حوار : هبه رجاء

تبحث دائما عن الصعب لتتصدى له بكل شجاعة، تملك إرادة مهنية نادرة وهذا ما يميزها في المقام الأول، في حوارها مع "حواء" تكشف الإعلامية مرام سعيد عن استعداداتها لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي يطرق الأبواب، وتحدثنا عن ذكرياتها معه، وما تتمنى أن يتحقق في هذا الشهر الكريم، وعن برنامجها الجديد المنتظر في رمضان 2021 فإلى الحوار..

 

كيف جاء استعدادك كإعلامية لهذا العام؟

أستعد هذه الأيام لعمل حلقات برنامج عن الرحمة، يتناول الحديث عن الرحمة بكل الكائنات الحية التي خلقها الله، الرحمة بالإنسان، الرحمة بالحيوان أتمنى أن ينال إعجاب المشاهدين، أخيرا أتمنى أن يزرع الله الرحمة في قلوب البشر، الرحمة "بالإنسان والحيوان" على السواء، وأن تتغير ثقافة البعض ممن يدعون إلى قتل الحيوانات بحجة أن الأولى رعاية الإنسان، في حين نجد البسطاء هم من يهتمون بالحيوان، فلما لا يكون هناك رحمة وتعايش بين جميع مخلوقات الله؟!.

هل تسمحين باستعادة ذكرياتك مع الشهر الفضيل؟

بعين شاردة وكأنها تعود بذاكرتها للوراء قليلا تقول: طبيعة عملي خلال 18 سنة في الإعلام جزء كبير منها مختص بالشكاوى ومساعدة الناس، وخلال مشواري كنت من مؤسسي العديد من البرامج الشهيرة منها برنامج "واحد من الناس"، فكنا نقوم بعمل قوافل نطوف من خلالها المناطق الأكثر احتياجا في مصر، لتوزيع حقيبة رمضان وما تحويه من رزق، كان يسعدني جدا فرحة أهالينا بما نقدمه لهم، ناس بسيطة يفرحها القليل، وفي المقابل نتلقى دعوات كثيرة تسعدني بالطبع، هذا هو رمضان وما يعنيه بالنسبة لي، فرحة البسطاء ودعواتهم.

ماذا عن الصعوبات وأنك تقومين بهذا العمل في نهار رمضان؟

لم أشعر بالتعب مطلقا ولا أية صعوبات وأنا أقدم خدمة ترسم بسمة على وجه إنسان من أهالينا، بل أشعر بالفرح والرضا لما أقوم به، أتذكر أنني كنت أسافر من محافظة لأخرى أو من قرية لأخرى في يوم واحد لتوزيع الحقائب الرمضانية أو للاستماع إلى مشاكلهم.

تصمت لبرهة وكأنها تتذكر: لعل أكثر صعوبة كانت تواجهني من نظرة الشفقة في عيون البعض ليس لعمل الخير ذاته بل لتعبنا وعطشنا خاصة في أيام الصيف.

وذكرياتك على المستوى الشخصي؟

كنت أحرص دائما على ممارسة رياضة التنس في ساعات الصيام، والركض، بعدها أتوجه للإفطار، كما كنت حريصة أنا وصديقاتي أن نقوم بجمع المال قبل قدوم الشهر لتوزيعها أو لتجهيز مستلزمات رمضان، تأتي كلماتها أسرع قليلا وكأنها تذكرت شيئا مهما: لا أنسى ذكرياتي مع أسرتي، فرمضان دائما ما يذكرني بجدتي "رحمها الله"، دائما كنا نجتمع عندها وسفرتها العامرة بما لذ وطاب، ولمتنا كأطفال ولعبنا حول الكبار وشعورنا بالتعب بعد اللعب وإحساسنا بالجوع والعطش وانتظار موعد الإفطار بفارغ الصبر وتشجيع الكبار لنا بالصبر، ضحكاتنا حول سفرتها ولمتنا حول التليفزيون منتظرين عرض الفوازير لمتابعتها، أيام بالطبع جميلة لا تنسى ولا تعوض، أفتقد طعم رمضان زمان.

ماذا عن سهرات الشهر الكريم؟

تلمع عيناها بالفرحة: أتذكر أنني كنت في فترة أحرص على الذهاب للمناطق التي نشعر معها ببهجة رمضان، كالحسين، وخان الخليلي، تجعمي مع صديقاتي للذهاب لصلاة التراويح، تبتسم: قبل زواجي وأنا في بيت عائلتي كان زوجي يحضر لي "أيام الخطوبة" فانوسا كبيرا جدا، وكانت والدتي تشعر بامتعاض ويصيبها شيء من الضيق من كبر حجمه بسبب أين تضع كل هذا الفانوس، وكانت تطلب منه أن يأتي بفانوس أصغر حتى تجد له مكانا، بعد الزواج شعرت بمعاناتها بدخول زوجي عليّ بفانوسي الكبير وسؤالي لنفسي في أي ركن أضعه، ولكنني بالطبع لا أنكر مدى فرحتي به، وسعادتي بزوجي لتمسكه بهذه العادة التي تسعدني، فهو ووالدي يحرصان على إهدائي فانوس رمضان حتى الآن.

مشروب وطبق رمضاني لا يمكنك التنازل عنهما على مائدة الإفطار؟

أنتظر الصيام لتناول العرق سوس فأنا من عشاقه جدا، لذا تعلمت تحضيره، ثم تناول سبع تمرات، طبق لسان العصفور أساسي، أما باقي السفرة فهي كالعادة لا تختلف كثيرا عن باقي الأيام، وبالطبع لا أنسى طبق القطايف والكنافة.

كيف تعيشين بهجة الشهر؟

يتغير منزلي تماما قبل قدومه، ففي بيتي غرفة بها حجرة استقبال عربية، أحرص على فرشها بمفارش الجوخ المميزة، وتعليق صور لشخصيات لها ذكرى وتزيينها بالأنوار، ضاحكة: طبعا هناك ركن خاص لفوانيس الخطوبة الضخمة لعلها أكبر فوانيس في مصر، الصغير منها أوزعه على باقي المنزل، لا أنسى مفرش ترابيزة السفرة المزين بنقوش الخيامية، حتى الميكروويف لا أنسى وضع مفرش عليه به لمحة رمضانية، ويوجد ركن في منزلي أضع فيه سجادة الصلاة والمصحف الذي أقرأ فيه.

هل اختلف لديك الشهر قبل وبعد الزواج؟

قطعا اختلف، قبل الزواج نادرا ما كنت أقوم بشغل البيت، أما بعد الزواج فأصبحت مسئولة عن كل شيء التفكير في نوعية الإفطار، وتجهيزه، وتحضير الحلويات، ثم غسل المواعين بعد الإفطار، بعدها أبدأ في تحضير السحور، فبعدما كنت لا أقوم بعمل شيء في البيت أصبحت أقوم بكل شيء، وأهتم جدا بعمل توازن بين عملي وبيتي.

المصدر: حوار : هبه رجاء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 633 مشاهدة
نشرت فى 8 إبريل 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,457,663

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز