بقلم : طاهــر البهــي
كان كل شيء مهيئا لنصر مبين من عند الله سبحانه، وكانت علامات النصر تبدو كشهب مضيئة في سماء المحروسة، ومن يرجع بذاكرة الوثائق إلى الساعات القليلة التي سبقت العبور يدرك أن مصر كانت على موعد مع الانتصار، وأن هناك علامات وبشائر تشير إلى اقتراب لحظة العبور، لعل من بينها ما تردد عن زيارة شيخ الأزهر الأسبق العالم الجليل عبد الحليم محمود إلى منزل الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وأخبر الشيخ الجليل عبد الحليم محمود، الرئيس البطل بأنه رأى رؤية في منامه أن الجيش المصري العظيم يعبر قناة السويس وأن الله يبارك النصر، وكان السادات كتوما فلم يبح للشيخ بما أعده من عدة، ولكنه أومأ برأسه ولم يعلق، وكان ذلك ليس سوى بشرى تطمئن به القلوب، ومن غرائب القدر لمن يعود إلى سجلات الإذاعة المصرية ووثائقها الصوتية، ما حدث عند نقل شعائر صلاة الفجر، وكانت الشعائر مقامة بمسجد مولانا الإمام الحسين رضي الله عنه، كان قارئ قرآن الفجر المشهود، هو القارئ الشيخ الراحل محمد أحمد شبيب قارئ الإذاعة المصرية، الذي ألهب المصلين ومعهم ملايين المستمعين في ربوع مصر وخارجها، حماسا وخشوعا مع نسمات منعشة من فجر يوم السادس من أكتوبر 1973، العاشر من رمضان، كان يقرأ من سورة آل عمران آيات تتحدث عن الشهادة في سبيل الله، وظل يكرر الآيات في صوت خاشع مهيب، قال بعض من حضروا الشعائر في فجر ذلك اليوم أن هواء باردا منعشا قد غشيهم فانتعشوا وتمايلوا مع تجويد الشيخ، ولكن الأجمل أنهم استشعروا أن نصر الله على الأبواب وأن العبور قادم، وبعد أقل من ثماني ساعات كانت نفس الموجة تبث بيان العبور.. بيان العزة والكرامة..
ساحة النقاش