إشراف : منار السيد - أميرة إسماعيل - سماح موسى - هايدى زكى- أمانى ربيع
تحظى التكنولوجيا الحديثة باهتمام بالغ من قبل الشباب لما فيها من اكتشاف عالم جديد به الكثير من المعرفة والتواصل مع الآخرين، وبين المألوف والمحظور هناك الكثير من التطبيقات التى يحاول الشباب الدخول إليها بغاية معرفتها واكتشافها لكن قد يسبب هذا بعض المشكلات لأنها قد تكون غير لائقة وليست مجدية أو ذات فائدة كما كان يعتقد.
"حواء" طرحت العديد من التساؤلات على الشباب حول أهمية ومحتوى هذه التطبيقات التى يفضلون استخدامها معظم الوقت، وكيف يتعاملون بشكل أو بآخر مع التكنولوجيا الحديثة بكل ما لها أوعليها؟
البداية مع ياسمين سعد السيد، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الفنون التطبيقية وتقول: لا أفضل استخدام التطبيقات كثيرا ويتوقف هذا على مدى حاجتى لها واستفادتى منها سواء فى المذاكرة أو خدمات التوصيل أو التواصل مع أصدقائى الذين أعرفهم – فأنا لا أحب البرامج التى تهدف لتعريفى بأصدقاء أو أشخاص جدد لا أعرفهم من قبل – ومع جائحة كورونا كان التواصل عبر الإنترنت هو أفضل طريقة خاصة فى تواصلى مع الأساتذة لشرح المنهج وطرح الأسئلة والإجابة عليها وبالتالى فإن من أهدافى لاستخدام الإنترنت هو التعليم والتواصل مع أسرتى لأننى من المغتربات.
أما فيروز ماهر فلا تفضل استخدام التطبيقات المثيرة للجدل وليس لديها فضول لمعرفة برامج قد تكون غير لائقة أو بها محتوى غير مناسب أو قد تعرضها لضرر شخصى أوعائلى، وتقول: التكنولوجيا الحديثة بها الجيد والسيئ ولابد أن يتخطى الشباب هذا الجانب السيئ وعدم الوقوف عنده أو الانسياق وراءه والاستفادة من التطبيقات الهادفة التى تنمى مهارات الشخص وتفتح له فرصة جيدة فى سوق العمل المحترم وليس البحث عن فرصة مجانية للكسب غير الشريف من خلال مواقع وتطبيقات غير مناسبة تماما.
وتوافقها الرأى أفنان محمود قائلة: استخدامى للبرامج على الإنترنت يتم بشكل محدود وذلك من أجل الدراسة والتواصل مع الأصدقاء, ورغم أن هناك الكثير من التطبيقات والبرامج إلا أنها متشابهة وبها الكثير من المخاطر خاصة لمن يستغلها بشكل سيئ ويفضل أن نختار ما يناسب احتياجاتنا من هذه البرامج والابتعاد عن المحتوى غير اللائق أو الذى يهدف لاختراق أخلاقياتنا وتربيتنا.
حرية مؤذية
"أنا بستخدم البرامج العادية المنتشرة بين الشباب للتواصل مع أصحابى وأهلى", بهذه الكلمات بدأت ميرفت علي حديثها وتقول: لا أفضل البرامج الحديثة أو "التقاليع" الجديدة للتكنولوجيا لأنها قد تكون مضرة, وفى كل حال من الأحوال إذا شعرت أن هناك أى قلق أو مضايقة على أحد التطبيقات سأحذفه فورا فأنا أعتبر التمسك بهذه البرامج "حرية مؤذية" لأنها حرية شخصية على حسب الشاب أو الفتاة لكنها أيضا قد تضر به وقد يستغله البعض استغلالا سيئا لذلك لابد من الحذر الشديد فى التعامل معها.
ويرى محمد عمرو أن الفضول وحب الاكتشاف أكبر دافع لدى الشباب للدخول إلى كثير من التطبيقات الحديثة وذلك لمعرفة الجديد بها واكتساب أشخاص وأصدقاء جدد, ويضيف أن الإنترنت عالم مليء بالبرامج المتنوعة والمختلفة ومن يشعر بالقلق تجاه أى تطبيق أو أبلكيشن عليه حذفه واختيار غيره لأن المتاح كثير جدا.
الشباب الناضج
أما رامى محمود فيقول: هناك شباب ناضج وواعى لا يهتم بالتطبيقات المثيرة للجدل أو المضيعة للوقت ويهتم فقط بالتطبيقات التى تساعده فى التواصل الجيد مع الآخرين أو تنمية مهاراته وتساعده فى البحث عن فرصة عمل أفضل، وأتمنى أن يختار الشباب والفتيات التطبيق المناسب والمؤدى للغرض منه وعدم الانسياق وراء الإعلانات للدخول إلى بعض التطبيقات غير المناسبة.
"الفراغ هو من يصنع الوقت لهذه البرامج", هذا رأى ممدوح عدلى -28سنة- ويقول: هناك الكثير من الوقت لدى الشباب ما جعلهم مستسلمين للتعامل التام مع الإنترنت والدخول إلى كثير من المواقع بدون هدف محدد, وللأسف هذه المواقع قد تشغل عقل وفكر الشباب وتضيع وقتهم دون فائدة وهو ما يجب أن تلاحظه الأسرة وتنتبه له وأن يتم اختيار البرامج ذات القيمة فقط.
عالم مفتوح أمام الشباب
"الإنترنت عالم مفتوح أمام الجميع وبخاصة الشباب ولا تحكمه ضوابط", هذا ما أكدته د. هند فؤاد، أستاذ مساعد علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، وتقول: إن الإنترنت وسيلة عصرية لا غنى عنها خاصة بالنسبة للشباب، وفى ظل انتشار فيروس كورونا أصبح التواصل عبر الإنترنت بتطبيقاته المختلفة أفضل طريقة للتواصل مع الأصدقاء والأهل وتبادل الأخبار والصور من خلاله، وكذلك الاستفادة من التطبيقات الحديثة فى التعليم عن بعد، كما ظهرت أوجه استفادة أخرى من الإنترنت وهى الشراء أونلاين والتسوق أيضا من خلاله وشراء أى منتج, كل هذا جعل الشباب يبحث أكثر فى التطبيقات الحديثة ويعرف كيف يستفيد منها -مثل طرح برامج وفيديوهات تعليمية للشباب أو تطبيقات تضيف إلى مهاراته وتفتح له أبواب أخرى لسوق العمل- ولا يعنى ذلك أن كل التطبيقات ذات فائدة ولكن هناك برامج وتطبيقات لا تتناسب مع شبابنا وأخلاقياتنا ومجرد الدخول إليها ناقوس خطر وأمر مرفوض لأنه قد يعرض صاحبه إلى الوقوع فى أخطاء وجرائم إلكترونية قد تصل عقوبتها للحبس والغرامة.
وتضيف: إن استخدام الإنترنت سلاح ذو حدين, فمثلما توجد الاستفادة يوجد أيضا الضرر فهناك بعض من الشباب - ممن لديه وقت فراغ- يقع ضحية لبعض البرامج التى يكون فيها ضحية أو نواة للاتجار بالبشر أو قد تستغلهم فى الاتجار الجنسى وغيرها من أشكال الاستغلال والمغريات التى تقود الشباب والفتيات لأفعال غير أخلاقية وغير مناسبة للمجتمع المصرى, وهناك شباب يستخدم الإنترنت بحثا فقط عن "الترنيد" من خلال أى موضوع أو "افتكاسة" جديدة وذلك لمجرد تحقيق نسب عالية للمشاهدة دون الالتفات لتأثير هذه الفيديوهات على الآخرين.
**************
62.3 مليون مستخدم للانترنت في مصر
بلغ إجمالي عدد مستخدمي الانترنت في مصر الهاتف المحمول- الانترنت فائق السرعة « عن طريق نحو 62.3 مليون مستخدم بنهاية » - ال يو إس بى سبتمبر 2020 ، بحسب التقرير الموجز عن مؤشرات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الصادر عن وزارة الاتصالات، وبحسب التقرير، فإن عدد مستخدمي الانترنت عن طريق الموبايل بلغ نحو 50 مليون مستخدم بنهاية سبتمبر 2020 ، مقابل 38 مليونا في نفس الفترة من 2019 ، فيما بلغ عدد مستخدمي 8 ملايين مستخدم ،» الأرضي « الانترنت فائق السرعة فى نهاية سبتمبر 2020 ، مقابل 7.1 مليون مستخدم في سبتمبر 2019 ، وأخيرا بلغ عدد مستخدمى الانترنت عن طريق يو إس بى 3.3 مليون مستخدم بنهاية سبتمبر 2020
ساحة النقاش