حذرنا الإسلام من الغيبة والنميمة ونقل الكلام بين الناس وإشاعة الفتن, ولكن للأسف أصبح الحديث عن الآخرين ونشر إشاعات تسيء لهم سمة العصر وتبدأ منذ الطفولة دون الالتفات لها من قبل الأهل وتصبح آفة متأصلةفى الشخص لآخر عمره.
فكيف نربى أولادنا على عدم نشر الشائعات والحديث عما يسيءللآخرين؟ عنذلك سألنا د. سامية عبد العال, مدرسة علم الاجتماع بجامعة الزقازيق فقالت: التنشئة الاجتماعية تحمل بين طياتها الصفات والسلوكيات التى نحب أن ينشأ أولادنا عليها, ومن الضرورى الوعى بأن التنشئة لا تعتمد على أسلوب افعل أولا تفعل لكنها تعتمد بشكل أساسى على المحاكاة والتقليد,فإذا كان الأبوان وخاصة الأم التى تعتبر مصدرا أساسيا للتنشئة السليمة أو غير السليمة تميل للغيبة ونشر الشائعات فإن أبناءها سيتصفون بنفس الصفات, لذا على الأهل الانتباه لسلوكياتهمأمام أبنائهم, ورمضان بطبيعته شهر تعلو فيه القيم والأخلاق وفرصة حقيقة للتخلص من أى عادة ذميمة يقوم بها الإنسان وتدريب نفسه على العادات الطيبة, وهنا على الأم أن تشرح لطفلها معنى الغيبة والشائعة وأهميةأن يركز على حاله ولا يتدخل فى أحوال الآخرين, وتلفت انتباهه إذا رأته يتحدث عن غيرهوتدريجيا سيشعر أن الأمر أصبح جزءا من شخصيته فلا يميل لنشر الشائعات أو الاستماع لها أو نقلها, وهكذا نحمى وطننا وعائلاتنا من تبادل الأخبار التى تدمر المجتمع,فانتشار الغيبة والنميمة هو ما أوصلنا للمعاناة من شائعات قد يطلقها البعض لنشر مناخ تشاؤمى بين الناس, فالغيبة التى يراها البعض تسلية خلال الطفولة والمراهقة قد تدمر المجتمع عندما تنشر أخبارا خاطئة تخص الناس وتعرض بتكرارها وانتشارها المجتمع كله للخطر.
ساحة النقاش