تقرير: محمد الشريف

رغم أنه كان لدرية شفيق الفضل فى دخول النساء إلى البرلمان بعد قيادتها مظاهرة نسائية قوامها 1500 امرأة "فبراير 1951" اقتحمن مقر مجلس النواب ليقتنصن قانونا ينص على حق بنات جنسهن في التصويت والترشح للانتخابات إلا أن امتدادها من النساء لم يكنّ أقل منها إصرارا ومثابرة فى خوض المعترك السياسي وحصد مقاعد برلمانية ليتركن بصماتهن فى الحياة النيابية المصرية.

أسماء خلدها التاريخ لنائبات كان لهن أثر كبير تحت قبتي الشيوخ والنواب نستعرض بعضها فى السطور التالية..

1- راوية عطية

أول برلمانية مصرية، قال عنها عبد الناصر "لقد آمنت بكفاح المرأة المصرية المتمثل في كفاح راوية عطية"، نشأت في عائلة سياسية، وقادت تظاهرة ضد الاحتلال الإنجليزى في القاهرة عام 1939، وفى عام 1957 ترشحت لعضوية مجلس الأمة عن محافظة القاهرة ليسجل اسمها في التاريخ باعتبارها أول امرأة مصرية وعربية تنجح في دخول البرلمان، وناقشت تحت القبة عدة قضايا منها "المطالبة بتعديل مشروع لائحة الجامعات وتطويره، مقترحا بمشروع قانون لتنظيم الأسرة، وطالبت وزير الشئون الاجتماعية بتنفيذ المشروع الخاص بإنشاء مكاتب للتوجيه الأسرى والاستشارات الزوجية.

2- شيخة المحامين

تعد د. مفيدة عبدالرحمن أول محامية مصرية وإحدى أهم النساء تحت قبة البرلمان حيث كان لها عدة معارك داخل البرلمان بعدما نجحت في الانتخابات عام 1964، وخلال 17 عاما مدة تواجدها تحت القبة كان لها بصمة واضحة حيث طالبت بتعديل المادة الخاصة بالحضانة ورفعها لـ 9 سنوات بدلا من 7 سنوات للولد ومن 9 إلى 11 سنة للبنت وإضافة 3 سنوات أخرى لها بعدها يضم الابن للأصلح من الأبوين، كما ناقشت مشكلة خصم استبدال المعاش مدى الحياة للموظفين بالحكومة لكن لم تنجح إلا أن يكون الخصم حتى سن ستين فقط، ويأتى إصرار مفيدة على تعديل قانون يحمى الورثة المستحقين في المعاش من استيلاء الدولة على نصيب من يتوفى أهم المعارك الشرسة التي خاضتها داخل البرلمان والتي كانت تؤكد أن هذا النصيب من الضرورى توزيعه على باقى الورثة.

3- فايدة كاملة

لم تقل شهرة فايدة كامل كنائبة برلمانية عن شهرتها كفنانة لتحفل مسيرتها بالنجاح فى كلا الدورين، ترشحت عن دائرة الخليفة بالقاهرة عام 1971 لترأس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بالمجلس، ومثلت المرأة المصرية في كثير من المؤتمرات الدولية العربية والأفريقية والأوروبية باعتبارها نائبة برلمانية، ودافعت في جلسات البرلمان عن حقوق المرأة التى نص عليها الدستور خاصة قانون إعطاء الجنسية المصرية لأبناء الأم المتزوجة من أجنبى، والخلع والأحوال الشخصية، وأعدت مشروع قانون للحفاظ على التراث السينمائى المصرى والذي يعد آخر أعمالها في رئاسة لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بالمجلس إلى أن رحلت في 21 أكتوبر عام 2011.

4- أصغر نائبة

لم تخش شاهيناز النجار منافسة 14 مرشحا لها على مقعد الفئات التي رشحت نفسها عليه عن دائرة المنيل رغم قلة خبرتها السياسية وصغر سنها وقتئذ والذي كان 36 عاما ما جعلها محط الأنظار خاصة بعد فوزها بانتخابات عام 2005، تولت منصب أمين صندوق لجنة الثقافة والإعلام والسياحة، وكانت استقالتها من عضوية المجلس بعد أن تزوجت من أمين التنظيم وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى آنذاك المهندس أحمد عز مثار جدلً بين النواب.

5- وكيلة المجلس

تعد آمال عثمان من أبرز الشخصيات الوزارية التي تولت عدة مناصب داخل البرلمان، حيث شغلت منصب وزيرة للشئون الاجتماعية "وزارة التضامن الاجتماعى حاليًا" منذ عام 1978: 1996، ترشحت عن دائرة الدقى عام 1990، وتولت أول منصب لها بمجلس الشعب وهو وكيلة المجلس عن الفئات، ثم رئيس للجنة الشئون الدستورية والتشريعية إلى أن قررت اعتزال العمل السياسي والحزبى في مايو 2011.

6- أول سيدة

حفلت مسيرة د. فوزية عبد الستار، أستاذ القانون الجنائى بجامعة القاهرة بالعديد من الإنجازات والتى لازمها وصف "لأول مرة" حيث كانت أول سيدة أستاذ قانون جنائي في مصر، وأول رئيس لقسم القانون الجنائي بجامعة القاهرة، وأول وكيلة لكلية الحقوق، وأول مستشار قانوني للجامعة، وأول سيدة تتولى التدريس في كلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة على مدى 30 عاما 1980-2010، وأول رئيسة للجنة الشئون الدستورية والتشريعية 90-95 ومقررة اللجنة التشريعية للمجلس القومي للمرأة عام 2000، وقد أهلتها حصيلتها العلمية لترك بصمة واضحة فى تاريخ المرأة النيابية، كما كانت إنجازاتها سببا فى حصولها على جائزة الدولة التقديرية 2002، والأم المثالية لجامعة القاهرة لعام 2007/2008، وجائزة جامعة القاهرة التقديرية 2001، وهي إحدى السيدات اللاتى كرمهن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن النماذج الناجحة لسيدات في المجتمع خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية لعام 2019.

7- د. آمنة نصير

تمتعت النائبة البرلمانية د. آمنة نصير باحترام وتقدير الجميع نظرا لقامتها العلمية والدينية حيث تعمل أستاذ للعقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر وعميد سابق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية فرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، علاوة على عضويتها فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وفى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، فضلا عن أنها ممثلا جيدا للمرأة، تقلدت العديد من المناصب داخل مصر وخارجها، فقد عملت أستاذ زائر فى جامعة ليدن بهولندا، وقامت بالتدريس فى الأكاديمية الإسلامية بالنمسا.

8- الشورى وراهبة الفن

من المفارقات الغريبة أن الأسماء النسائية التي انضمت لعضوية الشورى "الشيوخ حاليا" كانت لرائدات كل في مجالها، من بينهن الفنانة الراحلة أمينة رزق والملقبة برائدة المسرح والتى شاركت في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس الراحل حسني مبارك - يونيو عام 1994 - وكانت ضمن تشكيل اللجنة الثقافية والاجتماعية، ونالت العديد من الجوائز والتكريمات منها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما ورد اسمها ضمن الموسوعة القومية للشخصيات المصرية البارزة وفق هيئة الاستعلامات.

9- مديحة يسري، سمراء النيل

كانت من أشهر النجمات التي حظيت بمشاركة الرجل في الشيوخ، حيث شاركت في المجلس في فترة التجديد النصفي للدورتين الـ 18 والـ 19 وشاركت في عضوية لجان الثقافة والإعلام والسياحة ولها رصيد هائل من العطاء الفني والسيرة العامرة.

10- أم الإذاعيين

هى صفية المهندس، أول مذيعة في الإذاعة المصرية والملقبة بـ "أم الإذاعيين"، وهي من مؤسسي الإذاعة المصرية ومن أوائل الأصوات النسائية، وقد شاركت في ركن المرأة والذي تحول إلى برنامج "ربات البيوت" الذى قدمت فيه حلولا لمشاكل كثيرة كانت تبعث لها عن طريق البريد على عنوان الإذاعة في البرنامج، وحازت على العديد من الجوائز من وزارة الثقافة والإعلام ونقابة الأطباء.

11- أشهر مؤرخة للكنيسة

تعد الدكتورة إيريس المصري، من أشهر مؤرخي الكنيسة القبطية التي كان لها دور فاعل تحت قبة مجلس الشيوخ، وهي كاتبة بارعة ورائدة للفكر الكنسي، عينها البابا كيرلس السادس رائدة عامة لشابات الكرازة المرقسية عام 1966، كما عينها البابا شنودة الثالث عضو في لجنة مراجعة السنكسار عام 1972، وانتهت عضويتها بالمجلس في التجديد النصفي للدور الثالث.

12- النابغة الاقتصادية

كانت د. حمدية زهران، زوجة الدكتور علي لطفي، رئيس وزراء مصر السابق واحدة ممن استضافتهم جدران مجلس الشيوخ، حيث كانت مسيرتها المشرفة عاملًا رئيسيًا في وصولها إلى مجلس الشيوخ والذى ظلت فيه عضوا من الدور العاشر وحتى الثامن عشر، وحصلت على وسام الجمهورية في العلوم والفنون، ولها أبحاث مهمة منها الأرقام القياسية للأسعار في مصر والاستقرار الاقتصادي، ومصادر تمويل التنمية الاقتصادية في مصر.

13- عميدة الصحفيات

لم تكن الكاتبة الصحفية أمينة السعيد من رائدات العمل الصحفى فى مصر وحسب بل كانت ضمن الأسماء الإعلامية والأدبية البارزة التي كان لها دور فعال تحت قبة الشيوخ، حيث شاركت من الدور الأول وحتى السادس، ولها العديد من المؤلفات منها "وحي العزلة، ومشاهداتي في الهند، وآخر الطريق، والجامحة، ووجوه في الظلام".

14- محاورة الرئيس

فى عام 1980 تم تعيين همت مصطفى، إحدى رائدات الإذاعة المصرية بعضوية مجلس الشورى، وانفردت بمحاورة الرئيس السادات من داخل بلدته ميت أبوالكوم بمحافظة المنوفية، ووقتها قال عبارته الشهيرة "همت يا بنتي".

عصر التمكين

شهدت وتيرة نسب تمثيل المرأة بالبرلمان المصرى هبوطا وصعودا منذ بداية خوضها المعترك الانتخابى ورغم تسجيلها نسب عالية فى بعض الفترات لكن يظل الفصل التشريعى 2015 : 2020 الأكثر تمثيلا للمرأة بعد أن حصدت 89 مقعدا، بالإضافة إلى تخصيص كوتة لها فى التعديلات الدستورية الأخيرة لتضمن نسبة تمثيل وصلت إلى 25% قابلة للزيادة فى دورة البرلمان المقبلة، فضلا عن نسبة تمثيل عادلة بمجلس الشيوخ والمحليات الأمر الذى ترجم لواقع ملموس فى مجلس الشيوخ الذى حصدت خلاله 27 مقعدا من بينها 7 مقاعد بالتعيين من قبل الرئيس.

ومع انطلاق ماراثون الانتخابات وخوض الكثيرات التجربة بعد أن أثبتن 89 نائبة كفائتهن وقدرتهن على تحمل المسئولية وتمثيل بنات جنسهن بصورة مشرفة نتطلع من المرأة المصرية مشاركة إيجابية ودعم المرشحات لتزداد نسبة النائبات اللائى يعبرن عن مشكلات المرأة ويدافعن عن قضاياها وقضايا الوطن.

المصدر: تقرير: محمد الشريف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 257 مشاهدة
نشرت فى 6 نوفمبر 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,466,663

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز