كتبت : سمر عيد
يمثل رمضان عبئا ماديا على البعض من الأسر حتى رغم شراء متطلباته منذ أول الشهر، حيث تستمر هذه الأعباء طوال الشهر، وذلك لكثرة متطلباته من أطعمة ومشروبات، والتى تكون عادة سببا وراء شجار البعض من الأزواج والزوجات، فكيف يمكن للمرأة إدارة ميزانية شهر رمضان بطريقة اقتصادية لتتجنب ذلك الشجار الرمضانى؟
فى البداية تقول سها حسين، ربة منزل: اعتدت كل رمضان شراء أنواع مختلفة من المكسرات لتزيين أطباق البسبوسة والكنافة وعمل القطايف، لكن هذا العام ونظرا لارتفاع أسعار الياميش المبالغ فيها فضلت استبدالها بالفول السوداني والزبيب فقط، فمن غير المنطقي إنفاق حوالي 2000 جنيه على الياميش وعدم شراء السلع الأساسية التي يحتاجها المنزل من لحوم وخضراوات وخلافه.
أما مها وليد، مدرسة فتستبدل المشروبات المصنعة ذات الأسعار الغالية بعصائر الفواكه الطبيعية حيث تقوم بشراء الفاكهة كل أسبوع وتحتفظ بها في الثلاجة، كما تشجع أبناءها على عدم شراء وشرب العصائر غير الطبيعية.
ويرى طارق محمد، صاحب محل مجوهرات أن بعض الأطعمة في رمضان تضر الجسم وتؤدي إلى تدمير الميزانية ويقول: تصر بعض النساء ومنهن زوجتي على شراء الكثير من المعجنات في رمضان، وأنا أرفض هذا الأمر وهي تعتقد أنني أريد توفير المال لكن الحقيقة أن هذه المعجنات تصيبنا بالسمنة وأشعر أنني لا أستطيع التنفس والحركة بعد تناولها، ناهيك عن كعك العيد والبسكويت والبتيفور، فالمسألة لا تهمني من ناحية المادة بقدر ما تهمني من ناحية الصحة والرشاقة.
أطعمة صحية
تقدم د. هناء المهيري، أستاذة التغذية وعلوم الأطعمة بكلية التربية النوعية بجامعة المنصورة، أفكارا عملية وسهلة للتوفير فى ميزانية رمضان وتقليل الإنفاق على الطعام والشراب قائلة: يمكن لربة المنزل تقديم وجبة صحية ومشبعة وغير مكلفة لكافة أفراد الأسرة في رمضان من خلال الاعتماد على العصائر الطبيعية أو المشروبات الرمضانية المعروفة كالكركديه والعرق سوس والتمر هندي والخروب فكلها مشروبات مفيدة بشرط سلامة تعبئتها وتخزينها، أما بالنسبة للطعام فمن الأفضل عدم رمي أية بقايا للطعام واستخدامها فى إعداد أطباقا كفاهيتا اللحم أو الدجاج أو الشاورما أو مكرونة، كما يمكن إعداد خضراوات بالباشميل كصينية كوسة بالباشميل مع الفطر والقليل من اللحم المفروم، والباذنجان بالباشميل مع الحرص على تقديم طبق سلاطة كبير به مكونات خضراء كثيرة للمساعدة في الهضم، ويستحسن أيضا تقديم سلاطة الزبادي بالخيار، أما بالنسبة للحلويات فلا أنصح بتناول الكثير من السكريات خاصة في الشهر الفضيل فهي تنهك البنكرياس كما تتسبب فى زيادة دهون الكبد، وإذا كانت السكريات ضرورية فمن الأفضل عمل صينية البسبوسة والكنافة في المنزل، ويمكن عمل القطايف بجوز الهند والزبيب والقليل من الفول السوداني دون حشوها بمكسرات مرتفعة السعرات، كما يمكن عمل القطايف بالكريمة والمهلبية والأرز بالحليب و "الميلك شيك" الذى يفضله الأطفال بالشكيلاتة والفراولة والموز، وفى وجبة السحور يمكن تقديم طبق الفول بالطماطم والجزر، كما يمكن عمل الزبادي في المنزل، ويمكن أيضا تغطية البطاطس المحمرة بالجبن أو سلق البطاطس قليلا وتتبيلها ووضع بيكربونات الصوديوم عليها وإدخالها بالفرن وبهذه الطريقة ستحمر دون زيت.
وتتابع: هناك بعض المواد يمكن صناعة مشروبات عالية القيمة الغذائية منها ونحن لا نعلم عنها شيئا مثل نوى البلح فقد قمنا بعمل أبحاث مؤخرا واكتشفنا أن نوى البلح إذا قمنا بطحنه ونقعه كالكرديه يوجد به فيتامين (b17) المهم جدا في تقليل الإصابة بالخلايا السرطانية وعلى رأسها سرطان الثدي لدى النساء، فيمكن للمرأة الاستفادة من نوى التمر وطحنه ونقعه كمشروب مهم يقي من الإصابة بالسرطان، وكذلك نوى المشمش والخوخ.
أما د. منار عبد الفتاح، أستاذة التنمية البشرية وخبيرة العلاقات الأسرية فتقول: على كل أسرة أن تعرف دخلها وإمكانيتها قبل أن تشرع في شراء احتياجاتها للشهر الفضيل من خلال عمل ميزانية خاصة به والاستعداد له ماديا، فهناك عصائر وأطعمة وخضراوات يمكن تنظيفها وحفظها بالفريزر قبل رمضان بشهر أو أكثر وذلك قبل ارتفاع أسعارها، كما يمكن للمرأة قبل رمضان بشهرين عمل ميزانية لشراء ملابس الأطفال أو شراء قطعة واحدة فقط لكل فرد في العائلة وتوفيقها مع ملابس أخرى لديه تكون بحالة جيدة وليس من الضروري إنفاق 2000 أو 3000 جنيه لشراء طقم كامل لكل طفل، أيضا في الشهر الذي يليه يمكنها تحديد أولوياتها من السلع الأساسية من لحوم ودجاج وخضراوات والاحتفاظ بها في الثلاجة أو الفريزر، أما بالنسبة للياميش فمن الأفضل عدم شرائه هذا العام نظرا لارتفاع سعره وإذا كان ضروريا فيمكن شراء كميات بسيطة، ويمكن إعداد الكعك والبسكويت بالمنزل وعدم شرائه من محلات الحلويات لأنه تقريبا سيوفر أكثر من نصف تكلفته إذا ما تم خبزه في المنزل، وطبعا أرجو من جميع الزوجات تقليل الشجار مع أزواجهن في رمضان نظرا لتدخين بعض الأزواج الأمر الذي يجعلهم أكثر عصبية ولديهم قابلية للشجار، ورمضان طبعا فرصة ذهبية لتقليل التدخين وشرب القهوة والشاي، وأنصح الجميع بعدم تناول أكثر من فنجان قهوة أو فنجانين بعد الإفطار نظرا لأن القهوة تؤدي إلى الأرق وعدم النوم بشكل جيد في الشهر الكريم، وقبل كل شيء أود أن أقول إن شهر رمضان أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار وهو شهر للعبادة والصيام وذكر الله فلا داعي أن نجعله شهرا للشجار والخصام والمشاكل لأسباب تافهة وأمور يمكننا جميعا الاستغناء عنها وليست أساسية في طعامنا وشرابنا وحياتنا .
ساحة النقاش