على شاطئ البحر تكتب شهادات ميلاد لقصص حب وردية، وتبنى بيوت من الرمال منها ما يصمد أمام الأمواج وأخرى تنهار لتكتب نهاية علاقة لم تكتمل، وفى كل عام ينتظر الكثير منا أن يحدث شيء جميل خلال فترة المصيف، بعضنا ترتطم أمواج الحب بقلبه، بينما ينسى آخرون الحب عنوانهم، ولكن علينا أن نسال أنفسنا هل هذا الحب جاد أم مجرد سحابة صيف.

فى البداية تقول نهى محمد: عادة ما تشعر أجواء المصيف الجميع بالسعادة والبهجة ما يجعل قلوبنا على استعداد لعيش قصة حب مع شخص ننجذب إليه، لكني لا أعترف بهذه العلاقات التي تنشأ خلال تلك الإجازة لأن الحكم لا يكون سليماً وتحت تأثير مشاعر مرتبكة.

وتوافقها الرأى منة محمد قائلة: رغم أن البحر والمياه والهواء يحركون مشاعر أي إنسان فيشعر بحالة غريبة من النشوة أمام مشهد الغروب إلا أنه ليس معنى ذلك أن نبحث عن قصة حب بين الشمسيات والكراسى.

أما رامى منير، فيرى أن وقت التصييف أنسب الأوقات للحب ويقول: لو محبناش في المصيف هنحب إمتى يعني، فترة التصييف هى الوقت المناسب لإخراج الكبت الذى عانيناه طوال عام كامل من المذاكرة أو العمل المتواصل، لذا أرى أن هذا الوقت مناسب لإقامة علاقات لا يمكن وصفها بالحب الحقيقى ولكن قد تكون تسلية أو مشروع حب حقيقى.

ويقول على محمد: لا يحتاج الشباب فى الوقت الحالى إلى مصيف أو فترة معينة لإقامة علاقة حب فالجميع حسب وصفه - بيحب على نفسه - ولأن العلاقات تكون كثيرة فمعظمها ينتهي بسرعة وتبدأ علاقات جديدة.

حب لا يدوم

تعلق زينب المهدي، خبيرة العلاقات الأسرية على علاقات الحب التى يكونها الشباب خلال فترة التصييف فتقول: تنتظر الكثير من الفتيات الذهاب إلى المصايف في مختلف المحافظات لاختيار أو مقابلة شريك حياتها لكن هذا ضد المنطق والعقل لعدة أسباب منها أن المصايف مكان للتنزه وقضاء وقت ممتع لكن ما يحدث من الشباب هو مجرد احتياج لحظي للهروب من شبح العنوسة نتيجة ضغط الأسرة والمجتمع، أو احتياج عاطفي ملح من بعض الفتيات وهو شعور طبيعي للجنسين لكن الضرر يأتي من التسرع في إشباع هذا الاحتياج وبالتالي يعقبه الاختيار الخاطئ مثلما يحدث في المصايف وقصص الحب المزيفة قائمة على مجرد إعجاب لأن أماكن التصييف تمثل قناعا كبيرا للطرفين، فى الوقت الذى ينبغى أن تبنى الزيجات على أساس سليم وهو معرفة كل طرف للآخر على حقيقته دون تصنع وهذا لا يتأتى إلا من خلال المواقف الصعبة التى تظهر حقيقة ومعدن الشاب أو الفتاة.

وتضيف: هناك أسباب أخرى تجعل حب المصيف لا يدوم منها أن المصيفين يأتون من أماكن متفرقة قد تكون الطبقات الاجتماعية مختلفة والبيئات متباينة وبالتالي تكون طريقة التربية مختلفة أيضا ما ينفى التوافق بين الزوجين لأنه كلما اختلفت البيئة والطبقة الاجتماعية تزايدت احتمالية فشل العلاقة، كما أن موافقة الفتاة على الزواج بشاب تعرفت عليه خلال فترة التصييف يقلل من قيمتها لأن ذلك الشاب سيعتقد أنها تحتاج إلى الزواج أكثر منه وبالتالي ستتغاضى عن الكثير من حقوقها في مقابل الارتباط، بالإضافة إلى أن نسب نجاح الزيجات التى تمت خلال فترة التصييف قليلة جدا حيث تفشل معظمها بسبب كثرة الاختلافات بين الطرفين.

تعطش عاطفي

ترى د. عزة كريم، أستاذ علم الاجتماع، أن الشباب في حالة تعطش عاطفي دائماً وهذه غريزة طبيعية في مرحلة الشباب إلى جانب أنهم طوال العام مشغولين بأمور أخرى سواء العمل أو الدراسة فلا يمتلكون وقت فراغ يقيمون فيه علاقات عاطفية، لذا فالكثير منهن يجدون في فترة المصيف الوقت لبناء علاقات صداقة أو حب، لافتة إلى أن كلا الطرفين يحاولا إظهار نفسيهما في أبهى صورة وبالتالي تكون النتيجة هي الفشل لأن الحب لا يكون إلا بالحقائق.

كيف يحدث الحب

نشرت الباحثة الفرنسية المختصة في طب الأعصاب لوسي فانسون كتابا بعنوان كيف يحدث الحب؟ أكدت خلاله أن حالة الشعور بالحب لا تتجاوز 3 سنوات في أحسن الحالات، وأن ما يرافق هذه الحالة من إحساس بالسعادة والنشوة في الواقع ليست إلا انعكاسا لعوارض جسدية ونفسية تؤدي إلى إفرازات لهرمونات المخ لا تلبث إلا أن تقل مع مرور الزمن إلى أن تتلاشى نهائيا ليحل عوضا عن الشعور بالرغبة في التحليق عالياً بين السحب الشعور بالملل بل والندم في أحيان كثيرة، وأكدت ذلك فى كتابها المخ يتحكم في الحب، وأنه مهما طال تأثير الهرمونات المفروزة منه فإنها لا تزيد عن 3 سنوات فقط.

ورداً على سؤال طرحته مجلة "بسيكولوجي" الفرنسية حول العوامل التي تدفعنا لاختيار الشخص الذى نحب، رجحت لوسي فانسون أن الأمر خاضع لعدد من المؤثرات الخارجية، مشيرة إلى عدم وجود حقائق علمية تؤكد صحة هذه النظرية.

وفي السياق ذاته وفيما بدا وكأنه تأكيد لما جاء في كتاب لوسي كان الصحفي الفرنسي فريدريك بايغبيد أكثر صراحة حين أطلق على كتابه خلاصة المدة التي تستمر فيها علاقة الحب، مسمياً إياه "الحب يدوم 3 سنوات"، ولفت بايغبيد في كتابه إلى أن العاشق يرى في السنة الأولى كل شيء وكل من حوله ونفسه جميلاً، ومع حلول العام الثاني تستكين هذه المشاعر وتستبدل بنوع من الارتباط العاطفي والحنان الذي يختفي في العام الثالث.

واتفق باحث ثالث حول سنوات الحب الـ 3 وهو الأمريكي ويليام روبنسون وعزا من خلال أحدث دراساته فترة حالة الحب المؤقتة إلى الهرمونات التي يفرزها المخ مشبهاً إياه بالبطارية القادرة على العمل لـ 3 سنوات فقط.

المصدر: كتبت : هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1136 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2019 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,743,134

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز