نجلاء ابو زيد
الزوجة الأولى تعود
تزوجت رجلا مطلقا ولديه ولدان يعيشان مع والدتهما، ووافقت عليه لأن ظروفه فى مجملها كانت مناسبة لى، وأنجبت بنتا لكن بعد خمس سنوات زواج مستقر وإن كان لا يخلو من المشاكل فوجئت بكثرة اتصالاته بطليقته وذهابه للغداء فى منزلها مع الأولاد والذهاب لأخذهم للنادى والتدريبات، واعترضت أكثر من مرة لكن كان يقنعنى أنه أبوهم ومسئول عنهم، وأنها بالنسبة له مجرد أم الأولاد، وتدريجيا بدأ يأخذ ابنتى للتعرف على أشقائها وبدأت أستدرجها فى الكلام وعرفت أنها تذهب معه للنادى وأنهم يتناولون الطعام سويا، وأخبرتنى أن طنط طيبة قوى وأنها عزمتها على قضاء الإجازة الأسبوعية معها ومع أشقائها، وطبعا رفضت وبكت وصرخت قائلة طنط أطيب منك أنا عاوزة أعيش معاها هى وإخوتى، وتحدثت مع زوجى فلم ينكر خروجه معها هى والأولاد بل أخبرني أنه يفكر فى إرجاعها من أجل الأولاد وأن حياتنا لن تتأثر، ورفضت الأمر وهددته بأنى سأطلب الطلاق إذا تزوجها لكنى خائفة فليس لى مكان إقامة فأخى وعائلته يعيشون مع أمى، فهل أقبل الوضع الجديد وأهين كرامتى أم أترك البيت وأذهب للعيش مع أمى وأخى فى ظروف صعبة؟
سميرة
أنت فى مشكلة حقيقية وتحتاج قدرا كبيرا من الهدوء والتريث فى اتخاذ القرار لأن الأمر ليس مجرد انفصال عن زوجك لكن له جوانب اقتصادية مؤثرة على حياتك وحياة ابنتك، أقدر إحساسك بالصدمة من تفكير زوجك لكن للأسف هذا يحدث كثيرا طالما هناك أطفال، فالعودة للزوجة الأولى أمر وارد، ويبدو أنك لم تستطيعى مشاركة زوجك فى الاهتمام بأبنائه مما جعله يفكر فى العودة لأمهم، فقد تركته يذهب ويأخذهم بمفرده ولم تفكرى أن تذهبى معه أو أن تقومى بدعوتهم لقضاء أيام عندك، لذا عليك أن تنتظرى لتعرفى موقف طليقته ربما ترفض العودة لكن إن وافقت فعليك قبول الوضع لأنك كما تقولين ليس لديك مكان للإقامة، ولكن تعلمى من أخطائك وحاولى أن تستعيدى قوة علاقتك بزوجك وأن تصبحى جزءا من حياته مع أولاده ربما يتراجع.
الفرصه الثانية
طلقت بعد زواجى بسنوات قليلة لعدم الإنجاب، وقفلت على نفسى باب الارتباط وركزت فى عملى حتى بلغت 45 سنة وبدأت أشعر بالوحدة، وتقدم لى صديق شقيقى وهو شخص محترم لكنى رفضته لأنى أشعر أن شكله غير مقبول واقتصرت علاقتنا على اللقاء فى مناسبات اجتماعية مختلفة، وبعد فترة جدد طلبه للزواج بى، وكلما فكرت فى قبوله لأنه يشغل وظيفة مرموقة ومهذب وأرمل منذ سنوات طويلة، وأبناؤه تزوجوا أشعر أننى لن أكون سعيدة بسبب شكله رغم أننى عندما أقابله أظل أتحدث وأضحك من قلبى، كل من حولى يخبروننى أنه فرصة قد لا تتكرر وأن الرجل ليس بشكله ولا أعرف ماذا أفعل الوحدة تقتلنى وهو يريد الارتباط بى لكنى خائفة ألا أشعر بالسعادة بسبب ملامحه؟
إسراء
القبول شيء ضرورى فى أى علاقة، والقبول هنا لا يرتبط بكون شكل الشخص جميلا أم لا لكن يرتبط بشعورك الداخلى تجاه هذا الشخص، والمحيطين بك يحاولون تقديم النصيحة لك بشكل واقعى خوفا من أن تشعرى بالندم إذا لم يتقدم لك غيره، وبناء على حديثك عنه واستمتاعك بالحديث معه عندما تجمعكما مناسبة ما أنصحك بأن توافقى هذه المرة على الارتباط بشرط أن تكتفى بداية بفترة خطوبة رسمية تسمح لك بالتعرف عليه بشكل أكبر وتذهبين بصحبته فى أماكن مختلفة فهذا سيمنحك الفرصة الحقيقية للحكم على مدى تقبلك لشكله، وربما تكون هذه الفترة فرصة لقفل باب الندم فى المستقبل، لذا عليك الإقدام على هذه الخطوة وإذا شعرت بعد فترة أنك تتقبلين شكله تزوجيه، لكن إذا لم تشعرى بتقبله شكلا كزوج أنهى الارتباط ولا تلتفتى لكلام أحد حتى لا تظلمى نفسك وتظلميه وربما تنتهى إلى لقب مطلقة مرة ثانية.
احترسوا من المتشائمين
نقابل فى حياتنا أشخاصا لا يتحدثون سوى عن المشاكل والأزمات سواء فى البيت أو العمل وكأن حياتهم كلها نكد وتعاسة وفى الواقع هم غير صادقين فهم يشتكون ليبعدوا أعين الناس عن حياتهم وأعمالهم وأبنائهم، يصدرون لنا طاقة سلبية ليحموا أنفسهم من العين التى يتوهمون أنها مركزة فى حياتهم، لذا أنصح كل فتاة فى بداية حياتها الزوجية أن تبتعد عن فئة المتباكين الذين يصرحون أن الرجال جميعهم خائنين وغير متحملين للمسئولية وأن الزواج ليس له قيمة وأنهم غير سعداء ولو عاد الزمن للوراء ما أقدموا على هذه الخطوة لأنهم يصدرون الاكتئاب والشكوى لنا بينما يعيشون بشكل طبيعى، وفى ظل الظروف الصعبة المحيطة بنا نحتاج أن نعرف من يمنحنا الأمل ويشعرنا أن الخير قادم وأن كل مشكلة لها حل فاحترسوا من المتشائمين.
ساحة النقاش