حوار: شيماء أبو النصر

يؤكد د. هنداوى عبد اللاهى حسن، عميد كلية الخدمة الاجتماعية التنموية بجامعة بنى سويف على أن الوعي هو كلمة السر فى بناء الشخصية القادرة على صيانة الأوطان من مخاطر حروب الجيل الخامس التى تستهدفها بالشائعات المغرضة والأكاذيب وحملات التشكيك والتشويه، كما أن الوعي عملية تربوية وثقافية مستمرة من خلال الأسرة والإعلام والمدراس والجامعات والمؤسسات الدينية.

وشدد د. هنداوى خلال حواره إلى "حواء" على أن تشكيل الوعي الفعال يتطلب التركيز على التعليم المستمر، وتنمية التفكير النقدي، وتشجيع الحوار والنقاش المفتوح، والتفاعل مع التجارب الحياتية مع تعزيز قيم التسامح والانفتاح والتعددية.

فى البداية ما المقصود بالوعي؟

الوعي حالة إدراك شامل وعميق للذات وللواقع المحيط بنا مع فهم وافي للمفاهيم والقضايا والأحداث، والحقوق والواجبات، والأدوار الاجتماعية، والقيم، والقوانين، والثقافة، والتاريخ، ويمثل الوعي قدرة العقل على الانتباه إلى الأفكار والمشاعر والظواهر المختلفة ومعالجتها بوعي، بما يمكن الأفراد من اتخاذ قرارات واعية تستند إلى فهم عميق، لذلك فإن الوعي السليم يعد أحد المحددات الأساسية في تشكيل بنية الفرد السلوكية والمعرفية، كما يسهم في تعزيز التماسك الأسري والاجتماعي، ويعتبر عاملاً حاسمًا في تحقيق التنمية المجتمعية الشاملة والمستدامة.

 

 ما أهمية تمتع أفراد المجتمع بالوعي السليم؟

يلعب الوعي دوراً حاسماً في بناء شخصية الفرد وتماسك المجتمع حيث يجعل الأفراد قادرين على اتخاذ قرارات واعية ومستندة إلى فهم عميق للحياة، كما يعزز مشاركة الأفراد الفعالة في كافة المجالات بما يسهم في بناء مجتمع متقدم ومستنير، ويسهم أيضا في ترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية والهوية الوطنية والثقافية، فضلا عن التصدي للأفكار المتطرفة والشائعات، وتعزيز التفكير النقدي وقدرة الأفراد على التكيف مع التغيرات والتحديات المعاصرة.

كيف يمكن تشكيل الوعي وما أهم  أدواته؟

يتشكل الوعي عبر عملية تربوية وثقافية مستمرة من خلال الأسرة والإعلام والمدراس والجامعات والمؤسسات الدينية ويكون هدفهم من أجل تشكيل الوعي تعزيز إدراك الأفراد، وتوسيع آفاقهم الفكرية، وتنمية قدراتهم على التفكير النقدي، وتعتمد هذه العملية على إتاحة فرص التفاعل مع مصادر معرفية مختلفة وتجارب متنوعة ما يمكن الأفراد من فهم أعمق لأنفسهم ومجتمعاتهم والعالم من حولهم.

كيف يمكن تحقيق تشكيل الوعي الفعّال؟

لتشكيل الوعى الفعال ينبغي التركيز على التعليم المستمر، وتنمية التفكير النقدي، وتشجيع الحوار والنقاش المفتوح، والتفاعل مع التجارب الحياتية مع تعزيز قيم التسامح والانفتاح والتعددية.

كيف نبني الوعي السليم للأطفال والشباب؟

يعد بناء الوعي السليم عملية في منتهي الأهمية لذا كانت رؤية الرئيس باعتبار الوعي معركى يجب الانتصار فيها لصالح الجمهورية الجديدة التي تقوم على بناء وعي المواطن لصالح وحدة المجتمع وتماسك الدولة المصرية، ويتحقق ذلك عبر المحاور التالية؛ التعليم الأساسي لما له من أهمية في بناء الشخصية، التنشئة الاجتماعية السليمة والمعتدلة، تحفيز القراءة والاطلاع الدائم لدى الأطفال والشباب، وتنويع مصادر المعرفة وأن تكون جذابة ومتجددة وتقاوم التزييف، بالإضافة إلى الحوار المباشر والمستمر مع النشء والشباب، وتنظيم الأنشطة الثقافية والاجتماعية حيث إنها مجال خصب لغرس القيم وتنمية الوعي وزرع القيم الأخلاقية والإنسانية في نفوس الأطفال الشباب، ويجب التأكيد على أن الوعي هي معركة كل إنسان مصري وليست الدولة ومؤسساتها فقط، فالمواطنون هم درع الوطن الداخلي ويجب أن نطمئن أن مستوى وعي المواطن المصري قد ارتفع بشكل ممنهج من ناحية وبشكل تلقائي من ناحية أخرى، حيث ارتفع بشكل ممنهج نتيجة استراتيجية الدولة المصرية والتي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عام ٢٠١٧ والتي تمثلت في بناء شخصية الإنسان المصرية وبناء وعيه، أما بالنسبة للارتفاع التلقائي فإنه يتأتى نتيجة إدراكه للواقع المحيط وحالة عدم الاستقرار التى تعانى منها المنطقة.

كيف نحافظ على شبابنا من محاولات تشويه وتزييف الوعي؟

لمواجهة محاولات التشويه والتزييف التي تستهدف وعي الشباب، يمكن الاعتماد على مجموعة من الآليات التربوية والفكرية، من أبرزها: تنمية قدرة الشباب على تحليل المعلومات وتقييمها، وفهم السياقات المختلفة، ما يساعدهم على تمييز الحقيقة من التضليل، والتحقق من المصادر وترسيخ ثقافة التأكد من مصدر المعلومة قبل تصديقها أو نشرها، والاعتماد على المصادر الموثوقة والمتخصصة، وتشجيع التواصل المباشر مع الواقع، ودعم مشاركة الشباب في الأنشطة المجتمعية والتطوعية، والاحتكاك المباشر بالقضايا والحقائق ما يقلل من تأثير الروايات المشوشة أو الموجهة، بجانب استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي وتوظيف المنصات الرقمية والأدوات التكنولوجية في التثقيف والتوعية، والاعتماد على التطبيقات المتخصصة في كشف الأخبار الزائفة وتحليل المحتوى، وبناء القدوة الواعية والمؤثرة وتقديم نماذج إيجابية من القادة والمفكرين والمعلمين ممن يجسدون الوعي والانتماء الحقيقي ليكونوا مرجعًا موثوقًا للشباب. 

وما دور الأسرة والتواصل المباشر في بناء الوعي؟

الأسرة دورها مهم جدا وأساسي لأنها المسئولة عن التنشئة الاجتماعية وغرس القيم والمبادئ لدى الأطفال والشباب، كما تقوم بالتوجيه والإرشاد، وتساعد الأبناء على تكوين وعي سليم تجاه الذات والمجتمع، ويعتبر سلوك الوالدين نموذجًا يحتذي به الأبناء في بناء وعيهم، أيضا الحوار المباشر مع الأبناء يساهم في تعزيز الثقة بالنفس، والتحقق من المعلومات، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم، كما أنه يشجع على التفكير المستقل، وتنمية مهارات الحوار والنقد البناء وتعويد الطفل على الحديث في أي أمر مثار شك وعدم غلق قنوات الاتصال والحوار لأي سبب. 

كيف يمكن مواجهة محاولات تشويه الوعي على مواقع التواصل الاجتماعي؟

من خلال اتباع بعض الطرق الفعالة مثل التحقق من المصادر والتأكد من صحة المعلومات ومصادرها قبل تصديقها أو نشرها بالرجوع إلى الجهات الموثوقة أو التواصل المباشر مع الأطراف المعنية، والرد السريع والمهني عن طريق إعداد ردود واضحة ومدعومة بالحقائق، ونشرها عبر القنوات الرسمية بلغة هادفة واحترافية، بالإضافة إلى التواصل المباشر وبناء العلاقات مع المؤثرين والصحفيين والأفراد المعنيين لنقل الصورة الصحيحة وتعزيز المصداقية، ونشر محتوى إيجابي والمساهمة المستمرة في بناء صورة إيجابية عبر نشر محتوى نافع وجاذب يعكس القيم الحقيقية.

وهل يمكن الاستفادة منها في نشر الوعي؟

نعم.. من خلال نشر معلومات موثوقة وتقديم محتوى دقيق ومدعوم بالمصادر، واستخدام الصفحات الرسمية للجهات أو الأفراد لنشر الرسائل التوعوية ما يعزز مصداقيتها ويساعد فى انتشارها، بجانب تفاعل المسئولين  مع الجمهور وتشجيع النقاشات المفتوحة والرد على الأسئلة والاستفسارات لبناء علاقة ثقة معهم وزيادة تأثير الجهاز الحكومي الرسمي.

وما دور الإعلام والدراما ومؤسسات المجتمع المدني فى نشر الوعي؟

بالنسبة للإعلام فإنه يمكن تعزيز القيم الإيجابية عبر البرامج المختلفة، وتسلّيط الضوء على القضايا المجتمعية والنقاش العام حولها، أما بالنسبة للدراما فيمكنها أن تؤثر في وعي الجمهور بشكل قوي بتقديم قصص وشخصيات تروّج لسلوكيات إيجابية وتتناول قضايا اجتماعية بلمسة إنسانية تلامس العاطفة ودراسة احتياجات ورغبات الجمهور وتقديم المحتوي المحبب لهم، أما مؤسسات المجتمع المدني، فتقوم بدورها من خلال تنظيم حملات توعية وورش عمل وندوات ومحاضرات واحتفالات وأنشطة تجذب الشباب للمشاركة.

فى ظل انتشار الحروب التى يعانى منها العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص كيف نغرس الوعي فى نفوس أبنائنا بأهمية الأوطان والحفاظ عليها دون خوف أو قلق بالغ؟

يجب تقديم صورة إيجابية للوطن وتعزيز الهوية الوطنية، وغرس القيم الأخلاقية والإنسانية المرتبطة بحب الوطن، وتنمية روح المشاركة المجتمعية والمسئولية من خلال تشجيع التفكير النقدى والحوار المفتوح، وتعليم طرق حل النزاعات والتعامل مع الأزمات بروح إيجابية، وكذا تعزيز حب التعلم والعمل للمستقبل، وأؤكد أن الأسرة يقع عليها المسئولية الكبرى في تنمية وعي الأبناء بحكم دورها العظيم في التربية فيمكنها منذ الصغر تعريف الأبناء بالوطن الذي ينتمون إليه وتاريخه وتضحيات شعبه وصموده وما مر به من حروب ومحاولات استعماريه، وعراقة تاريخ شعب مصر وقدم الحضارة المصرية والموقع الفريد لمصر وقوتها وحجمها.

المصدر: شيماء أبو النصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 33 مشاهدة
نشرت فى 7 يوليو 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,253,278

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز