بقلم : إقبال بركة
قديما قالوا » اضحك تضحك لك الدنيا « فقد خصنا الله تعالى بالضحك دونا عن كل الكائنات الحية، إن بعض الناس قد لا ينطقون ولكن كل الناس يضحكون، وقد كنا من أكثر شعوب العالم ضحكا.
أذكر فى طفولتى أن الإذاعة المصرية كانت تذيع عصر كل يوم برنامجا يوميا اسمه ساعة لقلبك كنا ننتظره لنضحك من قلوبنا مع فنانين صاروا نجوم الكوميديا المصرية بعد ذلك، منهم الفنانون عبد المنعم مدبولى، وفؤاد المهندس، وخيرية أحمد، والدكتور شديد، والثنائى أبو لمعة والخواجة بيجو وغيرهم.
ثم جاءت دفعة جديدة من الفنانين الذين لمعوا فى المسرح الكوميدى ثم التليفزيون بعد ذلك مثل الفنان أبو بكر عزت، والفنانة شويكار، وعادل إمام، ومحمد عوض وغيرهم كثيرون ومازلنا نستمتع بمسرحياتهم عندما تعرض على قناة ماسبيرو إلى اليوم، ولم يكن يفوتنا فيلم لنجيب الريحانى وشكوكو وإسماعيل يس، كان العالم العربى كله يضحك لنكاتنا ويردد قفشات الفنان المصرى حتى نهاية السبعينيات، فلماذا تغير مزاج المصريين؟ لماذا أصبح الضحك بيننا كالعملة الصعبة؟ ونصيحتى لكل أم: عودى أولادك على المرح والضحك، فالهموم تتفشى فى كل زمان ومكان، إن العبوس والعصبية لن يحلا مشاكلنا، أما الضحك ففوائده كثيرة، اكتشف العلماء إن الضحك يمرن القلب وينشطه ويقوى عضلة القلب، كما يروح عن النفس وينسيها الهموم ويحمى الإنسان من الأمراض، إن الضحك يطيل عمر الإنسان ويزيد من كفاءة جهاز المناعة ويجدد خلايا الجسم كما أنه يولد فى الإنسان طاقات حيوية تجعله أقدر على تحمل الصعاب و المصائب، بينما عدم الضحك قد يسبب العديد من أعراض الأمراض العضوية مثل آلام الجسد والصداع واضطرابات المعدة والقولون والشعور بالإنهاك والكآبة والنكد، وقد يؤدى إلى البدانة، عندما يقبل بعض الناس على الأكل كى يتخلصوا من همومهم، فتزيد مشاكلهم.
وإذا كنت من سكان المدن الكبرى فأنت فى أمس الحاجة إلى الضحك ليخفف ما يسببه الضجيج لك ولكل أفراد العائلة من توتر واكتئاب وصداع بسبب مكبرات الصوت فى الأفراح والمقاهى والسرادقات العزاء، فبسبب التوتر أصبح سكان المدن عصبيين حادوا المزاج إلى درجة الدخول فى حالة من الاكتئاب والضيق والتوتر يؤثر على إنتاج الفرد ويقلل قدرته على التركيز.
قام أحد العلماء بتجربة حول الضحك فأخذ عينات من 10 متطوعين قبل مشاهدة فيلم كوميدى مدته نصف ساعة، ثم أخذ عينات كل 10 دقائق أثناء مشاهدة الفيلم وبعده، واكتشف أن هرمونات الضغوط تراجعت أثناء الضحك وبعده، كما اكتشف أن الضحك يخفف ضغط الدم.
الأهم من ذلك الفائدة الاجتماعية للضحك، فهو مثل زيت التروس فى الحوارات والأحاديث بين البشر، ويقول عالم نفس أمريكى إن الضحك لا يحدث عادة إلا ومعك آخرون فهو وسيلة من وسائل الاتصال وحيلة اجتماعية لإرسال إشارات نزع سلاح أو سلمية أو جذب الاهتمام.
وتقول عالمة صوتيات فى جامعة فريبورج: إن النساء يضحكن أكثر من الرجال على ما يقوله غيرهن، بينما الرجال أكثر قدرة على الإضحاك__
ساحة النقاش