بقلم : إيمان الدربي
جاءت الكورونا لتبدل أحوالنا وكأنها رسالة سماوية من رب العباد تحمل معاني كثيرة لمن يريد أن يتفكر، فنحن جميعا كنا نعيش في عالم نلهث فيه، فهناك من يجري أكبر الصفقات ويحقق أعظم الأرباح وأصبح كل ما نريده من الأحلام من الممكن أن يتحول إلى حقيقة، فيمكن أن تشتهي أي شيء حتى ولو كان بينك وبينه بلاد وتطلبه عبر الإنترنت فيحضر إليك محملا لتستمتع به، وأصبحت مواقع التواصل نافذة على الدنيا كلها من خلال جهاز صغير بين يديك يطلعك على العالم كله وآخر المستجدات، وعلى الجانب الآخر هناك آخرون لا يجدون حتى لقمة العيش بل وغابت الألفة والمودة والسكينة وأحيانا الحب بين أفراد العائلة الواحدة فالكل يلهث بين العمل والحياة ولا يرى إلا ذاته واحتياجاته ورغباته وكيفية إشباعها، أما الطبيعة فقد اختلت، فالكثير من الحيوانات ماتت أو انقرضت، وازداد التلوث في كل مكان على الأرض وحتى في السماء، وامتلأ البحر بالنفايات التي نرميها بأنفسنا لتموت الأسماك ويحدث ثقب الأوزون ويزداد لتتبدل درجات الحرارة وتختلف في كثير من الدول، وفجأة وفي ظل كل هذا الصخب ظهر فيروس كورونا لتكون النصيحة الأولي لكل الشعوب هي البقاء في المنزل ليستغنى معظم الناس عن غرائزهم ويختبئوا خوفا من الفيروس، فيقتربوا من بعض ويلتحم أفراد العائلة الواحدة في المنزل، فلم يعد هناك خروج، ومع غياب رحلات الطائرات تعافت السماء والتحم ثقب الأوزون ورجعت الطيور والحيوانات تعيش على طبيعتها، وفرغت الشواطئ من الناس فلم يعد هناك تلوث في المياه، فرجعت الأسماك لطبيعتها، ومع ازدياد الموت من حولنا أصبح الناس أكثر حبا وتآلفا وودا وخوفا على الآخرين، وكانت الرسالة القوية من رب العباد لمن الملك اليوم، فكل ما تملكون من علم وأموال وعلاقات وأدوية ودراسات وأبحاث لم يحميكم من فيروس خلقه الله إلا برحمته سبحانه وتعالى.
رسالة سماوية من رب العباد لخلقه لعلهم يتفكرون.
ساحة النقاش