على الرغم من أن لمة العائلة من العادات الرمضانية التى يحرص عليها الجميع  حيث الاجتماع على مائدة واحدة تجمع أفراد العائلة إلا أن هناك بعض المهن التى تحرم أصحابها من الاستمتاع بالدفء الأسرى أثناء ساعات الإفطار فى رمضان.. فى جولتنا التالية نستمع لقصص الكثيرين الذين منعتهم مسئولية العمل عن الإفطار مع أفراد عائلتهم..

البداية من إحدى المهن التي حتم الواجب على أصحابها العمل أثناء نهار رمضان خاصة وقت الإفطار، رجال الشرطة حماة الوطن وعينه الساهرة، حيث تعد اللواء حنان محمود عبد الواحد، مثال قوي للمرأة المصرية وأحد نماذج الشرطة النسائية المشرفة صاحبة خبرة تعدت30 عاما في الأعمال الأمنية بالوزارة، وخلال حديثنا معها عن طبيعة عملها وكيفية التوفيق بينه ومسئولياتها الأسرية خاصة خلال شهر رمضان أكدت أن العمل بوزارة الداخلية له طبيعة خاصة يحتاج للتأهب واليقظة طيلة الوقت، ورغم التحديات التى واجهتها فى مسيرتها العملية إلا أنها لم تتخل عن النجاح في حياتها الخاصة، حيث حرصت على الاهتمام بتعليم بنتيها لتحصل الأولى علىالدكتوراه في الهندسة من الجامعة الإسبانية، بينما تدرس الثانية العلوم الحيوية بألمانيا.

وتحكىذكرياتها مع شهر رمضان الكريم قائلة: عملت بالعلاقات العامة بوزارة الداخلية لمدة 3سنوات كنت خلالهامسئولة عن إفطار الخدمات، الأمر الذى كان يتطلب تواجدى بالوزارة أثناء أوقات الفطار والسحور للإشرف على إفطار جميع الضباط والجنود، وقد ساعدنى فى ذلك زوجى وابنتاى الذين قدموا العون لى دائما إيمانا بدور والداتهم في خدمة الوطن.

الصحافة

لمهنة البحث عن المتاعب النصيب الأكبر من حرمان أصحابها الإفطار مع العائلة فلا الأخبار تتوقف وبستمرارها يظل الإعلام والصحافة لأحداثها بالمرصاد، فبعض الصحفيين والإعلاميين لا يتوقفون حتى أثناء الإفطار عن العمل فيد تكتب وأخرى تلتقت ربما سندوتشا للإفطار، وخلال لقائنا مع الإعلامي هيثم سعودي مقدم البرامج الأخبارية بالتلفاز المصري وإحدى القنوات الخاصة أكد أن العمل الإعلامي أصبح أسهل بفضل التكنولوجيا الحديثة، ويذكر أنهظل على الهواء أكثر من 10 ساعات متواصلة توسطهم وقت الإفطار أثناء الشهر الكريم وذلك حرصا منه وإدارة القناة على تواصل البث ما دفعهم للخروج دقيقة للإفطار والعودة بشكل سريع إلى البث المباشر.

الطب

أما الطبيب فهو المنقذ في وقت الصعاب نحتاجه ليلا ونهارا,وكما يقال "الطب بلا إنسانية كالصلاة بلا وضوء", وإنسانيته تتحتم الوقوف مع مرضاه في أي وقت، فيقول الطبيب عمرو حسن، مقرر المجلس القومي للصحة والسكان وأستاذ أمراض النساء والتوليد بالقصر العيني: الإفطار والسحور بالعمل أمر طبيعي خاصة مع وجود حالات ولادة طبيعية، وأذكر عندما كنت طبيبا مقيما في الطوارئ بمستشفىقصر العيني منذ عام 2006 :  2009 كنتأفطر وأتسحر بغرفة العمليات فقد كنت أستقبل وزملائى بقسم الطوارئ حوالي 60 حالة ولادة في اليوم الواحد.

ويعد العمل بالمطاعم خلال الشهر الفضيل من أصعب المهن حيث إنها لا تتوقف بها الحركة ولو ثانية منذ بداية النهار حتي نهايته فمن وجبة الإفطار إلى السحور،ويزداد العمل مع اقتراب وقت كل منهما، ويقول محمد أحمد "دليفري":أعمل بهذا المجال منذ خمس سنوات ما يعني أننى منذ خمس سنوات لم أفطر بمنزلي سوى مرات معدودة وهى الأيام التى أحصل خلالها على إجازة، حيث أقوم بتسيلم الوجبات من المطعم قبيل الإفطار بدقائق، فأصحام العمل يرفعون شعار "الأولوية للعميل في الإفطار" لكن لأننا في مصر وشعبها الكريم لا يوجد بيت أوصل إليه الطلبات إلا ويصروا علىإفطاري أو على الأقل تقديم المشروبات والتمر، وبعدها بحوالي ساعة أعود للإفطار بالمطعم.

كمايقضى مدربو اللياقة البدنية أغلب أوقاتهم داخل النوادى الرياضية أثناء شهر رمضان، ويقول كابتن حمزاوى أحمد، مدرب لياقة بدنية، أفطرأغلب الأوقات فى النادى الرياضى الذى أعمل به خلال الشهر الكريم والسبب فى ذلك أن أغلب من يمارسون الرياضة لخسارة الوزن يتطلب منهم البدء فى التمارين قبل الإفطار بساعة ونصف وهو ما يجعلنى متواجدا فى النادى حتى ساعة الإفطار.