريين من بينهم صلاح السعدنى ويحيى الفخرانى وإلهام شاهين وآثار الحكيم وممدوح عبد العليم وهشام سليم وحسن يوسف.

الشهد والدموع

نجح الثنائى أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ فى خلق جو درامى هادئ يتناسب مع الأسر المصرية خلال تلك الحقبة الزمنية من خلال مسلسل «الشهد والدموع » الذى يعد واحدا من روائع الدراما المصرية ليصبح منذ عرضه فى موسم رمضان 1984 جزءا من وجدان جمهور الوطن العربى كله، وقد شارك فى بطولته يوسف شعبان، وعفاف شعيب، وخالد زكي، وعبد العزيز مخيون.

بوابة الحلواني

«اللى بنى بنى مصر كان فى الأصل حلواني، وعشان كده مصر يا ولاد مصر يا ولاد حلوة الحلوة »، هكذا أبدع الفنان على الحجار بصوته البهى على نغمات الراحل بليغ حمدى فى «تتر » مسلسل «بوابة الحلواني »، الذى ظل عالقا بأذهان المصريين رغم مرور عشرات السنوات على عرض حلقات العمل الذى امتد لأربعة أجزاء متتالية عرض أولها سنة 1992 وآخرها سنة 2001 ، وضم العمل كوكبة كبيرة من النجوم منهم أحمد وفيق وصاح قابيل وعلى الحجار وشيرين وجدى وعبد الله غيث.

زيزينيا

«أنا السؤال والجواب أنا مفتاح السر وحل اللغز أنا بشر عامر عبد الظاهر »، هكذا بدأ

الفنان يحيى الفخرانى «تتر » مسلسل زيزينيا، هذا الفتى المختلط بين المصرى الأصيل والإيطالى «بوتشى »، ويعد «زيزينيا » واحدا من الأعمال الدرامية المهمة التى قدمت خلال موسم رمضاني، والذى نجح نجاحا كبيرا عند عرضه على الشاشة، وضم العمل كوكبة من النجوم الكبار من بينهم يحيى الفخرانى وهدى سلطان وحمدى غيث وآثار الحكيم.

أرابيسك

لا أحد ينكر أن حسن فتح الله النعمانى كان فى وقت من الأوقات فتى أحام الكثير من البنات، «حسن أرابيسك » الجدع ابن البلد المتمسك بفنه رغم الإغراءات التى عرضت عليه، ورغم تعرضه لبعض الأحداث التى أفقدته توازنه وأهمل عمله على إثرها إلا أنه كان محافظا على فنه الذى أحبه وورث مهاراته من أجداده، وقد عرض المسلسل فى رمضان 1994 من تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ وبطولة صلاح السعدنى والراحلة هدى سلطان.

رأفت الهجان

أبدع الموسيقار الراحل عمار الشريعى بربط «تتر » مسلسل رأفت الهجان بأذهان الجيل بأكمله، ففى ملحمة وطنية من طراز خاص طل علينا النجم محمود عبد العزيز ليجسد شخصية رأفت الهجان، إلى جانب النجم الكبير يوسف شعبان والذى أجاد تجسيد دور محسن بيه ممتاز، ليرتبط المشاهد العربى فى مختلف أرجاء هذا الوطن الكبير بشاشة التليفزيون الرمضانية خلال موسمين متتاليين، وقد ضم فريق العمل النجوم أحمد ماهر وسلوى خطاب وحسن حسنى ويسرا ومصطفى متولى إلى جانب النجمين محمود عبد العزيز ويوسف شعبان.

العائلة

نجح الثنائى وحيد حامد وإسماعيل عبد الحافظ فى صياغة دراما سياسية اجتماعية تناقش واقع المجتمع المصرى خلال فترة التسعينيات بجدارة بالغة وكان «تتر » المسلسل من نصيب أنغام التى كانت آنذاك فى بداية طريقها الفني. عرض مسلسل العائلة خال موسم رمضان 1994 ، ونجح نجاحا كبيرا، وقد ضم العمل إلى جانب النجوم الكبار محمود مرسى وخيرية أحمد وليلى علوى وعدد من الوجوه الجديدة حينها من بينهم النجمة منى زكى والنجم طارق لطفي.

المال والبنون

أغوى الشيطان الحاج سلامة فراويلة وأوقعه فى براثن المال الحرام الذى رفضه صديق عمره عم عباس، ليجسد العمل الحرب بين الخير والشر والنزال المستمر بن النفس والضمير، ويعد العمل من فئة الدراما الاجتماعية، وقد عرض الجزء الأول منه فى رمضان عام 1993 والذى نجح فى الاحتفاظ بمتابعة الملايين إلى يومنا الحالى ليصبح واحدا من أهم علامات الدراما المصرية والعربية.

ألف ليلة وليلة

ساهمت الإذاعة عبر تاريخها بدور كبير فى إدخال السعادة والفرحة والبهجة فى نفوس المصريين خاصة فى شهر رمضان المبارك عندما كان يحرص القائمين على الأعمال بها بإشراك جميع الفنانين المتميزين فى إخراج أروع الأعمال فى شهر رمضان التى تشكل فى مجملها تراثا خالدا سيظل محفوظا فى أرشيفها عبر الأجيال بسبب جودته وتفانى وإخاص القائمين عليه واحترامهم لثقافة وتراث بلدهم، ومن بين تلك الأعمال «ألف ليلة وليلة » لينقل أسير الإذاعة صوت الفنانة الراحلة زوزو نبيل وهى تقول «بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد » الذى كان يذاع فى شهر رمضان بعد الإفطار وكان من تأليف الكاتب طاهر أبو فاشا الذى كتب خلال 26 عاما ما يقارب 800 حلقة أذيعت خلال تلك الأعوام وما زال صداها إلى الآن، وأخرجها للإذاعة محمد محمود شعبان الشهير ب «بابا شارو »، كما اشترك فى هذا العمل الخالد الكثير من الفنانين الذين تفوقوا على أنفسهم وأعطوا العمل الإذاعى قيمة درامية فنية عالية لا يمكن أن يضاهيه عمل رغم توافر الأجهزة الفنية والتكنولوجية فى السينما والتليفزيون والدليل أنه تم إنتاج الكثير من هذا العمل بشكل مرئى لكنه لم يصل إلى القيمة الفنية والنجاح الذى حققه العمل الإذاعى الأول.

ساعة لقلبك

ارتبط شهر رمضان بالبرنامج الفكاهى الشهير «ساعة لقلبك » الذى أذيع عام 1953 واستمر لسبعينيات القرن الماضي، ويعد من البرامج المهمة فى تاريخ الإذاعة المصرية لأنه أخرج العديد من أعلام الفن والكوميديا فى مصر، وقد شارك فيه عبد المنعم مدبولى وفؤاد المهندس ومحمد عوض وخيرية أحمد وجمالات زايد ومحمد أحمد المصرى الشهير بأبو لمعة وفؤاد راتب الشهير بالخواجة بيجو، ونبيلة السيد وأحمد الحداد.

فوازير آمال فهمي

جاءت فكرة هذا العمل عندما كانت تستقل آمال السيارة مع زوجها ووجدا أن عجلة السيارة اختل توازنها فهبط زوجها ليصلحها، بينما جلست آمال بالداخل، ومع مرور الوقت شعرت بالملل حتى سمعت صوت «المنفاخ »، ومن هنا جاءت لها فكرة أن تقدّم فوازير عبارة عن تقديم أصوات مختلفة للمستمعين من أجل تخمين مصدرها، وبالفعل قدّمت 30 فزورة ل 30 صوتا، وكانت تتلقى نصف مليون رسالة خلال الحلقة الواحدة.

فزورة «مين يفهم »

كان البرنامج الأول يقدم فوازير تحمل اسم «مين يفهم » على التليفزيون فى حقبة الستينيات من بطولة سعاد حسنى وأحمد مظهر وكمال الشناوى وليلى فوزي، وكانت فكرتها تدور حول عرض مشهد من أحد الأفلام يستغرق 5 دقائق، ويجمع عددا كبيرا من الممثلين، ومع انتهاء عرضه تُعرض ىصورة وجه أحد الممثلين الذين ظهروا فى الفيلم، ويُقسّم الوجه إلى ثمانية أجزاء، ويظهر كل جزء منها على الشاشة، وهكذا حتى يتم الكشف عن الوجه بالكامل، ثم يسأل المشاهد عن ذلك الممثل.