بقلم: رانيا شارود
مقولة شيطانية كلها شر وحقدتعبر عن قلوب أشد قسوة من الحجارة، فهذه الجملة–يا أنا ياأهلك- كالسكين الذى يقطع صلة الرحم وأوتارالرحمة وطرق السلامة، وتكون الفتيل الذى يفجر استقرار الأسرة.
نجد هذه الأيام ارتفاعا مخيفا فى نسبة الطلاق رغم التطور والمدنية، وأصبح كل عروسين يسكنا بعيدا عن الأهل والأسرة الكبيرة عكس ما كان فى الزمن القديم والريف والمجتمعات العائلية، كان الابن يتزوج ويعيش وعروسه فى نفس المنزل، ورغم أن الخلط بين زوجات الأبناء يعمل على إحداث بعض المشكلات والخلافات لكن لم تكن نسبة الطلاق مرتفعة قديما، ولم تكن حدة الخلافات مثل هذه الأيام،حيث نجد العروس بعد الفرح ليس هدفها أن تبنى بيتا مع شريك عمرها لكن تعمل على قطع الصلة بينه وأسرته، وكذا الزوج؛ يبعد ويفصل زوجته عن أهلها، ونسمع هذهالجملة الشيطانية "يا أنا يا أهلك"، وهنا يكون الاختيار الصعب،وأتساءل كيف يكون الخير بينهما ولا خير لهما فى آبائهماالذين ربوهما وضحوا من أجلهما وتعبوا وسهروا ليصبحا فى أحسن وضع؟ هل هذه هى التربية الصحيحة؟وهل علمنا ديننا جحود وعقوق الآباء ونكران الجميل وقطع صلة الرحم؟
لقدنسىهؤلاء الأبناء ما تربينا عليه وما أوصانا به ديننا حيث قال الله تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثونشهرا..."، وقال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: "رضا الرب في رضا الوالدينِ، وسخطُهُ في سخطِهما"، وعندما سأله "صلى الله عليه وسلم"رجل فقال: "يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها"، وقال أيضا: "ألا أحدِّثُكم بأَكبرِ الكبائرِ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللَّهِ، قال: الإشراكُ باللَّهِ، وعقوقُ الوالدينِ"، ورغم هذه النصوص التى توصى بالإحسان إلى الآباء إلا أننا نرى بعض المشكلات الزوجية والخلافات التى ليس لها سبب سوى الغيرة الشديدة وحب الامتلاك من الزوجة أوالأمأوالأبأو الزوج،ولو يعلم كل منهمأن لكل واحد حب مختلف عن الآخر، وأن هذه المشاعر لا تقلل من حب الزوج لزوجته أو العكس أو حبه لأمه أوأبيهلاستقر الحال وهدأ.
إن الأسرة المصرية منذ قديم الزمن نشأت على الحب والتعاون وهذا ما شاهدناه على جدران المعابد المصرية القديمة التى تحثنا على احترام الكبيرولم شمل الأسرة، هذه القيم السليمة هى السبيل لأن المعاملة فيما بيننا يحكمهاالكرم والأخلاق والمحبة والسماحة.
ساحة النقاش