بقلم : د.نيڤين فهمي
فى مجتمعاتنا العربية ظواهر سلبيةكثيرة لكن فى الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة إدمان التكنولوجيا بشكل كبير جدا خاصة عند الأطفال الذين اعتادوا ممارسة الألعاب الحديثة التى تسبب فى تنامى سلوكيات العنف لديهم بينما أصابت آخرين بالتوحد نتيجة لممارستهم تلك الألعاب لساعات طويلة وقضاء أوقاتهم فى عالم افتراضى بعيدا عن الواقع، ولم يسلم الكبار من مخاطر تلك الألعاب التى ساهمت الهواتف الذكية فى انتشارها والتى أصبحت الصديق المقرب للشباب.
وللحد من مخاطر تلك الألعاب على أطفالنا وشبابنا لابد من خلق عالم موازى للذى يجدونه فى ممارستها والذى يمكن استبدالة بالدفء الأسرى الذى افتقدته العديد من الأسر المصرية بسبب انشغال الكبار بالتكنولوجيا الحديثة وما تقدمه من تطبيقات عصرية تسرق الوقت، وأدعو الآباء أن يكونوا قدوة لأبنائهم حتى يتمكنوا من تجنيب ذويهم المخاطر الصحية والنفسية لتلك الألعاب, وذلك من خلال تقنين الأوقات التى يقضونها على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى وتخصيص أوقات للتواصل مع أبنائهم وفتح قنوات حوار واتصال معهم، كما يمكن استبدال تلك الألعاب بأخرى جماعية يشارك فيها جميع أفراد الأسرة كالشطرنج والكوتشينا وغيرهما من الألعاب التقليدية والتى تسهم فى تنمية مهارات الأطفال وتقويةالروابط الأسرية.
وأدعوى الآباء لمتابعة المحتوى الذي يشاهدهالأولاد على الإنترنت وذلك لحمايتهم من أى فكر لايتفق مع عاداتنا وتقاليدنا، فالتكنولوجيا مفيدة جدا إذاأحسن استخدامها وشديدة الضرر إذاأسيءاستخدامها, فهى سلاح ذو حدين، وقد لمسنا كوارث صحية عانى منها أطفال كثر بسبب الإفراط فى استخدام التكنولوجيا كضعف البصروتلف الأعصاب و أحيانا مشاكل نفسية مثل التوحدوالقلق والاكتئابوالموت المفاجئ، وقد أثبتت الدراسات أن المكوث أمام الأجهزة الذكية فترات طويلة تؤثر على فقرات الظهر والرقبة وتقتل الخلايا, وفي بعض الأوقات تؤدي إلى فقدان الذاكرة.
وأخيرا أولادنا أمانة لازم نحافظ عليهم ونعتنى بهم ليسفقط فى المأكل والملبس والنظافة الشخصية بل يجب متابعتهم دون أن يشعروا حتى لا يؤثر ذلك على حجم الثقة بينهموآبائهم، وللأم النصيب الأكبر من متابعة أولادها ليسفقط اختيار المحتوى الذى يشاهدونه عبر الإنترنت بل تقليل عدد الساعات التى يقضونها أمام الأجهزة التكنولوجية، ومن العادات الجميلةالتى أتمنى من الأسر اتباعها ممارسة الرياضة لأنها تخرج جزءا كبيرا من طاقتنا بشكل إيجابى وتفيد الجسم والنفسية، وإذا ما اعتاد ابناؤنا ممارستهاسوف يقل بلا شك استخدامهم للتكنولوجيا.
ساحة النقاش