بقلم : إقبال بركة
أول كتاب قرأته فى حياتى كان بالمكتبة المجاورة للمدرسة وكان مجموعة قصص مصورة للأطفال، وكان باللغة الإنجليزية، مازلت أذكر إلى اليوم انبهارى الشديد بالكتاب، غلافه وصوره الملونة الكبيرة للحيوانات التى يحكى عنها، واقتربت أمينة المكتبة منى ثم سألتنى عن اسمى ومدرستى وعرضت علي كتبا أخرى، كل هذا وبواب العمارة يبحث عني في المدرسة حتى دلته زميلة لي رأتنى وأنا أدلف لمبنى المكتبة، تحولت المكتبة إلى مغارة سحرية تحوى عالما من البهجة، ألجأ إليها يوميا ليأخذنى منها البواب، ثم أحلم بشخصياتها في منامى، وقد كانت قراءاتي سببا لتفوقى لدرجة أن "أبلة حكمت"، مدرسة الفصل، اقترحت نقلى إلى صف أعلى، كان بى شغف كبير للمعرفة، وقد أدركت مبكرا أن الصحف مصدر مهم وحيوى للمعرفة فكنت ألتهم أي صحيفة أو مجلة تقع في طريقى، ومن أروع القصص التى قرأتها مرات عديدة رواية للكاتب الإنجليزي لويس كارول (الاسم المستعار لتشارلز دودجسون) تدور أحداثها حول فتاة صغيرة تدعى أليس حالمة ومغامرة صغيرة، تلهو في حديقة بيتها، وتلمح أرنبٌا وسيما، يرتدي بذلة أنيقة، وينظر إلى ساعته العتيقة، ثم ينطلق مُسرعًا، كما لو كان قد تأخر عن موعد مهم، تتبعه أليس، فتسقط في حُفرةٍ كبيرة، وإذا بها تُسافر مع الأرنب لبلادٍ عجيبة، وتمر بالعديد من المغامرات، القصة جذبتنى بشدة أراها تُنقذ فأرًا باكيًا، وتُحادث قطًا ضاحكًا، وتُقابل أميرة جميلة، وتلتقي بسُلحفاة حزينة، وتلعب مع ملكة هي في الحقيقة ورقة كوتشينة ! وتلتقي بشخصيات غريبة مثل الأرنب الأبيض "الشيشاير" وأرنب مارس الوحشي... رواية "أليس في بلاد العجائب" أدخلتني إلى عالم خيالي تحت الأرض يسكنه مخلوقات غريبة جعل الكتاب عملًا أدبيًا خالدًا، معلم من معالم الأدب العالمي البارز، قصص أخرى قرأتها فى طفولتى حددت مصيرى الذى لن أتنازل عنه، أن أصبح صانعة البهجة المكتوبة، أتواصل مع العالم عبر الحروف والكلمات، أصبحت مثل الطفلة "أليس" المبهورة بالأرنب، السائرة وراءه دون مقاومة.
ساحة النقاش