بقلم : د. صبورة السيد
عندما أجلس مع نفسى أسترجع ذكريات مضت أتذكر فصل الصيف والطقوس التى اعتدناها خلال أيامه ولياليه وشهوره بدءا من الإجازة الصيفية في الجامعات والمدارس والذهاب إلى المصيف وزيارة البلدة مسقط رأسى لعيادة الجد والجدة والأهل وكانت هذه السفريات بسيطة وجميلة وغير مكلفة.
وسط هيامى مع الذكريات القديمة الجميلة التى يحن إليها القلب ويهفو لها الفؤاد سرعان ما أرتطم بصخرة الحاضر التى تحطمت عليها الكثير من تلك العادات والطقوس الجميلة رغم بساطتها والتى يحافظ عليها قلة قليلة، وفى مقدمتها تجمع الأقارب حول الموائد الريفية العامرة بالفطير والخبز والجبن القديم والبيض.
انظر الآن إلى ما يحدث من حولى وما اعتاده شبابنا من وسائل تسلية ونزهات صيفية خالية من أى تجمعات أسرية أو روابط عائلية، بالإضافة إلى اعتمادهم على الوجبات السريعة والجاهزة والتى كانت سببا رئيسيا فى غياب تجمع أفراد الأسرة حول المائدة في المنزل واللمة الجميلة والحوار الأسري على الطاولة وغيره من مستحدثات منقولة من عالم مغاير لعاداتنا وتقاليدنا.
العودة إلى عاداتنا وتقاليدنا القديمة وتعويد أبنائنا عليها هو كل ما أتمناه من آباء العصر الذين أصبحوا بعيدين عن أولادهم رغم أنهم فى أمس الحاجة إلى وجودهم بجانبهم فى ظل مغريات تكنولوجية وغزو ثقافى يهدد هويتنا المصرية، أتمنى أن نعود للبساطة في مأكلنا وملبسنا ونزهتنا ونفكر أننا كمصريين لنا قيمة مؤثرة على البلدان الأخرى وليس العكس
ساحة النقاش