كتبت : سكينة السادات
يا بنت بلدى نقول هذا المثل للفتاة التى تخشى أن يفوتها قطار الزواج بعد أن تغادر العشرينات من العمر فتبادر بقبول عريس لا تتوفر فيه الصلاحيات للزواج! وللأسف معظم الفتيات يعتبرن التواجد فى البيت بمثابة (الخزانة) أى الحبس, ويظنون أن الزواج هو الحرية والانطلاق ولا يحسبن أية حسابات لضخامة المسئولية خاصة إذا كان الزوج من نوع الرجال الذين لا يتحملون المسئوليات أو يكون عصبيا أكثر من المعتاد أو يكون بخيلا, المهم أنه جرس إنذار لكل فتاة في سن الزواج أو حتى بعده أي من تعدين سن الثلاثين.. أقول لهن: احذرن التسرع فى اختيار شريك الحياة حتى لا يحدث التنافر وعدم التفاهم وينتهى الأمر لا سمح الله بالطلاق الذى أصبح هذه الأيام وباء كريها فى مصر مثل وباء الكورونا وأصعب! فقد دلت الإحصائيات الرسمية على وقوع طلاق كل دقيقتين ونصف! ويا للعجب.. إن الكل يعرف أن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله ومع ذلك أصبح لا أحد يتحمل أحدا وسهل لهم أن يلجأوا إلى الطلاق, ويقينا لو حدث طلاق مرة واحدة فى العمر فإنه يؤثر سلبيا على الطرفين لباقى العمر خاصة إذا كان هناك أطفال! لذلك أكرر احذروا رجالا ونساء التسرع فى قرار الزواج ولا تقدموا على قبول الزيجة إلا بعد التيقين من وجود إرادة قوية من الطرفين على التواصل والاستمرارية مهما كانت التضحية والله يوفق أهل مصر ويمنع عنا وباء الكورونا والطلاق.
***
قارئتى سوسن (33سنة) قالت لى: سوف أحكى لك حكايتى بكل صدق وأمانة وأترك لك حرية اختيار مصيرى فأنا الآن فى حالة حيرة شديدة عمن يقف إلى جانبى ويرشدنى إلى الصواب, لذا لجأت إليك لكى ترشدينى وأعرف أنك تتصرفين مع قرائك وقارئاتك كأم حنون وتقدرين ظروفهم جيداً بكل شفافية وصدق !
إننى من أسرة متوسطة الحال, فقد كان أبى -رحمة الله عليه- صاحب تجارة يشترك فيها مع عمى الذى يصغره بعدة سنوات وشرح لنا والدى أن تلك التجارة وراثة عن والدهما, وأن عمى وأبى لهما نفس النصيب ونفس الأرباح والصلاحيات, وكنا أنا وأخواى الكبيران نعيش حياة هائمة ميسورة لا أسمع من والدى أية شكوى من أخيه, بل كان يعتبره والدى مثل ولديه تماما, وعندما تزوج عمى من فتاة قريبة لنا كانت تعتبر والدى ووالدتى مثل والديها تماما وكانت الأمور كلها على ما يرام, والتحق أخواى بالجامعة وحصلا على شهادات البكالوريوس فى كلية التجارة, والتحقت أنا بكلية الحقوق وتخرجت بل حزت درجات عالية وصلت إلى الامتياز مع مرتبة الشرف, لكن للأسف لم أستطع الوصول إلى أن أعين معيدة إذ سبقتنى إليها ابنة أحد الأساتذة الكبار بالكلية وتم تعيينى فى وزارة العدل وأصبحت الآن فى موقع مهم فى الوزارة, وسوف أحكى لك ما جرى لنا فى السنوات العشر الأخيرة التى عانينا فيها الكثير إذ كسدت تجارة أبى وعمى بل انهارت تماما بعد الأحداث والفوضى التى جرت فى مصر التى تسببت فى إفلاس الكثير من التجار وإغلاق أكثرية المشروعات وشركات القطاع الخاص وتغير الحال من يسر وعز واكتفاء إلى ضيق وعسر وحنك خاصة بعد أن تراكمت الديون على أبى وعمى وتفاقمت مبالغ الضرائب عليهما فقررا إغلاق تجارتهما وبيعها لسداد الديون المتراكمة هنا وهناك, وكان ذلك هو الحل الوحيد للمشكلة!
***
واستطردت قارئتى سوسن.. نزل أخواى إلى العمل الوظيفى وكانا بفضل الله قد تزوجا قبل إفلاس أبى وصار لكل منهما بيت وزوجة وأولاد وكنت أنا الوحيدة المقيمة فى البيت والتى أحست بالضائقة التى يعانيها أبواي, وكنت أنفق كل راتبى فى البيت حتى أخفف العبء عليهما, ثم كانت المأساة عندما توفى أبى فجأة إثر أزمة قلبية مفاجئة ومرضت أمى حزنا على ما جرى لنا, وصرت أنا المسئولة عن البيت والمصاريف وعلاج أمى وكل شىء رغم راتبى الحكومى البسيط, لكننى بفضل الله سبحانه وتعالى لم أشعر والدتى بأى شىء, وقبل إفلاس تجارة أبى وعمى كان بعض العرسان قد تقدموا لى ولم أجد منهم من يناسبني ولم أكن قد ارتبطت عاطفيا بأى أحد وأنا فى الجامعة, ثم توالت السنوات العجاف علينا وبالطبع لم أفكر فى الزواج لمرض أمى وحاجتها إلى وجودى إلى جوارها, ولم يتقدم لى أى عريس بعد أن بيعت تجارة أبى رحمة عليه وفوجئت بأننى وصلت إلى سن الثالثة والثلاثين دون أن أتزوج أو أرتبط بأى رجل, ثم كانت المفاجأة عندما تقدم لى عريس بعد انقطاع العرسان وتضاربت الآراء حوله وحول ظروفه والأسبوع القادم أكمل لك الحكاية.
ساحة النقاش