فى عصر التكنولوجيا والسوشيال ميديا أصبحت الكثير من الأمهات أقل قلقاً على الأطفال بدعوى أنهم لا يلعبون فى الطريق العام أو بألعاب خطرة ويقضون معظم أوقاتهم على الهواتف الذكية «التابلت ،» لكن فى حقيقة الأمر وعلى عكس ما تعتقده معظم الأمهات فإن استخدام الأطفال لـ «التاب » من أكثر الأشياء التى تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية وبدنية دون أن تعلم الأم ذلك وهذا ما نتتبعه فى هذا التحقيق..
كشفت دراسة حديثة فى جامعة كاليفورنيا أن الأطفال حديثى الولادة إلى سن سنتين يجب ألا يتعرضوا أو يستخدموا التقنية الحديثة، بينما يكفى استخدام من هم فى الخامسة لهذه الأجهزة ساعة واحدة يوما نظراً لما قد يتعرضوا له من مخاطر صحية بسبب شاشات الموبايل.
ويقول د. أشرف وافي، استشارى طب وجراحة العيون بمستشفى رمد المنصورة: استخدام الطفل بصفة مستمرة للموبايل يعرضه للإصابة بجفاف العين والصداع المستمر، كما يسبب ضعف فى العصب البصرى، بالإضافة للإجهاد الذهنى، لذلك فهناك قاعدة تسمى عشرين عشرين عشرين وتعني أن الطفل يجب ألا يستخدم الموبايل أو التابلت لأكثر من 20 دقيقة متواصلة، فالطفل له ساعة يومياً تقسم على 3 مرات على أن يكون بينه والشاشة 20 سم لأن الإفراط فى استخدام الهواتف قد يؤدى إلى قرح فى القرنية وتشوهات فى الرقبة نتيجة الإنحناء.
تأخر النطق
تحذر د. بسمة سليم، أخصائية التخاطب من استخدام الطفل للهواتف الذكية، مؤكدة أنها تتسبب فى إصابته بتأخر النطق والتلعثم، قائلة: عند استخدام الطفل لهذه الأجهزة تمنعه من التواصل اجتماعياً مع من حوله ما يؤدى إلى توقف النمو اللغوى، كما أن جلوسه أمام الشاشات يحرمه من الرغبة فى الحديث مع من حوله وبالتالي لا يبذل مجهودا حتى ينطق الكلمات، ومع انتباه الأهل لهذه المخاطر بدأوا فى منع ذويهم من استخدام الأجهزة الحديثة لأوقات طويلة إلا أن بعضهم أصيب بحالة نفسية سيئة لأن الطفل الذى اعتاد استخدام التابلت يومياً اصبح شبيها بالمدمن، لذا أنصح الأسرة بالبحث عن بديل للهاتف قبل منعه بشكل نهائى كالخروج للحدائق أو الذهاب للحضانة حتى لا يشعر الطفل بالوحدة أو الملل.
الصرع
أما عن الأضرار النفسية التى تصيب الطفل جراء استخدامه للهواتف الذكية فيقول د. جمال فرويز، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بكلية الطب جامعة القاهرة: يصاب الطفل الذى يعتاد استخدام التابلت لفترات طويلة بالانطوائية ويجد صعوبات فى التعامل مع الآخرين وتكوين صداقات مع أقرانه عند التحاقه بالمدرسة بسبب عصبيته الشديدة وميله للعزلة، بالإضافة إلى أن صعوبات التعلم تنتج نتيجة استخدام الأطفال للتابلت والموبايل فشعاع الشاشات يهيج البؤرة الصرعية ويزيد احتمالية إصابة الطفل بالكهرباء الزائدة ونوبات الصرع ما يجعله يعانى ضعف التركيز وتشتت الانتباه، لذا أنصح استبدال الهاتف ببعض الألعاب التى تنمى الذكاء مثل الشطرنج والمكعبات.
السمنة
يرجع د. محمود السكري، استشارى السمنة والتغذية العلاجية إصابة الأطفال بالسمنة إلى كثرة استخدامهم للهواتف الذكية، ويقول: الطفل قبل انتشار التابلت كان يجد سعادته ووسيلة تسليته فى القفز أو الجرى فى المساحات الفارغة فى المنزل، ولكن حاليا الطفل يجلس لفترات طويلة أمام الهواتف الذكية دون حركة وهو ما يضعف من سرعة الحرق ويساعد على تراكم الدهون، كما أن الدراسات الحديثة أكدت أن الضوء المنبعث من شاشات الأجهزة التكنولوجية يشعر الطفل بالجوع فهناك علاقة وثيقة بين الضوء الأزرق وتحفيز الشعور بالجوع.
وعن مدى تأثير التكنولوجيا على سلوك الأطفال تقول د. ريهام محسن، استشارى علم النفس وتعديل السلوك: لا توجد رقابة كافية على ما يشاهده الأطفال من مقاطع فيديو وألعاب أثناء استخدامهم للتابلت، فالأم قد تترك طفلها مع هذه الأجهزة ومحتوياتها لفترات طويلة ما يجعله طفلا عدوانيا نتيجة لما يشاهده من مقاطع تتضمن مشاهد عنف وقتل وتدمير، كما أن إدمان تلك الأجهزة يسبب الأرق واضطرابات النوم التى تسبب التوتر والعصبية الشديدة بسبب عدم حصول المخ على القسط الكافى من الراحة.
ساحة النقاش