إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا راندا كانت تتابع جدتها وهي تستمع إلى رائعة الموسيقار الراحل سيد درويش "أنا هويته وانتهيت" وهي سابحة في بحار الخيال مع اللحن والكلمات ..
ما أن انتهت الأغنية حتى سألتها الحفيدة عن سر عشقها لسيد درويش، أجابتها الجدة أنه رغم مرور قرن على رحيله فقد توفى في عام 1923 ولا يزال يعيش بألحانه التي استمدها من الشعب، فقد كان قريبا من العامة يعرف ما يحبه البسطاء، فصاغ ألحانه لهم كما في العديد من الأغاني الخفيفة التي نرددها مثل "سالمة يا سلامة".
وهذا لا ينفي أنه قدم العديد من أشكال الغناء بجانب المسرحيات الغنائية، وهذا كله في فترة زمنية قصيرة جدا فقد توفي وعمره حوالي 31 سنة، فياله من عبقري كان له إنتاج غزير وهو لا يزال شابا صغيرا، ولم تكن الظروف مواتية له بل على العكس عانى من حياة قاسية، كما أنه تحمل المسئولية وهو صغير في السن ومن هذه المعاناة ولد فن راق استطاع أن يتحدى الزمن وما زلنا نستمتع به حتى الآن.
أكدت راندا كلام جدتها بأنه بالفعل حتى الآن نعشق أغاني سيد درويش، فهو لحن كل الأشكال كما له أعمال لأبناء الجاليات الكثيرة التي كانت موجودة في مصر في بداية القرن الماضي.
هنا تحدثت الجدة أن هذه هي عبقرية الفن ليس المهم أن يصبح العمل "ترند" كما يحدث في الوقت الحالي، لكن الأهم أن يعيش الفن وأن يصبح خالدا عبر الزمان، وهذا ما استطاع الشيخ سيد درويش أن يحققه.
وأضافت أنه يكفي أن يرتبط النشيد الوطني باسمه، ففي أي مناسبة قومية نستمع لنغمات فنان الشعب سيد درويش.
ساحة النقاش