هل كانت مظاهرات الشعب فى كل محافظات مصر صبيحة يوم 30 يونيو انقلابا كما تزعم بعض المواقع الأجنبية، أم كانت ثورة وغضب شعبي ودفاع عن الهوية المصرية وبسبب انتشار العنف والفوضى بشكل كبير بعد حكم جماعة الإخوان؟.
كان هدف الإخوان الواضح إبان حكمهم تغيير هوية مصر الثقافية لذلك سعت حكومة الرئيس الأسبق محمد مرسى إلى أخونة مؤسسات الدولة الصحفية والإعلامية، في محاولة واضحة لتأسيس الفكر الإخواني من جهة، والحد من تأثير الإعلام المضاد من جهة ثانية بهدف ارتداد مصر لحساب توجهات رجعية متخلفة، وبعد قرار وزير الثقافة الإخوانى بمنع عروض الباليه بدار الأوبرا، وإقصاء قيادات الثقافة والفنون والآداب انضممت فورا إلى المثقفين المرابطين بالمجلس الأعلى للثقافة احتجاجا على تلك القرارات ولم نغادر المجلس إلا بعد إقالة ذلك الوزير.
كان من الطبيعى أن يرفض الشعب تلك الممارسات وأن ينهى حكم الإخوان بعد عام وثلاثة أيام فقط قضاها الرئيس المعزول محمد مرسى في الحكم وارتكب خلالها أخطاء فادحة أنهت العلاقة بينه وبين الشعب كما تم إزالة دستورهم، ووضع دستور جديد للدولة، ولن ننسى الإعلانات الدستورية والقرارات التى أصدرها وزراء الحكم الإخوانى لتقضى على استقلال القضاء ومؤسسات الدولة وكيف تم استبعاد المحامية تهانى الجبالى من المحكمة الدستورية بالإضافة إلى إقالة أكثر من ثلاثة آلاف قاضى!، والحمد لله أننا نعيش فى عصر الإعلام المرئى لكى يرى أبناؤنا كيف حاصر أذناب الإخوان المحكمة الدستورية العليا لمدة 18 يوما !.
لقد وعدت الجماعة المصريين بالكثير، ولكنهم لم يفعلوا أي شيء على أرض الواقع؛ ذلك لأنهم كانوا يعملون لمصلحة الجماعة وليس لمصلحة الشعب المصري، ولنحمد الله كثيرا على أن حكمهم كان تجربة فاشلة حصنت الشعب من تكرارها إلى الأبد.
المؤكد أن ثورة 30 يونيو نبعت من إرادة شعبية خالصة، فلم تدع لها ولا تنظمها أى جهة معروفة فى مصر أو خارجها، بدأت بمفاجأة سارة وهى أن الجيش المصرى الوطنى كان يشعر بآلام الشعب ويشاركه الحلم بالتخلص من جماعة اختطفت الحكم لمدة عام عملت خلاله لصالح قوى دولية وإقليمية.
أحمد الله أنى عايشت ذلك اليوم التاريخى الذى أعلن فيه وزير الدفاع وقتها المشير عبد الفتاح السيسي أنه أعطى مهلة 48 ساعة للرئيس المعزول، محمد مرسي، لتلبية مطالب الشعب، ولوضع حد للفوضى التي تسببت فيها الجماعة، وكفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخي الذي يمر به الوطن، الذي لن يتسامح أو يغفر لأي قوى تقصر في تحمل مسئولياتها، كما ذكر البيان التاريخى، وأذكر أنى وكل من معى اجتاحتنا نوبة من الفرح وعدم التصديق ولبثنا ننتظر رد الجماعة على وزير الدفاع وندعو الله ألا يستجيبوا للإنذار فتفلت الجماعة من مصيرها المحتوم.
ثورة 30 يونيو أدت إلى وجود استقرار سياسي وأمني انعكس على الاقتصاد، وساهم في تحسن ملحوظ في المؤشرات الاقتصادية بسبب المشروعات العملاقة التي يتم تنفيذها والتي ساهمت في تقليل معدلات البطالة، وتوفير فرص عمل للعاطلين.
كان تدخل الجيش فى ذلك اليوم استجابة لرغبة وإرادة الشعب المصري وأنقذ مصر من المؤامرات الداخلية والخارجية، كما أثبت تماسك الشعب والجيش والمؤسسات الأمنية، وقدرتهم على حماية الأمن القومي، كى يعود استقرار وثبات الدولة الذي يعتبر من أهم التحديات التي واجهت البلاد.
ساحة النقاش