عندما غنت فيروز لمصر "كتب النيل على شاطئيه قصصا بالحب تلتهب" لم تكن تبالغ بل هي الحقيقة, فمنذ فجر التاريخ وأعظم حكايات الغرام كان النهر الخالد طرفا فيها..
فتعالوا معنا أيها الأصدقاء ندخل كتاب الحكايات وما بين الأساطير والقصص الواقعية نتعرف على أشهر روايات العشق والهيام التي نسجت خيوطها على شاطئ النيل..
الحب يقهر الغدر
"الحب يعيد القتيل للحياة".. هذا ما شهده نهرنا الخالد منذ آلاف السنوات.. ففي عالم الأساطير الفرعونية عندما غدر "ست" بأخيه أوزوريس وقتله ومزق جسده ووزعه في أقاليم مصر المختلفة فجعت زوجته المحبة إيزيس وأخذت تجمع أشلاء جسده الممزق وكانت دموعها هي إكسير الحياة الذي أعاده إليها مرة أخرى لينجبا ابنهما حورس الذي انتقم لأبيه واسترد عرشه من عمه الذي غدر بوالده.
الحب أهم من العرش
"سيد العاشقين" هكذا كان لقب الملك العظيم أمنحتب الثالث من الأسرة الـ18 في مصر القديمة والذي أحب فتاة لا تجري في عروقها دماء ملكية, وعندما أراد الزواج بها واجه عقبات كثيرة وكاد أن يضحي بعرش مصر لكنه الحب الذي ظهر جليا في آثاره فلها تمثال وهي جالسة بجواره في نفس حجمه ما يدل على مكانتها التي ظهرت في العديد من الرسومات على المعابد.
الحب في "أبو سمبل"
"حتى بعد الموت يظل القلب ينبض بالحب" هذا ما كان بين الملك العظيم رمسيس الثاني وزوجته الجميلة المحبوبة نفرتاري والتي كانت الزوجة الرئيسية له وكان لها مكانتها الكبيرة في الحياة العامة وفي قلب الملك.
وقد تجلى حبه لها في أنه لم يسبق لزوجة فرعون قبلها أن بنى لها الملك معبدا خاصا بها كما فعل رمسيس الثاني الذي بنى لزوجته واحدا بجوار معبده في "أبو سمبل", وبعد وفاتها أمر ببناء مقبرة لها تعد الأروع بين مقابر الملكات.
شهيدة الغرام
عندما وقعت إيزادورا ابنة حاكم إقليم شمال الصعيد الإغريقي في حب الضابط المصري لم تكن تعرف بالمأساة التي تنتظرها فلا يمكن أن يرضى والدها بأن يتوج هذا العشق بالزواج, فكانت تترك قصرها الواقع على النيل في المنيا وتذهب سرا لمقابلة حبيبها على الضفة المقابلة, وعندما انكشف أمرها ومنعها والدها بالقوة استطاعت الهرب وركبت القارب, ووسط النهر رمت بنفسها لتستقر في قاع النيل الذي شهد أول شهيدة للغرام.
عاشق بنات البادية
يبدو أن تيمة صاحب الجاه الذي يخطف الحسناء من حبيبها لها أصولها التاريخية التي وقعت أحداثها أيام الخلافة الفاطمية, فالخليفة الآمر بأحكام الله كان مغرما ببنات البادية وذات مرةحدثوه عن فتاة رائعة الجمال فذهب بنفسه ليراها فخطفت قلبه ليقرر أن يتزوجها رغم أنقلبها كان يهوى ابن عمها, لكن كيف لها أن تقف أمام اختيار الخليفة وترحيب أسرتها به, وقد علم الآمر بذلك الحب لكنه ظل محتفظا بحبيبته, لكن كانت للأقدار كلمتها فلقى حتفه مذبوحا نتيجة خلافات سياسية.
الفوارق القاتلة
من أشهر حكايات الغرام في العصر الحديث قصة حسن ونعيمة والتي تم تقديمها في العديد من الأعمال الفنية, وأحداثها وقعت في الصعيد عندما أغرمت بنت الأصول بحسن المغنواتي, سحرها صوته واندفعت في حبها وسط مجتمع لا يعرف معنا للمشاعر أمام الفوارق الاجتماعية التي صرعت حسن برصاص الغدر لتسيل على شاطئ النهر دماء أحد شهداء الغرام.
ساحة النقاش