كتبت : سماح موسى

الادخار ليس مجرد توفير بعض النقود الزائدة عن الحاجة وإنما هو ثقافة مرتبطة بطريقة تفكير الشخص في حياته وتخطيطه لمستقبله، فإلى أي مدى يوجد هذا الفكر لدى الشباب؟

يجيبنا على ذلك محمد مصطفى، 33عاما،موظف بالشهر العقاري قائلا:تعودت أنا وإخوتي التوفير منذ الصغر، فقد اشترت لنا والدتنا حصالة نضع فيها بعض من مصروفنا اليومي ونقوم بفتحها كل عام لنشتري به مايلزمنا من الملابس الموسمية ومتطلبات الدراسة.

وتؤكد نيرمين عاطف، 26عاما، مدرسة لغة عربية علىأن التوفير كان جزءا من حياتها لتشترى ما تحبه ويرجع ذلك لأسرتها التي نمت فيها هذا السلوك.

وتتفق رقية أحمد، 29عاما، طبيبة مع الآراءالسابقة وتقول: منذ أن كنت في العاشرة من عمريفتح لي والدي دفترتوفير بالبريد وكان دائما ما يدخر لي مبالغ صغيرة حتى كبرت فأصبحت أوفر من دخلي كما علمني والدي.

الأسرة هي السبب

على العكس من التجارب السابقة يروى لنا قصته مع الادخار مراد محمد، 33عاما، مهندس ويقول: نشأت في أسرة ميسورة الحال لم يكن لدينا فكر التوفير وعندما كبرت حاولت كثيرا أن أوفر لكن للأسف كنت أفشل في كل مرة.

وتقول أسماء رضا، ربة منزل:لم تعودني أمي على الادخار ولم تحاول أن تدربني وتعلمني الفرق بين الضروريات والكماليات، فعندما تزوجت واجهتني صعوبات كثيرة في إدارة  ميزانية الأسرة لكن مع المحاولات الكثيرة نجحت وأصبح عندى ثقافة التوفير التي أحاول أن أغرسها في أولادي.

مؤسسات التنشئة الاجتماعية

يعلق على ثقافة الادخار لدى الشباب د.رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية وأستاذالاقتصاد والاستثمار والتمويل الدولي بجامعة القاهرة ويقول:فكرة التوفير ليست مرتبطة بالأفراد لكنها ثقافة عامة في المجتمع، فلابد أن يكون هناك توجه من كل مؤسسات التنشئة الاجتماعيةتحث المواطن علىالتوفير منذ الصغر، ويضيف مؤكدا أن مايفسد ثقافة التوفير هي اللامبالاة من الوالدين ومبدأهما بأن ينعم أولادهما بأموالهما وهما على قيد الحياة، فيربى جيل فاسد لا يقدر قيمة المال ولا جدواه، وكثيرا ما نسمع عن شاب أضاع ثروة والده بعد أن ورثها عنه، بجانب فقدان قيمة ورونق الوظيفة والترقيات لدى الشباب بسبب الاتكاء والتواكل على الغير كالأب، وهذا أثر على قيمة الادخار سلبا،أيضا الموروث الحضاريكالتباهي والتفاخر والمقارنات الكاذبة مثلا عند تجهيز العرائس، فتقارن الأم بين ابنتها وابنة أختها، وهناك أيضا السعي وراء مغريات الإعلانات.

ويضيف الدكتور عبده أن التوفير نوع من الترشيد يخلق إنساناداخل مجتمع متراحم يشعر بالفقير ويعرف معنى إنفاق المال في موضعه ويتجنب البذخ والإسراف والتبزير في الإنفاق على التفاهات ويعرف كيفية توفير أموال أكثر لعيش حياة أفضل.

وتتفقمعه في الرأي د. وفاء شلبي،أستاذ إدارة المنزل ووكيل كلية الاقتصاد المنزلي للدراسات العليا والبحوث سابقا جامعة حلوان،وتوضح أنالتغيرات التي طرأت على المجتمع وتغير فكر الشباب في السعي وراء كل ما هو سهل وسريع وممتعحتى في تناول طعامهم فيفضلونالوجبات السريعة التي تنفق أموالا كثيرة بصرف النظر عن الادخار، فدائما الظروف المحيطة عامل أساسي لذلك لابد من زيادة الوعي بفكرة التوفير والتحفيز بمعنى من الممكن أن أحفز ابني إذا وفر مثلا سوف اشتري له الدراجة التي يتمناها إذا وفر في خروجاته، أساعده في شراء سيارة بالتقسيط إذا أردت أن يوفرأشجعه بتوفير بعض الأموال معه داخل حساب واحديظل مفتوحا إلى مالانهاية وهكذا حتى أغرس ثقافة التوفير داخله طول حياته.

المصدر: كتبت : سماح موسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 702 مشاهدة
نشرت فى 23 ديسمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,384,870

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز