إشراف : منار السيد - سمر عيد - سماح موسى - هايدى زكى
يعتبر البعض الأوراق المطلوبة لإتمام عقد الزواج مثل الفحص الطبى أوراقاروتينية لا جدوى منها ويتم التلاعب فى إصدارها، بينما يعرف آخرون أهميتها ويسارعون لإجراء الفحص كاملا للتأكد من التوافق الصحى بين الطرفين وخلوهما من الأمراض سواء الوراثية أو غيرها لبداية حياةزوجية تتمتع بأسس سليمةلإنجاب أطفال بصحة جيدة.
"حواء" استطلعت آراء الشباب المقبلين على الزواج والمتزوجين قبل اتخاذ قرار الإنجاب لمعرفة وجهات نظرهم تجاه الفحص الطبي قبل الزواج ولماذا لا يحظى باهتمام الكثير منهم؟ وما الطرق التى يجب اتباعها لنشر التوعية بينهم؟
البدايه مع هبة محمد،حاصلة على بكالوريوس تجارةومقبلة على الزواج وتسعى لإنهاءالإجراءاتالروتينيةوتقول: طلب المأذون من خطيبى استخراج شهادة الفحص الطبى وبسبب بعد المسافة بين الوحدة الصحية والمحافظة التى تتبع لها اضطر خطيبي أن يختار بدلا من مشقة السفر وإحضارى لإنهاء إجراءات الفحص داخل الوحدة الصحية أن يبحث عن حلول أخرى، وبالفعل تمكن من استخراجها مقابل مبلغ مالى دون إجراء أى فحوصات.
اما ابتسام إبراهيم، ربه منزل تقول: حاولتاستخراج الشهادة دون فحص ولكن الوحدة الصحية التى أتبع لها رفضت رغم محاولات والدى وزوجى استخراجها بأشكال أخرى لكنهم رفضوا عدم حضورى، وبالفعل ذهبت أنا وزوجى وخضعت للفحوصات وهى سهلة وبسيطة إلى جانب الشعور بالأمان عند سماع النتيجة بالتوافق بينى وشريك حياتى لإنجاب أطفال بصحةجيدة.
وتتعجب سلسبيل خليل، موظفة ومقبلة على الزواج من والدها وتقول: الأهل هم السبب فى استخراج شهادات مزيفة وانتشار الرشاوى، فأبى يقول لى ’’لا تقلقى’’ فأنا سأذهب وأستخرج الفحص الطبى رغم رفضى ذلك فأنا أتمنى الذهاب وإجراء الفحص بطريقة سليمة للتأكد من التوافق بينى وخطيبى وذلك بسبب صلة القرابة التى تجمعنا لكن ليس من الدرجة الأولى وهذا الأمر يقلقنى بشدة خوفا من الأمراض التى قد تصيب الأطفال وأبى يرفض خوفا من عدم استكمال الزواج، فهو يرغب فى زواجى خوفا على مستقبلى،وأنا مثله أخاف على أولادى من الأمراض الوراثية ولا أعلم كيف أقنعه؟
حبر على ورق
تحكى هدى الحسينى متزوجة منذ عدة شهور وتقول: حصلنا على ورقتين تؤكد خلونا من الأمراض الوراثية وللأسف كانت الورقتان مجرد حبر على ورق لإتمام إجراءات الزواج، فلم نقم بأى فحوصات نظرا لضيق الوقت وظروف عمل زوجى، وذهبنا إلى المأذون لإتمام إجراءات الزواج فلا يوجد رقيب أو رادع للمخالفين أو المتلاعبين بالأوراق لذلك ستظل ورقة الفحص شهادة رسمية روتينية لا يهتم بها أحد.
أما المهندس مصطفى الزينى، متزوج حديثا فيقول: هناك دور كبير للمأذون فى الاهتمام والتوعية بأهمية الفحص قبل الزواج، وهناك من ينشر ثقافة التوعية بأهمية الكشف وفائدته التى تعود على الطرفين عند السؤال عن الأوراق المطلوبة للزواج،والآخر على العكس يسهل الأمر وييسره على المقبلين على الزواج وهذا ما يحدث فى الكثير من العقود الزوجية اليوم، يذهب الشاب للاتفاق على متطلبات الزواج والمصاريف والأوراق المطلوبة ولا تذكر شهادة الكشف المبكر لسهولة استخراجها بمقابل مادى دون جهد وبمبلغ بسيط.
الحب والخوف عندما يجتمعان يحدث كل شيء كما تقول مى محمود، حاصلة على ليسانس آداب وتتابع: أحب خطيبى بشده وعندما علمت عن الفحوصات قبل الزواج ومدى أهميتها شعرت بالقلق والتوتر خوفا من فقدان حبيبى وزوج المستقبل فأنا لا أدرى لو أجريت الفحص وظهرت معوقات تمنع زواجنا ماذا سأفعلوهل ستكتمل العلاقةأم ستنتهى وينتهى معها حب عمرى، لا أعلم هل أذهب للفحصأم لا ويفعل الله ما يريد؟
ثقافة مجتمعية
تعلق د. اعتماد خليل،أستاذ علم النفس بالمركز القومى على عدم اهتمام الكثيرين بإجراء الفحص الطبى قبل الزواج قائلة: هناك علاقةت بادلية بين ثقافتنا وأفعالنا،فأحيانا كثيرا رغبةالأهل فى زواج أولادهموإتمام الزواج بصورة سريعة وخوفا من ظهور أى معوقات تمنع هذا الزواج يلجا البعض إلى التلاعب فى الأوراق مثل الكشف والفحص قبل الزواج وهوأمر فى غاية الخطورة، فهذا الكشف له عامل معنوى ونفسى وصحى كبير جدا ويؤهل للدخول فى علاقة زوجية مبنية على أسسسليمة وصحية مناسبة لإنجاب أطفال المستقبل والشعور بالراحة النفسية فيما بعد والحد من الكثير من المشاكل الزوجية التى قد تتسبب فى الطلاق، فعند إنجاب أطفال لديهم أمراض وراثية تبدأ الحياة الزوجية فى الانهيار بالتدريج نتيجة الأعباءالمادية التى تقع على الأسرة والمصاريف الأسرية والعلاجية نتيجة إنجاب أطفال لديهم بعض الأمراض إلى جانب الضغط المعنوى والنفسى والشعور بالذنب أو رغبة فى إنهاء العلاقة خوفا من تكرار التجربة مرة أخرى،فإذا كان لدينا الحل وهناك مراكز صحية متوفرة من قبل الحكومة واهتمام واضح وصريح من الدولة للاهتمام بصحة أطفالنا والحد من الكثير من الأمراض قبل حدوثها، فيجب علينا الاهتمام بها والاستعانة بها وتفعليها بالطرق السليمة والبعد عن التلاعب والرشاوى التى تحدث وإنكار أهمية هذا الفحص والسير فى الطرق الصحيحة، ومن هنا يأتي دور المؤسسات الكبرى كالأهل والمدرسة والجامعات ودور العبادة وعلى رأس هؤلاء رجال الدين، فالمأذون الشرعى له دور كبير فى التوعية وعدم تسهيل الأمر وتوضيح مدى أهمية ذلك وسرد بعض القصص التى تعرضت للكثير من المشاكل لأولادهم فى المستقبل نتيجة إغفالهم وانصرافهم عن الفحص.
ثقافة الخوف
تقول د. سوسن فايد،أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى: يجب الاهتمام بمواعيد الفحص الطبى لأن هناك مشكلة يغفل عنها الكثير وهى إبلاغ المقبلين على الزواج بالكشف قبل إتمام الزواج بعدةأيام عند الاتفاق على موعد الزفاف ودفع تكاليف المأذون وقاعة المناسبات وهى مشكلة كبرى لأن معظم العائلات بعد الانتهاء من تجهيزات الزواج متمثلة فى الشقة ومستلزمات الزواج والذهب وبعد إنفاق تكاليف باهظة لتحضير العروسة والعريس يتم الدخول فى إجراءات الفرح وكتب الكتاب وتجهيز الأوراق المطلوبة منها كالفحص الطبى للطرفين المقبلين على الزواج من هنا يبدأالأمر فى الصعوبة وتبدأ التساؤلات هل هناك فرصة للرجوع لو اكتشف أن هناك مشكلة صحية بين الزوجينتمنعهم من استمرار الزواج حفاظا علىأولادهم فى المستقبل؟ الإجابة لا بالطبع، فهناك عائلات كثيرة بعد التكاليف والتجهيزات ترفض فكرة إنهاء العلاقة وفسخ الخطبة سواء خوفا من كلام الناس والتساؤلات المتكررة ما السبب؟وكيف حدث؟ وهكذا خوفا على سمعة الطرفين أو ماديا للحفاظ على ما تم إنفاقه فى تكاليف الزواج، فلابد منذ بداية أى علاقة يتم الكشف لتوضيح الأمر هل تستمر العلاقة أم تنتهى من البداية؟ قبل الدخول فى أمور قد يصعب فيما بعد التنازل عنها، وقبل تعلق الطرفين ببعضهما البعض لدرجة يصعب الأمور وتزداد تعقيدا، وما يحدث من تجاوزات حيال الشهادة الصحية جعلها حبرا على ورق لابد من وضع آليات لمنع الرشاوى والتجاوزات والرقابة الفعلية وتجريم الأزواج وفرض عقوبات قوية في حال التجاوزات .
ساحة النقاش