بقلم. حنان سليمان

تسعى كل دول العالم لتنمية اقتصادها القومي عن طريق الاستفادة من ثرواتها الطبيعية من خلال عملية زيادة وتطوير الصناعة المحلية، حيث تعمل الصناعة على رفع مستوى المعيشة في المجتمع عن طريق توفير فرص عمل ووظائف لمواطنيها ما يؤدي إلى حل مشكلة البطالة في المجتمع، حيث توفر الصناعة العديد من الوظائف في الكثير من المجالات الأخرى مثل النقل والزراعة والطاقة والهندسة والتجارة، كما تساهم الصناعة في تطوير كافة المجالات في المجتمع من خلال المنتجات التي تقدمها لخدمتها، فضلا عن توفير المنتجات المصنعة محليا وبأسعار معقولة ما يؤدى إلى عدم الحاجة إلى استيراد سلع مشابهة من دول أخرى، وقد يؤدي جودة صناعة المنتج محلياً إلى تصديره إلى دول أخرى، بالإضافة إلى أن التقدم الصناعي يسهم في الازدهار الاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي والاستقلال السياسي، لذا يمكن القول إن الصناعة تعمل على توفر الرفاهية للشعوب من خلال ما تقدمه من منتجات.

وتسعى الجمهورية الجديدة إلى تحقيق النهضة الاقتصادية من خلال العديد من القطاعات وفي مقدمتها الصناعة الذى تعتمد في تقدمه على درجة الابتكار التي يمتلكها أصحاب القرار ومن يمتلكون المهارات والفنيات بما يُسهم بصورة فاعلة في زيادة الربحية والقدرة على التنافسية، وتحرص القيادة السياسية على دعم قطاع الصناعة باعتباره بوابة النهضة لجمهوريتنا الجديدة؛ حيث الحث على نشر ودعم ثقافة التطوير التي دعت إليها التقنية والتكنولوجيا الحديثة، كما وجهت القيادة السياسية إلى ضرورة توفير المناخ الداعم للاستثمار في قطاع الصناعة بشكل متكرر وصريح كي يحدث التطوير وفق رؤية مسببة تقوم على فلسفة وأهداف ملموسة يتمخض عنها معايير تشكل الإطار الذي يعتمد عليه التطوير بما يحقق رفع الإنتاجية وزيادة معدل النمو. 

وتحث الدولة المصرية، متمثلة في قيادتها السياسية الرشيدة، على تعميق الصناعة المحلية والتوسع في مساراتها واكتمال مراحلها؛ بداية من المورد الخام، ونهاية بتصدير المنتج في صورة لا يقابلها مثيل، وتمدد الشراكات مع دول العالم في مجالات الصناعة لتحدث طفرة النهضة وتتحقق القيمة المضافة للمنتج المحلي.

لم تتوقف جهود الدولة المصرية عند حد الإنتاج والتصدير، بل أضحت متطلعة لتدشين أسواق ذات طابع عالمي بما يسهم في ريادة الدولة عبر صادراتها ذات الصبغة التنافسية والمواصفات القياسية، متبعة في ذلك الأسلوب العلمي وفق خطة منهجية تحرص على جذب العميل وتلبية احتياجات ومتطلبات وتطلعات الأسواق العالمية، ومن ثم تساعد في جذب المزيد من الاستثمارات العالمية على أرض المحروسة التي تزخر بمقدرات لا يناظرها مكان في العالم بأسره.