بقلم : سمر الدسوقى
لاشك أن أوراق التاريخ تزخر بالكثير مما قدمته ومازالت تقدمه المرأة المصرية للوطن، لن أتحدث هنا عن نضالها منذ ثورة 1919 والتى شهدت مشاركة نسائية وطنية بأكثر من ثلاثمائة سيدة ضد المحتل الإنجليزى لتسفر عن سقوط شهيدتين هما شفيقة محمد وحميدة خليل، ولا عن استمرار هذا النضال فيما بعد ولسنوات طويلة حتى المشاركة فى ثورة يوليو 1952 ، ثم النضال من أجل الحصول على حقها فى الدخول والتمثيل بالبرلمان.
فكفاحها ضد العدوان الثلاثى فى بورسعيد من خلال كتائب الفدائيات، فدورها الملموس فى حرب السادس من أكتوبر سواء من خلال الجمعيات الأهلية أو زيارات الجنود بالجبهة أو تضميد الجرحى، وغيرها الكثير من الأداور التى لم تتردد المرأة المصرية فى القيام بها ودون دعوة أو تحفيز كلما احتاج الوطن لها، ولعل سطور التاريخ التى كتبت فى السنوات القلائل الأخيرة تسجل لنا صورا لا يمكن أن ننساها حينما وقفت المرأة المصرية بكل قوة وبسالة فى وجه الحكم الإخوانى الغاشم واستطاعت رغم كافة التهديدات التى وجهت إليها أن تنزل إلى أرض المواجهة وتكون فى طليعة الصفوف التى نادت برحيل هذا العدوان الغاشم عن مصر، ثم أكملت دورها فيما بعد بالمشاركة وبقوة بل وقيادة أسرتها وأصدقائها وجيرانها فى كافة الاستحقاقات الدستورية التى تلت هذا، سواء كانت انتخابات برلمانية أو رئاسية وغيرها، ومازالت حتى هذه اللحظة تحمل الراية وتقوم بدورها على أكمل وجه سواء من خلال تنشئة وإعداد أبنائها على حب الوطن وبذل كل ما يمكنهم فى سبيله، فمواجهة أى من الأوضاع الاقتصادية التى قد تطرأ من آن لآخر بحكم العديد من المؤامرات الداخلية والخارجية التى تستهدف الوطن، وإكمال المسيرة بالمشاركة السياسية فى أى من المحافل التى تتطلب تواجدها ومشاركتها، كل هذا كان نصب أعين قيادتنا السياسية، لذا استطاعت المرأة المصرية أن تصل اليوم تكليلا لكفاحها ونضالها على مر التاريخ إلى الحصاد، أو على الأصح إلى عصرها الذهبى الذى كرمت فيه على كافة الأصعدة، فتم تمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لتحصل على حقوقها كاملة فيما يتعلق بالتعليم والرعاية الصحية والتمثيل السياسى وتقلد كافة الوظائف بل والمناصب الإدارية العليا دون أى تفرقة أو تمييز بينها وبين الرجل، بل وتم مواجهة الكثير من الأوضاع المتردية التى كانت تعانى منها فيما يتعلق ببعض صور العنف الممارسة ضددها من خلال حزمة من القوانين، هذا بجانب اعتماد إستراتيجية متكاملة لتحسين أوضاعها على كافة المستويات لتكون وثيقة عمل للأعوام المقبلة ألا وهى إستراتيجية تمكين المرأة 2030 ، كما وضعت العديد من القرارات والإجراءات لمساعدتها وبخاصة إذا كانت من الفئات التى همشت كثيرا فيما قبل، فبدأنا نجد اهتماما بالمرأة المعيلة، والمرأة من ذوى الإعاقة، والمرأة التى عانت كثيرا من ظروف معيشتها ببعض المناطق الأكثر احتياجا، وغيرهن الكثيرات ممن برهنت القيادة السياسية على أنها تقدر دورهن جميعا فى الحياة وفى دعم ومساندة هذا الوطن، وهذا الشهرونحن نحتفل بيوم المرأة العالمى وكذلك يوم المرأة المصرية لا يسعنا سوى أن نتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان لقيادتنا السياسية على دعمنا جميعا كنساء على كافة الأصعدة، وأن نتقدم لك عزيزتى المرأة بالتهنئة فكل عام وأنت بخير.
ساحة النقاش