كتب : جلال الغندور
رمضان في بيت العائلة له طعم خاص، مهما كبرنا وكونا أسرة تظل هذه الذكريات عالقة في أذهاننا، تجلب لنا السعادة بمجرد تذكرها، د. منال محروس محمود، كبير مخرجى التلفزيون المصري ومدير عام وٱستاذ بكلية الإعلام، ضيفة "حواء" في هذا العدد، لتحكي لنا عن ذكرياتها مع رمضان في بيت عائلتها.
فى البداية تقول: مع قدوم رمضان كنت أنتظر وإخوتى الصغار دخول والدى ودعوتنا لشراء فانوس رمضان لنا جميعا كل حسب اختياراته ولكن كنا نتحسس الشراء طبقا لميزانية والدي، ولا أنسى صوت طبلة المسحراتي التي كانت تداعب مشاعرنا للاستعداد للصيام، ومن الذكريات الجميلة حرص والدي الإفطار مع جدتي لوالدي، وفى اليوم الثانى عند جدتي لأمى ليعلمنا الحفاظ على صلة الرحم ولكن أقف هنا إلى تجميع جدي لنا كل الأولاد والأحفاد قبل صلاة المغرب حتى الأذان للصلاة بنا جميعا ونذهب معه لصلاة التراويح، ولن أنسى جو الدفء والخير والبركة مع عائلتي قبل الإفطار حيث كنا نجهز مع والدتنا الطعام وبعده الصلاة ولكن كنا نتجمع لمشاهدة التلفزيون من مسلسلات وفوازير والذي كانت تجتمع حوله الجيران، وطبعا لن أنسى كوب الشاى بعد السحور الذي كان مفضلا لوالدي رحمة الله عليه بعد السحور وكيف كنا نتباري لعمله، فما أحلى لمة العيلة والحب بين الناس، فلو سألتني تحبي أجواء رمضان زمان ولا الآن أقولك إنني أبحث عن أجواء زمان.
وما المشروب والأكلة التى كانت مفضلة لك فى صغرك؟
عرقوسوس والدي كان يصنعه بنفسه ويصبه لنا بطريقة صانع العرقسوس لن أنسى طعمه أبدا، أما الأكلة هي الملوخية نحبها جميعا.
وهل تتذكرين من كان يدعو والداك لتناول الإفطار معكم؟
أكثر ناس بتتعزم عندنا الأقارب والنسايب كما نقول وجيراننا وأصدقاء والدتي، ولن أنسى أمي وتقديرها لنا كنت أود استضافة أصدقائى من الجيران والمدرسة فتقوم بعمل أحلى الأصناف التي يفضلها جيلنا وأحلى كنافة وقطايف كانت أمهاتنا تتباري في استضافتنا كل في منزل الآخر، أيام حلوة المذاق دافئة المشاعر قلوبنا عامرة بالإيمان والحب.
وما البرامج والمسلسلات التى لا تزال عالقة بذكرياتك الرمضانية؟
كنا مرتبطين بفوازير رمضان الفنانة القديرة نيللي ونذهب لبيت الجد لمشاهدة التلفزيون الملون لمشاهدة إبداع ملابسها، ولن ننسى الإذاعة المصرية والبرامج التي تهدف إلى تنمية السلوك الديني والأخلاقي والمسلسلات التي أتذكر منها الصبر في الملاحات، حفرت القناة الأولى والثانية والإذاعة المصرية بالأعمال الهادفة المبدعة ذكريات أيامنا الحلوة.
وما الطقوس الرمضانية التى ما زلت تتمسكين بها رغم مرور الأعوام؟
كان الطقس العائلي مع أسرتي الكبيرة أمي وإخوتي أن نتجمع في رمضان بالتنواب عند كل فرد منا يوما، وبعد أن تزوج أبنائى وأصبحت جدة لثلاثة أحفاد أحرص على إفطارهم معى من وقت لآخر بناتي وأزواجهم وأحفادي، لكن احرص على تناول الفطار أو السحور مع أسرتهم الثانية الحما والحماة وهم أولاد أولادى، وللإفطار مع الأحفاد طعم مذاقه الذكريات الحلوة والمستقبل والشباب فعلا أعز من الولد ولد الولد.
وهل اختلفت أجواء رمضان عما كان عليه من قبل؟
أحس أن رمضان الآن هو رمضان يبحث عن رمضان، باختصار اللمة والجو العائلي مع الأسرة والأهل والجيران والأصحاب والبساطة والحب والخير والبركة كان زمان أمور تميز الشهر الكريم، أما الآن فمع دخول وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الجو العائلى كالتيك واي بسبب بعد المسافات صحيح تشعر بالقرب للتواجد معا خلف جهاز التواصل لكن في الواقع فقدنا الدفء والتقارب والتواصل لانشغالنا، أتمنى أن نتجمع على حب الله والوطن الحبيب وحبنا لبعضنا في أجمل الشهور.
ساحة النقاش