بقلم :  د. رانيا شارود

نعم يحيا الهلال مع الصليب، فهذا ليس فقط شعارا من  شعارات أو هتافات ثورة ١٩ بل هو واقع الشعب المصرى، الشعب الأصيل الذى لايفرق فيه بين الجار المسلم أو جاره القبطى أو حتى اليهودى الذين كانوا يعيشون فى مصر قديما، فالشعب المصرى شعب واحد متماسك لا يفرقه أحد، والدم الذى فى عروق المصريين لا يعلمون هلهو دم مسلم أم قبطى، فمصر هى مهد الحضارات وقلب العالم كله، فما نشاهد الآن من أحداث هذه الأيام يؤكد أن الشعب المصرى شعب أصيل، نجد المسلم المتحاب مع أخيه القبطى الذى يقف بجانبه جنبا إلى جنب ولا يعرفون فى التعامل من المسلم و من القبطى، حتى عندما كان اليهود يعيشون فى مصر كانوا ينعمون بكل حرية وحب ومعاملة كريمة، فمصر هى من فتحت زراعيها لخير نساء العالمين للسيدة العذراء وسيدنا عيسى عليهما السلام، فكانت لهما أرض السلام والمحبة، وهذه الأيام المباركة نحتفل برحلة العائلة المقدسة بمصر كنانة الله فى أرضه، فمهما يحاول أعداء مصرنا الحبيبة أن ينالوا منها لا يقدرون على الشعب المصرى ولا يقدرون على التفرقة بين أطياف الشعب، فهو الشعب الوحيد فى العالم كله تاريخه أكثر من سبعة آلاف سنة، وفى كل حقبة زمنية فى تاريخه نجد الشعب المصرى دائما ينتصر على أعدائه بوحدة شعبه، فمهما ينعقالغربان ويحاولون التفرقة بين الشعب المصرى لا يقدرون، فمصر كما قال عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة".

إن جند مصر من خير أجناد الأرض لأنهم وأهلهم في رباط إلى يوم القيامة وأهل مصر وصفهم الحجاج فى وصيته الشهيرة عندما أوصى الحجاج طارقًا: إذا ولاك أمير المؤمنين أمرمصر فعليك بالعدل فهم قتلة الظلمة وهادمو الأمم، وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها، وما أتى عليهم قادم بشر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب، وهم أهل قوة وصبر وجلد وتحمل، ولايغرنك صبرهم ولا تستضعف قوتهم فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتقِ غضبهم ولا تشعل نارًا لا يطفئها إلا خالقهم، وانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض، واتقِ فيهم ثلاثا: نساءهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها، وأرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم، ودينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم، فمن يحاول أن يفرق بين الشعب المصري تلحق به لعنتهم، فمصر أم الدنيا التى ذكرها الله عز وجل فى القرآن الكريم وقال تعالى ( ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ )، فهى بلد الأمن والأمان ودائما محروسة من عند الله ودائما يحيا الهلال مع الصليب.

المصدر: بقلم : د. رانيا شارود
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 565 مشاهدة
نشرت فى 1 سبتمبر 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,825,748

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز