كتبت : سكينة السادات
حكيت لك الأسبوع الماضي طرفا من حكاية المحامي الشاب ابن جارتي القديمة أحمد (28 سنة) وحيد أمه التي لم تنجب سواه، والأم محامية كبيرة ومحترمة، والأب من أشهر المحامين بطنطا محافظة الغربية، حيث عاشت الأسرة هناك حتى جاءوا إلى القاهرة لدخول أحمد جامعة القاهرة بكلية الحقوق ليتخرج محامياً مثل أبيه وأمه!
الحكاية أن أحمد تربي فترة مراهقته وطفولته على التقاليد العتيقة التي ما زلنا نحتفظ بها ضمن القادمين من الريف إلى المدينة، فكان أن صدم صدمة شديدة في عدم تفهمه بعض الفتيات لمعنى الحرية، وحكى عن فتيات من أسر طيبة وعريقة تزوجن سراً دون علم أهاليهن من شبان، وحكى أحمد كيف كانوا يسخرون منه عندما يرفض أن يتورط مع أية فتاة في أي علاقة أو بالأحرى يسمح لنفسه بأن يلامسها أو يقبلها، فآثر أن يبتعد وينعزل عن تلك الأجواء حتى تخرج وعمل بالشئون القانونية بالحكومة صباحاً وفي مكتب محاماه لزميل لوالده بعد الظهر، وكانت أمه جارتي القديمة الأستاذة المحاسبة بشرى تلح عليه أن يتزوج فهو ابنها الوحيد الذي لم تنجب غيره، واقترحت عليه أن يخطب ابنة قريب لهم ثري ومشهور بالغربية والفتاة متوسطة الجمال، ثم كانت المفاجأة التي أذهلته هو وأمه؟!
•
واستطرد الابن أحمد.. يوم أن ذهبنا لكي نخطب فتاة محافظة من قريتنا وكانت أمي في قمة السعادة التي تلاشت سريعاً عندما قالت أمها لنا: قبل كل شيء لازم تعرفوا أن أسماء بنتي “العروسة” كانت مخطوبة لابن عمها لمدة سنة لكن مافيش نصيب وابن عمها سافر للخارج ولا نعرف عنه أي شيء حتى الآن!
وأسقط مني يدي! فأنا أريد فتاة (على الزيرو)، وطبعاً الخطيب لاسيما وأنه ابن العم لابد أن يكون قد (بحبح) ولامس فهو خطيب وقريب في نفس الوقت وكان رد الفعل عندى سريعاً جداً فقد لاحظ الجميع انقلاب حالي واحمرار وجهي، وقررت فوراً الاعتذار بضرورة العودة إلى القاهرة لوجود مواعيد مهمة في المكتب!
ورفضت تماما أن أقترن بعروس (سكند هاند)، ولم تفلح أمي في أن تقنعني بأن البنت قد تكون سليمة ولم تتورط مع ابن عمها في أية علاقات، لكن هيهات أن أتخلص من العقدة التي عانيت منها سنوات طويلة عندما رأيت التسيب الذي أصاب الكثير من البنات حتى أصبحن يتزوجن سراً أو يقمن علاقات حميمة بدون زواج وعبث، حاولت أمي أن تقنعنى أنه (ليس كل البنات على هذه الشاكلة) فمنهن بنات محترمات يستطعن صيانة شرفهن وأتيت لها بإحدي الصديقات الجريئات التي وبمنتهى الجرأة قالت لها إنها كانت متزوجة من وراء أهلها ثم تركها الشاب بعد تخرجه في الجامعة وأنها أجرت جراحة (ترقيع) لغشاء البكارة عندما صمم والدها ووالدتها على أن تتزوج من عريس لقطة وأن أحداً لا يعرف هذه الحكاية إلا نحن فقط!
•
واستطرد الابن أحمد أرجوك يا سيدتي أن تقنعي أمي بأنني لا أريد أن أتزوج أبدا، وإنني مصاب بعقدة نفسية تجعلني أشعر برغبة في القيء عندما أقترب من أية امرأة مع هاجس بأن هذه المرأة ملوثة ومستعملة وكذابة ونصابة وسوف تصيبني الأمراض إذا لامستها؟ هل تقدرون موقفى ومشاعري أم لا؟
•
أيها الابن العزيز أحمد نعم نحن نقدر موقفك، فقد صدمت عندما انتقلت من مجتمع متحفظ محترم إلى مجتمع فيه الكثير من المستهترين والمستهترات الذين لا يحترمون القيم ولا التقاليد التي نؤمن بها نحن أهل الريف، ومن هنا فلم يتسلل أي حب أو إثيار إلى قلبك وعممت حكمك على كل البنات بينما هناك فعلا فتيات شريفات لا يرقعن غشاء البكارة ولا يتزوجن دون علم أسرهن، نصيحتي لك وللوالدة العزيزة المحامية السيدة بشرى أن تصحبك إلى طبيب نفسي يخلصك من هذه العقدة حتى تستطيع أن ترى الفتاة الجديدة بحبك التي تستطع أن توقظ مشاعرك وتكون شريكة محترمة لحياتك!
ساحة النقاش