كتب : محمد عبدالعال - تصوير: إبراهيم بشير
استضاف الصالون الشهري لمجلة حواء برئاسة الكاتبة الصحفية سمر الدسوقي، رئيس تحرير مجلة حواء عددا من أهالي الأسمرات كان منهم ياسر عرفات، وهناء عبد المجيد، وصدفة أحمد، وولاء خالد، ود.جيهان حسن المشرف بقصر ثقافة الأسمرات،وأحلام رمضان، عضو مجلس محلي شمال القاهرةسابقا، حيث شاركهم النقاش النائبة البرلمانية مايسة عطوة، ود.هالة يسري،أستاذ علم الاجتماع ومقرر مناوب لجنة المرأة الريفية بالمجلس القومي للمرأة، د.طارق منصور، وكيل كلية الآداب جامعة عين شمس بحضور نخبة كبيرة من الشخصيات العامة، وقد تحدث أهالي الأسمرات عن الطفرة التي طرأت على حياتهم بانتقالهم من العشوائيات للحياة في بيئة جديدة وحياة كريمة من حيث الخدمات والأنشطة الرياضية والثقافية ومدى امتنانهم لتنشئة أبنائهم في هذه البيئة الصالحة، وكيف نمت داخلهم الشعور بالانتماء والولاء للوطن، وفي ختام الصالون توجه الحضور بخالص الشكر والتقدير لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي على هذا التطوير والاهتمام بتوفير حياة كريمة للمواطن المصري، كما قامت النائبة مايسة عطوة بإهداء أهالي الأسمرات مجموعة من الهدايا العينية.
وفى بداية الصالون وخلال كلمتها رحبت الكاتبة الصحفية سمر الدسوقى بضيوف الصالون من حى الأسمرات وأعربت عن سعادتها بتواجدهم داخل مؤسسة دار الهلال، موضحة أن المستوى المعيشى الذي يحياه الإنسان لايرتبط فقط بالبنية التحتية فحسب لكنه بصورة كبيرة يرتبط ببناء الإنسان المصرى وعلاقته بتغيير البيئة من حوله ما يشعره بالأمان من خلال التحاق أبنائه بمدارس جيدة وتوافر قصور ثقافة ومكتبات فى محيطه السكنى.
حياة مختلفة
من أهالى الأسمرات تقول هناء عبدالمجيد:أشعر بالسعادة كونى من سكان حى الأسمرات، وذلك بسبب الأمن والأمان المتوفر،بخلاف وجود خمس مدارس للأطفال المنتشرة فى الحى والتى توفر علينا عناء الانتقال، فأصبحت مطمئنة على أولادى ولا أحتاج أن أصطحبهم ذهابا وإيابا للمدرسة، بالإضافة إلى انتشار الملاعب التى يمارس أبناؤها خلالها الأنشطة الرياضية،فأنا وابنتى نلعب الكونغوفو وقد فزنا معا بحزامين على مستوى مسابقات الجمهوريةوهو ما كان يستحيل تحقيقهفي منطقة مثلث ماسبيرو التي كنانقطنها من قبل، وما يميز الحى الأساس الممتاز للوحدات السكنية وتشطيبات البناء، فهى من بين الأشياء التي تعطى قيمة ومظهرا حضاريا للوحدة وتجعلها فخورة بمسكنها أمامأصدقائها.
ويقول ياسر عرفات، أحد ساكنى الأسمرات:كنت أعيشبمنطقة منشية ناصر التى لا تكاد تنعدم فيها الخدمات إلى أن انتقلت بمنطقة الأسمرات عام 2018، كنت كغيرى متخوفا في البداية إلىأن ذهبتووجدت كافة الخدمات، فالأسمرات كانت نواة لمشروع حياة كريمة، وأهم ما يميز الحى من وجهة نظرى أن الوحداتالسكنية تتعرض يوميا لأشعة الشمس ما يجعلها صحية، بخلاف خلق فرص عمل كثيرة للشباب، وتوافرمركز التدريب المهنى الذى يقدم التدريب على الحرف ويوفر فرص العمل،فضلا عن قصر الثقافة الذى خلق نوع من الوعى.
قيمة الإيجار رمزية
وتقول صدفة أحمدالتى انتقلت من الدويقة إلى الأسمرات: أهم مميزات حى الأسمرات توافر الخدمات الحكومية بشكل جيد مثل مياه الشرب النظيفة والكهرباء التي لاتنقطع بخلاف تأمين خطوطها لكى لاتصيب أحدا من الأطفال أو السكان عند هطول الأمطار، كما أن جميع السلع الغذائية متوافرة فى المحلات التجارية بخلاف الأسواق التي لاتجعل أى سيدة في حاجة للخروج من الحى لشراء متطلبات المنزل.
أما ولاء فرج التى كانت تقطن نفس المنطقة قبل انتقالها للحى فأعربت عن سعادتها بتواجدها في حى الأسمراتالذى يبعث فى نفسها الطمأنينة على أبنائها ليحيوا حياة كريمة في أجواء تساعد على التعليم وممارسة الرياضة ونشر الوعى الذى يتم من خلال قصور الثقافة التىتنظم الندوات للكبار والمسرحيات للأطفال،لافتة إلى أنها وغيرها من سكان الحى يدفعون قيمة رمزية لإيجار الوحدات السكنية مقارنة بمختلف أحياء القاهرة.
معيشة جديدة وتطور كبير
عايشت أحلام رمضان، عضو مجلس محلى سابق وإحدى المهتمين بالشأن الخدمى السلبيات التى كان يعانيها أهالى الدويقة ومنشية ناصر قبل انتقالهم لحى الأسمرات وتقول: بطبيعة عملى العام كنت أرى الكثير من السلبيات من النواحى التعليمية والصحية الخطيرة على الأطفال،ورغم هذه السلبيات إلاأنهم كانوا مترددين في الانتقال للأسمرات بسبب ارتباط بعضهم بأعمال قريبة من محيط سكنه، لكنهم اكتشفوا فيما بعد أن انتقالهملم يكن لمكان معيشة جديد فقط بل كان تطورا للأطفال في مستوى الثقافة والسلوك والرياضة والترفيه والتعليم والصحة، بخلاف الدورات التدريبة التى تتلقاها الفتيات والسيدات على الأعمال اليدوية، فكل من لم يصادفه الحظ في الانتقال إلى حى الأسمرات من قاطنى الدويقة أو منشية ناصر يتمنى الآنأن يجد مكانا له داخل الحى بعد أن رأى وسمع من جيرانه السابقين عن الحى.
أما عن الأنشطة التى تقدمها قصور الثقافة بالأسمرات فتقول د. جيهان حسن، المشرفة على قصر الثقافة:يعد حى الأسمرات مدينة أحلام متكاملة، فهناك نقلة نوعية في الثقافة بدأت في الحى منذ عام 2019 من خلال خطة تنفيذية لوزارة الثقافة لتعميم الأنشطة الثقافية داخل الحى وتمكين المرأة من خلال التنسيق مع عدد من المؤسسات كالمجلس القومى للمرأة، ووزارات البيئة والصناعة والدفاع، بخلاف الرحلات التي ينظمها قصر الثقافة للأطفال بشكل مجانى إلى كل المعالم الأثرية والمتاحف لغرس الانتماء فى نفوسهم والحفاظ على هويتهم، بالإضافة إلى اعتزام القصر على إطلاقمبادرة لإحياء الحرف التراثية خلال الشهر الجارى داخل الحى،بجانب فرق الكورال المشكلةمن الأطفال، وفرق الموسيقة للكبار، وفرقة مسرحية تعرض مسرحية عن التنمية المستدامة والمشروعات القومية، وهناك محاضرات وندوات تهم الرجل والمرأة معا، فضلا عن تنظيم ورش حكى يشارك فيها الأطفال ومسرح الأراجوز.
نموذج لتنمية المهارات البشرية
حضر الصالون عدد من الشخصيات العامة وقارئات وكاتبات "حواء" كان من بينهم د. هالة يسرى، أستاذ علم الاجتماع وعضو المجلس القومى للمرأة التى أعربت عن سعادتها لأنها للمرة الأولى تستمع وجها لوجه لآراءأهالىالأسمرات دون وسائط تكنولوجية أو مشاهدة التلفزيون، لافتة إلى أن التجارب السابقة خلقت حالة من عدم الثقة في الدولة المصرية ما جعل سكان العشوائيات يشعرون بالخوف قبل الانتقال للأسمرات،لكن التجربة العملية الصادقة أثبتأن الحلم أصبح حقيقة.
وقالت د. هالة:إن مشاركة السيدات والرجال في الأعمال التطوعية بحب يؤكد على عمق انتمائهم للمكان وإحساسهم أنهم يمتلكونه ويدافعون عنه وعن ما وصلوا إليه من مستوى معيشي لايرغبون في التخلي عنه،فأصبحوا نموذجاإيجابيا لتنمية المهارات البشرية والطاقة من مختلف الأعماردون اى فصل للسيدات عن الرجالكما كان يحدث بعهود سابقة عن عمد لنصبح جميعا نسعى للفكر التنويرى ونشعر أننا أبناء وطن واحد.
وقالت النائبة مايسة عطوة:إن تناول الموضوع وطريقة عرضه ومناقشته من خلال الأهالى أنفسهم رسالة لكل المحبين للوطن والكارهين أن الأسمرات عنوان مصر، كما أن الاستماع إلىأهالىالأسمراتأبلغ من أى صورة أو حديث ومقطع عابر في الإعلام، فهم أصحاب التجربة نفسها.
وأكد د. طارق منصور، وكيل كلية الآداب جامعة عين شمس وعضو بيت العائلة المصرية أن حى الأسمراتإنجازإنساني مهم، موضحا أن ما يميزه أنه أصبح مشروعا قوميا لبناء الإنسان المصرى .
ساحة النقاش