كتب : طاهـر البهـي

وسط الحديث عن أزمات ماسبيرو، وانتقاد "مواجع" التواصل الاجتماعي لبرامجه ومذيعيه ومذيعاته، فوجئنا ببرنامج شديد التميز، شديد الجدية، يحاول بثقة ـ كما قالت لنا مقدمته الإعلامية ريهام منيب، أن يكتب تاريخا جديدا للفن المصري بمختلف فروعه: السينما ونجومها، الغناء ونجومه بما فيه الغناء الشعبي المنسي.. وكل عناصر الفنون، "حواء" تلقي الضوء على هذا البرنامج: "ياللي بدعتوا الفنون"، الذي يغزل بأقل الإمكانيات، وبأسرة شاطرة من التقديم والإعداد والإخراج يتقدمهم تتر متميز وأفيش شديد الروعة.. عن الإيجابيات نتحدث..

قلت لها في البداية: لفت انتباهنا تقديم البرنامج لإحدى حلقاته عن الغناء الشعبي، وهو فن مهمل من وجهة نظرنا، كيف تذكرتموه؟

بابتسامتها الهادئة الخالية من الافتعال تقول: ألم أقل لك أننا جادون في أن نوثق تاريخا جديدا للفن بشتى فروعه، وما أن علمنا بصدور كتاب جديد للشاعر والناقد محمد العسيري بعنوان: "نهاوند"، حتى أطلت الفكرة أن نخصص الحلقة لنجوم الفن الشعبي وأسطوات فن الموال، الذين اندثرت أسماؤهم أمثال: عمر الجيزاوي، صلاح عبد الحميد، محمود الشريف، الريس حفني، بدرية السيد، بحر أبو جريشة، خضرة محمد خضر، فاطمة سرحان، عزت عوض الله والريس متقال وغيرهم.

نحن لا نقدم دراسة أكاديمية بالطبع في أغنية الشعب، فكل ما هو غناء من الشعب ويعود إليه، حتى أن لقب فنان الشعب يعبر عن عظمة الفنان الذي يناله.

ومن هو آخر نجم سينمائي احتفلتم به؟

  تطور صناعة وفن"فى ذكرى ميلاد ورحيل وحش الشاشة، ملك الترسو، فنان رحلته مرتبطة برحلة

المسرح فى مصر، بطل شعبى لجمهور سينما الدرجة الثالثة، وهو يعد حالة استثنائية لنجم تربع على عشر النجومية فى السينما والمسرح والتلفزيون لأكثر من 50 عاما لكل هذا كان احتفالنا به فى برنامج "ياللي بدعتوا الفنون"، وجاء توقيت الحلقة الخاصة فى ذكرى رحيل وميلاد الملك فريد شوقى، وقراءة نقدية لمشواره الإبداعى والإنسانى مع ضيفنا، من خلال استضافتنا للكاتب الصحفى والناقد الفنى أدم مكيوى.

وماذا عن الغناء الكلاسيكي؟

خصصنا حلقة منذ وقت قريب، يحتفي بها أسرة برنامج: "ياللي بدعتوا الفنون"؛ بمؤسس مدرسة السهل الممتنع، الممتع، العميق في الأغنية المصرية، إنه الشاعر الفيلسوف الرقيق مأمون الشناوي، الذي فهم الدنيا جيدا وعبر عنها ببلاغته، عندما نصحنا منغما "ياللي بتسأل عن الحياة.. خدها كده زي ما هي"، وهو الذي غنى "انسى الدنيا وريح بالك"، صاحب "انساك وبعيد عنك، ودارت الأيام، وكل ليلة وكل يوم" لأم كلثوم.. و"عشانك يا قمر، وخايف مرة أحب، وبعد إيه، وصدفة، وحلو وكداب" لعبد الحليم حافظ، "كل ده كان ليه، وأنسى الدنيا، ومن قد إيه كنا هنا" لمحمد عبد الوهاب، المبتهج في "الربيع وحكاية غرامي وأول همسة وتقول لأ" لفريد الأطرش، والطائر مع جناح السعادة في "الدنيا ريشة في هوا، وقلب القاسي" لسعد عبد الوهاب، كما أنه مطرب له بصمات خاصة ومختلفة مع فرقة رضا وأحمد عدوية؛ بالإضافة لاكتشافه وتقديمه للعديد من النجوم، وغيرها من أشهر الأغنيات

قدمنا حلقة كانت بمثابة احتفالا به وبالسيرة الإنسانية والفنية للشاعر الكبير مأمون الشناوي، بصحبة نجله المهندس والفنان الأستاذ ناجي الشناوي.

ألا تعترفون بالجيل المبدع الحالي؟

أشاحت بيدها كأنها تنفي قسوة الاتهام: تشرفنا في البرنامج بإلقاء الضوء عن مسيرة نجم من نجوم الإعلام المصرى.. فنان متعدد المواهب والطاقات الإبداعية، فوق هذا كونه إعلاميا أبدع وغير فى شكل ومضمون برامج الشباب، هو أحد الذين أثروا الوجدان وأمتاعنا من خلال برنامجه "أمانى وأغانى"، عاشق للمسرح، أستاذ التمثيل والمخرج المسرحى المبدع، أعني النجم أحمد مختار.

أتصور أن لكم مهمة أخرى في إلقاء الضوء على كتاب الفن؟

استشعرنا بالفعل هذه المهمة؛ فقدمنا كاتبة مرموقة، هي الكاتبة الصحفية زينب عبدالإله للحديث عن كتابها "فى بيوت الحبايب"، والذي يدور حول أبناء الفنانين الذين يفتحون خزائن الأسرار"؛ لتكشف لنا فيه الكثير من الأسرار عن حياة النجوم.

وكان لزاما علينا في نهاية الحوار أن نسألها عن فريق العمل المحترف الذي يعمل معها؟

كشفت عنهم: البرنامج إعداد: دينا حاتم ودعاء حمزة، منسق مروة سلامة، إخراج وائل الجندي.

عن أمنياتها تقول: أتمنى أن تمر جائحة كورونا بسلام، حتى ينتبه المصريون إلى ما تحقق في مصر في السنوات السابقة ويشعرون بحصاد الإصلاح الاقتصادي والمشروعات التنموية الكبرى التي تقوم بها الدولة، تضيف: أتمنى السعادة لأسرتي وأن يحقق ابني جميع أمنياته، كما أنني تعملت أن الصحة أهم شيء، لا المجد ولا الشهر ولا الفلوس تغني عن الصحة، وعلى المستوى المهني أتمنى أن أستمر في تقديم محتوى مفيد يضمن المتعة والثقافة في الوقت نفسه، كما في برنامجي "ياللي بدعتوا الفنون".