كتبت : سكينة السادات
يا بنت بلدى.. حكيت لك الأسبوع الماضى طرفا فما قاله لى الابن عمر 23 سنة وكان عمه وهو قريب للأسرة يعيش فى مدينة بنى سويف بالصعيد وهو الحاج عبدالستار قد هاتفنى طالباً منى مقابلة ابن شقيقه الراحل الذى يتولى رعايته هو وإخوته بعد وفاة والدهم والذى يدرس بكلية الإعلام قسم صحافة بجامعة القاهرة، وعلى الفور تناهى إلى ذهنى أن الحاج عبدالستار يرغب فى أن ألحق ابن شقيقه عمر بالعمل والتدريب بدار الهلال، وجاء عمر لمقابلتى وسعدت بلقائه فهو شاب محترم نابه وله محاولات جميلة فى الكتابة، وهو أيضاً قارئ جيد ولكن مشكلته لم تكن فى الالتحاق بالتدريب أو العمل بل كانت مشكلة أخرى قال إنه لم يجد من يفضفض بها إليه إلا أنا، فأنا بمثابة أمه أو عمته، وأنا فعلا كذلك، إذ أنهم أسرة محترمة، حيث يملك الحاج عبدالستار شركات لحلج الأقطان وكنت قد زرتهم منذ سنوات لإجراء تحقيق صحفى عن حلج القطن طويل التيلة ومشكلته، ووجدت عندهم الكرم والترحاب الكبير، وتعرف العائلة والناس أجمعين كيف أكرم الحاج عبدالستار أولاد شقيقه حسن الذى توفى فى ريعان الشباب وترك له ثلاثة أولاد قام عمهم عبدالستار بتعليمهم وتزويجهم على أكمل وجه، بل كان دائماً يفضلهم على أولاده خاصة بعد أن توفت أمهم بعد وفاة والدهم بخمس سنوات، وأصغر الأبناء هو عمر صاحب هذه الحكاية الذى فضفض لى قائلا: إن بنى سويف كلها تعرف أن آية ابنة عمه عبدالستار صاحب الأفضال عليه وعلى إخوته الذى لا يزال حتى اليوم يودع نصيب شقيقه الراحل حسن فى الأرباح فى حسابات أبنائه حسب الشرع، الكل يعرف أن عمر سوف يتزوج آية 17 سنة التى لا تزال فى المدرسة الثانوية وهى جميلة ومحترمة لكنه للأسف لا يحبها ولا يكرهها بل هى عنده مثل أخته زينة تماماً، وخلاصة الموضوع أنه لا ينام ولا يستطيع أن يفضفض لأحد عما فى داخله حيث إنه شعر بحب شديد بل حب مر لإحدى زميلاته بكلية الإعلام، وقد حدث الأسبوع الماضى ما زاد قلقه وحيرته، وكانت مفاجأة كبيرة للابن عمر الذى جاء يحدثنى فيها ويطلب حلاً!
***
قال عمر: فوجئت بعمى عبدالستار صاحب الأفضال التى تغمرنى أنا وإخوتى والمعاملة التى لم أرها حتى من والدى نفسه يقول لى ضاحكاً:
- الظاهر يا عمر إن البنت آية كبرت خلاص وبقت عروسة تصور إن عمك الحاج حسين صديقى طلب إيدها لابنه أشرف المحامى وطبعاً أنا قلت له إن آية موعودة من صغرها لعمر ابن أخويا حسن الله يرحمه، وأنا عارف إنك ؟؟؟؟؟؟؟؟ آية ومبسوط من تفوقها فى الدراسة، يالله يا عم عمر خلص الإعلام قوام علشان نفرح بيك أنت وآية وبعدين يا سيدى نبقى نفتح لكم جرنال جديد فى بنى سويف، وقهقه عمى فى سعادة وبشر، وبالطبع لم ينتظر تخليص؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ على الموضوع ولا نعرف حكاية!
قال عمر: يا عمتى.. ماذا أفعل وأفضل أن أموت قبل أن أصدم عمى صاحب الفضل علي أنا وإخوتى ماذا أفعل؟ وبكى عمر كثيراً.
***
أيها الابن الكريم.. ما زلت فى الثالثة والعشرين من العمر وفى هذه السن المبكرة تكثر المشاعر الرومانسية، اقترب أكثر من بنت عمك فهى لا ينتقصها شئ وربما تحبها وابتعد عن زميلتك فإن الجو غير مهيأ لوجودها.. ودع الأيام والزمن يفيدانك وساعد نفسك على أن تسلك السلوك السليم والله يوفقك!
ساحة النقاش