
هدى اسماعيل
في أجواء اتسمت بالهدوء والتنظيم، شهدت الانتخابات البرلمانية لمحافظات المرحلة الثانية حضورا لافتا للأسرة المصرية بكافة أفرادها من مختلف الأعمار والفئات، حيث حرصوا جميعا على المشاركة والتواجد منذ ساعات الصباح الأولى وحتى إنتهاء المارثون الانتخابى لهذه المحافظات، في صورة جاءت لتؤكد على الوعى المتزايد بأهمية التواجد والإدلاء بالأصوات في بناء الوطن سواء من قبل المرأة أو الرجال والشباب وحتى الأطفال كان لهم أيضا تواجد كبير.
من أمام اللجان الانتخابية، بدا واضحا أن المرأة المصرية سواء كانت من ربات البيوت أو النساء العاملات تدرك أهمية المشاركة وضرورة اختيار ممثلين قادرين على إكمال جهود الدولة فى توفير حياة كريمة للأسرة المصرية ككل.
تقول منى عبد الرحمن موظفه حكومية حرصت على الحضور في الساعات الأولى لأنني أؤمن أن المشاركة واجب وطني، لازم نختار من يمثلنا ومن يخدم الوطن والشعب لنبرهن على وطنيتنا وانتمائنا. وتقول دعاء مصطفى مدرسة المشاركة السياسية فرض وليس اختيار دائما أردد تلك الجملة لتلاميذي في المدرسة حتى أزرع في عقلهم وقلبهم حب الوطن والانتماء، لذا يجب على كل امرأة وأم أن تعلم أبنائها معنى الوطن وأن تشارك بنفسها في العملية الانتخابية حتى يتعلم الأبناء من أمهاتهم.
أما الحاجة بهية فتقول: التنظيم حاجة حلوة والموظفين متعاونين معانا واللي في لجنة الانتخابات ساعدوني أطلع السلم على كرسي والناس في قمة الذوق.
وتقول إيمان فوزي ربة منزل اهتمام المرأة بالسياسة أصبح واضحا، فمن سنختاره تحت القبة هو الذي سيتحدث بصوتنا، من أجل ذلك نزلنا عشان نقول رأينا في من يعبر عنا.
وتضيف سارة عصام، طالبة جامعية: هذه أول ممارسة لي فى الانتخاب، أول مرة أشارك وانتخب فالمشاركة في العملية الانتخابية أفضل بكثير من الشكوى الدائمة.
اخترت المرشحين بناء على برامج حقيقة على أرض الواقع هكذا بدأت «هند نبيل حديثها : «أنا صاحبة مشروع صغير أعيش من وراه أنا وأولادي بعد وفاة زوجي عندما عرفت أسماء المرشحين في منطقتي لم أتردد لحظة في المشاركة في العملية الانتخابية والإدلاء بصوتي وقد جمعت كل سيدات المنطقة وذهبنا إلى اللجنة حتى نعطي صوتنا لمن يخدمنا فعلا وليس مجرد كلام
المرأة ودورها في حياة أبنائها
تعلق د. هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع على مشاركة المرأة فى الانتخابات البرلمانية قائلة: تشارك المرأة المصرية فى الحياة السياسية وفى الإدلاء برأيها فى الانتخابات لشعورها بأهمية دورها ومكانتها فى المجتمع، فهى تعطى صوتها لمن يمثلها في البرلمان لإدراكها بأهمية ذلك وبما يفيد مصلحة الوطن والمواطن.
وتضيف: تذهب المرأة إلى صناديق الاقتراع لتعطي صوتها للأفضل سواء كان رجل أو إمراة، فالكفاءة هي الفيصل في مثل هذه الأمور، وعن دور الأم في تعليم أولادها معنى الانتخابات وأهمية الإدلاء بأصواتهم والمشاركة تقول: يقع على عاتق الأم دور مهم في تعليم القيادة لأولادها في سن صغير أو كما نطلق عليه تعليم بالمحاكاة وهو من خلال الحوار الدائم من نعومة أظافرهم فالعملية السياسية ليست مرتبطة بالانتخابات فقط لكن الوعي السياسي مستمر وطويل فدائما يجب التحدث عن حضارة مصر الفرعونية وتاريخنا ونضالنا وأفكارنا فكلها أمور يجب أن يعتاد الأبناء سماعها منذ الصغر من أجل ترسيخ مبادئ المواطنة.
وتشير د. هالة إلى أنه على الأم التوضيح لأبنائها دور مصر في دعم كل القضايا الخارجية خاصة الإنسانية منها ولا يأتي هذا بين يوم وليلة بل تدريجيا منذ نعومة أظافرهم فإذا كانت الأم إمراة عاملة عليها من وقت لآخر اصطحاب أبنائها لمكان عملها لكي يتعلموا معني المسئولية، ومن وقت لآخر تشاركهم حضور الندوات والتدريبات، وحتي الكتب التي تقرأها يمكنها أن تشاركهم إياها حتى يكون لديهم وعى بأهمية صوتهم الانتخابى عندما يصلون إلى السن القانوني. المرأة والحياة العامة
تقول د. شيماء إسماعيل، خبيرة العلاقات الأسرية عندما تشارك المرأة فى الانتخابات فهي تثبت حضورها في الحياة العامة وتدعم مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات، كما أن مشاركتها تمنح الأجيال الصغيرة نموذجا إيجابيا في الانتماء وحب الوطن لأن الأم هنا تقدم نموذجا عمليا يغرس في نفوس الأبناء أكثر من أي كلمات عن طريق المشاركة والوعى السياسي، وأيضا عن طريق النموذج والقدوة فيتعلمون المسئولية واحترام واجباتهم تجاه بلدهم، فالأبناء الذين ينشأون في بيئة تحترم العملية الانتخابية يكبرون وهم يعرفون أهمية صوتهم وتأثيره، مما يجعلهم أكثر مشاركة وإيجابية في المستقبل.
وتضيف أن مشاهدة الأبناء لوالدتهم وهي تؤدي دورا وطنيا يشعرهم بأهمية المرأة في المجتمع ويسهم في تشكيل جيل يحترم المرأة ويؤمن بقدرتها وتأثيرها، كما أن مشاركة الأم في الانتخابات تفتح بابا للحوار الأسري حول القضايا العامة، فيتعلم الأبناء التفكير والنقاش وفهم ما يدور في البلد.
ويؤكد د. محمد حسن أستاذ علم نفس الطفل والصحة النفسية، على أن عملية التنشئة الاجتماعية أو السياسية لا تقتصر على سن معين للأبناء فهي مستمرة من خلال الوالدين وتعاملهم مع الأبناء وتعني التعلم والتعليم وتربية الفرد على المعايير الاجتماعية الموجودة في المجتمع حتى يندمج فيه بشكل سليم، ولذلك يجب على الوالدين غرس قيم الانتماء والمشاركة في قضايا الوطن ومعرفة آرائهم وتوجيههم بشكل سليم، فالانتماء هو الشعور بالفخر والاعتزاز للانتماء للوطن والمساهمة الفعالة لبناءه من خلال فعالية دور الفرد في المجتمع، مشيرا إلى أهمية تربية الأبناء على الحرية والديمقراطية منذ الصغر كاختيارهم لملابسهم وأدواتهم الشخصية ما يعزز لديهم حرية الرأي واحترام آراء الآخرين والمشاركة والتعاون في كل قضايا المجتمع.
وتقول د. دعاء صلاح الدين، أستاذ التربية: لا شك أن اصطحاب المرأة لأبنائها أثناء المشاركة في الانتخابات يعلمهم قيمة إدلاء الصوت ويعزز انتمائهم لوطنهم ولأن المرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر فإن لها تأثير كبير جدا في المشاركة السياسية، كما أن مشاركتها في العمل السياسي سواء مرشحة أو ناخبة ضرورة في ظل ما حصدته من العديد من المكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية منذ تولي سيادة
الرئيس عبد الفتاح السيسي لمقاليد الحكم. وتضيف: كما أن عنصر الشعور بالأمن والأمان يعتبر محرك رئيسي للمرأة والأسرة للنزول والمشاركة فما نعيشه حاليا من استقرار على كافة الأصعدة يدفع العديد من الأسر إلى الاستمرار في المشاركة .



ساحة النقاش