كتبت: هدى إسماعيل 

شهدت المرحلة التي أعقبت ثورة الثلاثين من يونيو عددا من الحوادث الارهابية. وحتى لا ننسى «حواء» تسترجع سجل الدماء الذي أسالته جماعة الإخوان منذ عام 2013، والذي نجحنا فى التصدى له من خلال وحدة الشعب والجيش والشرطة معا، وقد كانت المرأة أيضا واحدة من ضحايا هذه الحوادث

قصة من التضحية والفداء كان بطلتها العريفة أمنية رشدي ذات الـ 25 عاما والتي استشهدت في تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية عام 2017 حيث أظهرتها كاميرات المراقبة تقف بجوار الإرهابي عندما قام بتفجير نفسه، كانت العريفة الشهيدة تستعد لزفافها والذي كان مقرر له موعد بعد الحادث بشهر واحد فقط، لكن القدر لم يمهلها بناء حياة جديدة ليكتب لها الجنة لتزف عروسا إلى السماء.

التحقت أمينة بالعمل الشرطي وبمعهد أمناء الشرطة عن قناعة تامة وحبا للوطن، وكانت تأمل الحصول على رتبة ملازم بعد الحصول على درجة ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية حيث كان لها آمال وطموحات عديدة، وكانت الشهيدة

مثالا للأخلاق الكريمة والطيبة، مخلصة لعملها كما وصفتها صديقاتها، والتي جاءت كلماتهن حزينة غير مصدقات لما حدث لها، فصرحت صديقاتها أنهن صدمن عندما تلقين الخبر وعزائهن الوحيد أنها في الجنة، وكانت الشهيدة قد كتبت على صفحتها الشخصية قبل استشهادها بأيام قليلة "أكرموا من تحبون بكلمات جميلة، وأفعال أجمل أرواحنا خلقت لفترة من الزمن وسترحل، ابتسموا وتناسوا أوجاعكم، فهي دنيا وليست جنة"، وكانت تشعر أنها ستكون شهيدة فداء للوطن. قصة أخرى للشهيدة العريفة أسماء إبراهيم وهي أم لطفلتين منهما طفلة رضيعة غيبها الإرهاب الغاشم عن طفلتيها وأسرتها وأحبائها وعملها، نجحت في التوفيق بين عملها ورعاية أسرتها والاعتناء بصغيرتيها، وكانت مثالا للاجتهاد، كانت أيضا تقف على بعد خطوات قليلة من الإرهابي أمام الباب الرئيسي للكنيسة المرقسية لحظة التفجير، ولم تكن تعى أنها بعد لحظات ستودع الدنيا وطفلتيها وكل حياتها لم تنته القصص عند ذلك فقد سطرت العميد نجوى عبد العليم الحجار بدمائها قصة أخرى حيث استشهدت أثناء تأمينها بوابة الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل كانت الشهيدة مدير بإدارة تصاريح العمل بالإسكندرية، اعترضت الانتحاري الذي حاول دخول الكنيسة وتفادي التفتيش الأمني ما أجبره على تفجير نفسه على البوابة

ولدت العميد نجوي الحجار عام 1963 وتخرجت من كلية الشرطة عام 1987، وشغلت العديد من المناصب بوزارة الداخلية وتقلدت العديد منه حتى وصلت إلى رتبة عميد، وكانت الشهيدة من ضمن قوة مكتب تصاريح العمل، وقبل يوم من الحادث جرى إخطارها بتعيينها في خدمات الشرطة المسئولة عن تأمين الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وكانت ممن استقبلوا اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية الأسبق أثناء مروره لتفقد الأوضاع الأمنية والتأكد من يقظة القوات ومدى جاهزيتها وفجأة وصل الانتحاري وفجر نفسه أمام الكنيسة مما أسفر عن استشهاد اللواء نجوى و7 آخرين من الشرطة و8 مواطنين


المصدر: كتبت: هدى إسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 210 مشاهدة
نشرت فى 20 يوليو 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,881,100

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز