آمنة بنت وهب الزهرية القرشية، هي أمُ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بن عبد الله خاتم النبيين والمرسلين، مات عنها زوجها عبد الله بن عبد المطلب والرسول صلى الله عليه وسلملا يزال جنيناً في بطنها،وتوفيت وسيدنا مُحمَّد ابن ست سنوات، ودُفنت في الأبواء وهي موضع بين مكة والمدينة المنورة ولدت حوالي 557م.
نشأت آمنة أسرة عريقة النسب مشهود لها بالشرف والأدب ورباها عمها وهيب بن عبد مناف، وكانت تعرف «بزهرة قريش» فهي بنت بني زهرة، وقيل إنها عندما خطبت لـعبد الله بن عبد المطلب كانت حينها أفضل فتاة في قريش نسبا، وكان عبد المطلب قد نذر لله إن رزقه الله عشرة من الذكور لينحرن أحدهم شكرًا لله وتقربًا إليه، وقد صار لـعبد المطلب عشرة ذكور وعزم على تنفيذ نذره فأقرع بين أولاده ليعلم أيهم سينحر، وخرج القدح على عبد الله بن عبد المطلب أحبهم إليه، فأشار عليه وجهاء القوم أن يفديه بعشرة من الإبل وقدم الإبل ثم أقرع بينها وبين ولده فخرج سهم عبد الله بن عبد المطلب، فقالوا لعبد المطلب زدها عشراً ثم اقرع، ففعل فخرج سهم عبد الله، وظل يزيد في كل مرة عشراً من الإبل حتى بلغت المائة وعندما أقرع بينها وبين ولده وقعت القرعة على الإبلفسرّ عبد المطلب بذلك سروراً عظيماً ونحر الإبل المائة فداء ولده.
ذهب عبد المطلب بابنه عبد الله حتى أتى وهب بن عبد مناف وهو يومئذ سيد بني زهرة سنًا وشرفُا فزوجه ابنته آمنة بنت وهب وهي يومئذ سيدة نساء قومها، ولما تزوجها عبد الله أقام عندها ثلاثة أيام وكانت تلك العادة عندهم، وحملت آمنة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وخرج عبد الله من مكة متوجهًا إلى غزة في الشام في قافلة بهدف التجارة بأموال قريش وفي طريق عودتهم وأثناء مرورهم بالمدينة المنورة مرض عبد الله فقرر البقاء عند أخواله من بني النّجّار على أمل اللحوق بالقافلة إلى مكة عندما يشفى من مرضه، فمكث عندهم شهرًا وتوفى بعدها عن عمر 25 سنة ودفن في دار تُسمّى "النابغة".
كانت آمنة تحدّث أنّها حين حملت به لم تجد ما تجده الحوامل من ثقل ولا وحم، ولمّا وضعته وقع إلى الأرض مستقبل القبلة رافعًا رأسه إلى السماء مقبوضة أصابع يديه مشيرًا بالسبابة كالمسبّح بها،قالت أمّ عثمان بن أبي العاص "حضرتُ ولادة رسول الله، فرأيت البيتَ حين وضع قد امتلأ نورًا ورأيت النجوم تدنو حتى ظننتُ أنها ستقعَ عليّ"، وبعدما ولدته أرسلت إلى عبد المطلب تبشّره بحفيده، ففرح به فرحًا شديدًا ودخل به الكعبة شاكرًا الله وقال "ليكوننّ لابني هذا شأن" وسماه «محمّد» ولم تكن العرب تسمي به آنذاك إلا ثلاثة طمع آباؤهم حين سمعوا بذكر محمد وبقرب زمانه وأنه يُبعث في تهامة فيكون ولدًا لهم، وقد علمت اليهود آنذاك بولادة محمد يقول حسان بن ثابت: «والله إني لغلام يفعة ابن سبع سنين أو ثمان أعقل كل ما سمعت إذ سمعتيهوديًايصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب يا معشر يهود حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له ويلك ما لك؟ قال طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به».
توفيت آمنة وهي بنت عشرين سنة أثناء زيارتها لأقاربها بيثرب بالأبواء وهي منطقة على بعد 190 كم عن مدينة جدة، وقد اختلفت الآراء حول قبرها، وهناك رواية تقول بأنها دفنت في مقبرةالحجون، والمشهور أن قبرها على جبل وكان القبر معروفا بين الناس، وكان قديمًا على القبر بناء وقيل إن قبرها في مقبرة أم عثمان، وهناك قبور تنتسب لها في الأبواء.
ساحة النقاش